صديقي وزميلي العزيز في مؤسسة الأهرام ضياء رشوان، لو سألتني قبل ترشيح نفسك نقيبا للصحفيين لنصحتك بعدم الترشح، من موقع حب وليس من خانة انحياز لمرشح آخر، فأنت تعرف قبل غيرك أنني كنت إلي جوارك حينما ترشحت عضوا بمجلس النقابة عام 1999 ووقفت إلي جوارك ودعمتك، وقد أحزنني جدا عدم توفيقك بفارق سبعة أصوات فقط. صديقي العزيز الترشيح حق وقد اخترت ممارسته، ولعلك بهذا الاختيار تثري الخيار الديمقراطي الذي نحرص عليه جميعا في نقابة الصحفيين، لكن الأمانة والصداقة والزمالة تحتم علي أن أخبرك دون لبس أنني سأعطي صوتي للأستاذ مكرم محمد أحمد ليس كراهية لك، ولا تقليلا من شأنك، وإنما لأن العنوان الرئيسي لبرنامجك الانتخابي حول إصلاح الأجور لا يحتاج في هذا التوقيت إلي عمل نقابي بالأساس بقدر ما يحتاج إلي عمل مؤسسي. أعلم مثل كل الزملاء أننا معشر الصحفيين قد تضاءلت أجورنا بحيث نكاد نكون في أسفل سلم الأجور في مصر، وهو أمر لا يؤثر فقط علي معيشة الصحفيين، وإنما علي حيادهم، ونزاهة أقلامهم، لكن العمل لرفع أجور الصحفيين لا يكون من داخل نقابتهم أولا، وإنما من داخل مؤسساتهم الصحفية سواء كانت قومية أو خاصة أو حزبية. يا صديقي لا نستطيع ان نتحدث مع الدولة ومجلس الشوري مالك الصحف القومية نيابة عن الشعب عن حد أدني متساو للأجور، في ظل التفاوت الكبير من مؤسسة وصحيفة إلي أخري، وما نريده الآن هو تنشيط العمل النقابي داخل المؤسسات الصحفية، لوضع حد أدني كريم ولائق للأجور داخل كل صحيفة، وإصلاح هرم الأجور المقلوب، فلا يصح ان الصحافة التي تقوم علي الكلمة والصحفي يكون فيها الصحفيون درجة ثالثة في الأجور بعد موظفي الإعلانات، وسكرتارية المسئولين في التحرير والإدارة علي حد سواء. وإذا كنا جادين في إصلاح الأجور بشكل جاد فلتكن هذه معركتنا الوحيدة في انتخابات مجالس الإدارات والجمعيات العمومية للصحف القومية، وإذا كنت لن أعطيك صوتي نقيبا للصحفيين فإنني أدعوك ان تترشح لعضوية مجلس إدارة الأهرام ببرنامج طموح لإصلاح أجور الصحفيين في المؤسسة وستجدنا إلي جوارك. دعنا نبدأ من داخل كل بيت صغير، ثم نلتفت بعد ذلك للبيت الكبير نقابة الصحفيين، وإذا كنا نعارض بشدة سياسة البدلات التي نحصل عليها من الدولة كل عامين في نقابة الصحفيين، والتي لا تضاف إلي الراتب، ولا نستفيد منها في شيخوختنا، ولا تذهب إلي أولادنا إذا رحلنا عن الحياة، ففي داخل كل مؤسسة نظام للمكافآت يتشابه تماما مع البدلات التي نحصل عليها من النقابة.. ومثل هذه المكافآت تحتاج إلي إصلاح وإلي ضمها للأجور الأساسية للصحفيين ولن يتأتي ذلك عبر نقابة الصحفيين، وإنما عبر الصحفيين أنفسهم داخل كل صحيفة.. وهذه هي قضيتنا الأساسية الآن.. وليس تحويل نقابة الصحفيين إلي حزب سياسي في زمن تحولت فيه الصحف والبرامج التليفزيونية والنقابات إلي أحزاب سياسية وغابت الشئون المهنية.