استكمالاً للحديث عن الدراسة القيمة حول الثقافة الفرعية للشباب المصري فقد حددت الدراسة الرطانةJargon في التراث الغربي بأنها أخذت أكثر من معني لكنها ظلت لفترة طويلة لصيقة بالمهن أو الحرف دون غيرها، أو بالفئات الأقل في المجتمع بصفة عامة، ولقد امتد الترادف بين الرطانة ولهجة أو لغة الحرفة أو المهنة من الكتابات الغربية إلي العربية، رغم أن المعجم الوجيز عرفَّ هذا المفهوم بمنتهي الدقة والوضوح. والرطانة إجرائياً كما استخدمتها الدراسة: هي أي كلمات أو مفردات أو تعبيرات لا تنتمي للغة العربية الفصحي، ولا تنتمي للعامية كما هي منطوقة بين كل فئات المجتمع، وكما هي متعارف عليها بينهم لكنها ذ أي هذه المفردات ذ معروفة للشباب وتستخدم بينهم. ثانياً : مفهوم الشباب (Youth): حددت الدراسة الشباب بأنهم الشريحة الواقعة بين سن الثامنة عشرة والثامنة والعشرين من العمر. والشباب الجامعي هم من ينطبق عليهم التعريف السابق ومن الدارسين في كليات جامعة عين شمس والقاهرة، كما أن الشباب الحرفي هم من ينطبق عليهم التعريف السابق ويقومون بأي أعمال يدوية تكون مصدر رزقهم. ثالثاً : الوضع الطبقي : مناقشة موضوع الطبقات الاجتماعية ومحدداتها تختلف في مجتمعات العالم الثالث ومنها المجتمع المصري عنها في المجتمعات الغربية. فالمجتمعات الغربية يسيطر عليها أسلوب إنتاج وحيد ونقي وهو ما يساعد علي تبلور شكل محدد للطبقات، يتضح من علاقة كل طبقة بوسائل الانتاج علي عكس مجتمعات العالم الثالث حيث تم فصل عدة أساليب إنتاجية معاً وهو ما نتج عنه عدم تبلور شكل محدَّد للبنية الطبقية في هذه المجتمعات وعدم تشكلَّ طبقات اجتماعية مكتملة مثل نظيرتها في المجتمعات الغربية. ولأن المجتمع المصري واحد من مجتمعات العالم الثالث فقد حاولت الدراسة مراعاة وضعه وخصوصيته في وضع مؤشرات تدل علي وضع عينة الدراسة الطبقي، وتحدد خصائصهم الاجتماعية الاقتصادية، هذه المؤشرات تشمل مهنة الشخص الرئيسية التي هي مصدر لدخله، ومستوي التعليم، والحي السكني، وقد اتخذت التقسيمات الشكل الآتي: طبقة دنيا: تشمل عمال زراعة، صناعة وغيرهما، حرفياً لا يملك ورشة، غير حاصلين علي قسط من التعليم أو حاصلين علي قسط صغير منه، يسكنون الأحياء الفقيرة والهامشية. طبقة وسطي: تشمل الموظفين والتكنوقراط، حاصلين علي قسط من التعليم، وطلاباً ينتمي آباؤهم لهذه الطبقة. طبقة عُليا: تشمل ملاك المصانع والمشروعات الكبري، حاصلين علي قدر من التعليم، وطلاباً ينتمي آباؤهم لهذه الطبقة، مع وضعنا في الاعتبار انقسام كل طبقة إلي شرائح متعددة. واتساقاً مع هدف الدراسة وأسلوبها كانت الأداة المستخدمة هي دليل المقابلة لأنها تتيح الاحتكاك المباشر مع أفراد العينة وكانت المقابلة من نوع المقابلات الفردية الجماعية. وقد تمت الاستعانة ذ في مرحلة لاحقة ذ بتحليل المضمون سواء أكان لدليل المقابلة أو للمفردات الخاصة بالرطانة التي سردها المبحوثون. وكان المجال الجغرافي للعينة مدينة القاهرة وقوام عينة الدراسة كان 75 مفردة مقسمة كالتالي: 30 مفردة من جامعة عين شمس (15 فتيان، 15 فتيات)، 30 مفردة من جامعة القاهرة (15فتيان، 15 فتيات)، 15 مفردة من شباب الحرفيين العاملين بورش جامعة عين شمس. ثم اختيار مفردات العينة بطريقة عمدية مقصودة، وللحديث بقية.