مصر لن تكفر بعروبتها مهما حدث، هكذا تكلم رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب ردا علي الأعضاء الثائرين علي أحداث مباراتنا مع الجزائر، مطالبين بقطع العلاقات الدبلوماسية معها. ماذا يمكن أن يقول رجل في مركزه غير هذا؟.يعلن كفره؟!. يطالب مثلا بإلغاء لجنته والاكتفاء بلجنة العلاقات الخارجية باعتبارها المعنية بعلاقات مصر مع العالم. آسف ..بقية دول العالم غير العربية والعياذ بالله. طب تبقي شغلته إيه ؟. العروبة عمله وعمل الكثيرين، والعروبة شرف. العروبة حق. العروبة واجب. وهي كأي عمل باب كله رزق ومنافع. ففي كل مجال يوجد تنظيم عربي يوازي التنظيم المصري .الاتحاد العربي للرياضة.اتحاد الكتاب العرب. اتحاد الفنانين العرب إلخ. وكذلك كل النقابات والتنظيمات الحكومية والأهلية..شوف قوتنا كعرب قد إيه؟!. لكن إذا كنا من البيت العربي الكبير فلماذا السفراء؟ أليست هذه شعوبية تمزق الصف العربي المتراص كبنيان واحد؟. ولماذا نتنافس في مباريات الكرة وغيرها؟ ما نعمل منتخب عربي واحد يمثل أمة العرب،ونضرب المثل للعالم المتخلف المنقسم إلي دول. خذ مثلا الدول الأوربية التي عملت وحدة بينها، ومع ذلك لا تقول جمهورية ألمانيا الأوربية أو إيطاليا الأوربية إالخ رغم اشتراكهما في دين واحد. ( لا تلتفت لأقلية مسلمة عندهما فنحن لا نحصي الأقليات عندنا).ولا تقول جمهورية فرنسا أو سويسرا الأوربية رغم وحدة الدين واللغة أيضا.ولهذا السبب أوربا كلها رايحة في داهية بإذن واحد أحد. وستخسر أي مواجهة أمام العرب لأنهم كتلة واحدة متجانسة. غيرش بس إحنا كسلانين وطيبين؟ يعني مثلا المنتخب الكروي العربي يقدر يهزم كل فرق دول أوربا بس يخشو لنا واحد ..واحد!.وهما عبطا ما يعرفوش زينا إن الكترة تغلب الشجاعة. وإحنا كترة ما شاء الله. كنا في وقت 14 دولة وكترنا وبقينا حاجة وعشرين .خمسة وخميسه في عين الحسود. طب إيه المشكلة؟.المشكلة مباراة كرة لا طلعت ولا نزلت.مصر اتقمصت لما انهزمت من الجزائر.. قام إيه ؟ شوية مشجعين في البلدين مسكوا في هدوم بعض. دي الحكاية ،ومصارين البطن بتتخانق. بس أصل اللي زود الحكاية حبتين أن الناس في مصر عصبية عشان فقرا- بعيد عن العرب يا رب- وعشان النظام في مصر عنده أزمة سياسية، دا غير أننا عملنا السلام وبعنا قضية فلسطين وبطلنا نحارب إسرائيل بعكس بقية الأخوة العرب! ولا فتحنا المعابر عشان حماس تعزل وتنقل في سينا وتناضل منها. ( هذه وجهة نظر معظم العرب الأشقاء فيما حدث والباقي سكت والسكوت علامة الرضا. حتي السودان كان شاهد ما شافش حاجة) طبعا لأن مصر والجزائر أشقاء للسودان وما يصحش يزعل حد فينا. وهو ما يثبت أن العرب اجتمعوا علي كلمة سواء. هو إحنا مؤمنين بالعروبة من شويه؟!. اللهم قوي إيماننا بها كمان وكمان. يقول الكافرون بالعروبة إن العرب يعرفون أنفسهم أكثر منا ولا يحسبوننا كعرب إلا عندما يحتاجون إلينا. لكن زعيم ثورتنا الشعبية الديمقراطية ابن بني مر هو الذي بادر وألصقنا بهم لغرض في نفسه فجعلنا الجمهورية العربية المتحدة وضم إليها سوريا ،وكان هذا يعني أن يرأس مصر سوري أو غيره يوما ما. لكن بقية العرب حاربوا هذه الوحدة وأولهم السعودية. يبدو أن عرب السعودية مش عرب زينا! ولا زي عرب "لالجيري" يعني الجزائر بس باللغة العربية الفصحي! القاعدة المعروفة تقول أن الأشباه تتنافر. ومع ذلك فالدول العربية رغم تشابهها في صفة العروبة لم تتنافر أبدا.سبحان الله! والعلم يقول إن الزواج من الأقارب كأولاد العم مثلا قد يؤدي إلي نسل متخلف أو معوق. ومع ذلك أدت وحدة العرب وامتزاج الدم بينهم إلي نسل متقدم عن كل أمم الأرض، فسبحان الله!. وقد امتزجت دماء المصريين المقتولين بدماء القبيلة العربية اليمنية التي فتحت مصر بقيادة ابن العاص. وبعدها اختلطت تلك القبيلة - التي لم تكن قد دخلت الإسلام بعد - بالمصريين اجتماعيا فكان علي كل مصري استضافة جندي فاتح في بيته واكل شارب نايم وسط حريمه، يعطيه لوازمه من السكر والزيت وما يلبسه في قدميه الخ فضلا عن جزية يدفعها له جزاء دفاع هذا الجندي عن مصر ضد أي معتد يحاول أن يفتحها غيره! وحدث نفس الشيء لباقي الدول العربية. لكن الكافرين بالعروبة اليوم يتناسون هذا التاريخ المشترك أو يجهلون هذه الصلات الحميمية التي جعلت مصالح المصريين والعرب الفاتحين واحدة إلي أبد الآبدين. كلنا عرب إذن بالتاريخ الجميل والجغرافيا التي سهلت فتح العرب لبقية الأمصار حولها فنالت مصر هذا الشرف الرفيع مع غيرها وصارت عربية. لكن عندنا من المخرفين من يصرخ ( زواج العروبة من مصر باطل...باطل)!. فإذا كانوا قد نسوا تاريخ الأمس فكيف ينسون اليوم اختلاط الدم العربي بين المصري والكويتي والعراقي في حرب الخليج وحرب تحرير الكويت؟ واختلاط الدم المصري باليمني في حرب اليمن ؟والدم الفلسطيني بالأردني في أيلول الأسود؟.والدم الفلسطيني بالفلسطيني في معارك الأشقاء التوأم فتح وحماس؟. لذلك من يقول أنا مصري يخدش ثوب العروبة الناصع وهو عميل للغرب وأمريكا وإسرائيل الذين يحاولون الوقيعة بين الأشقاء العرب. لكن هيهات فأنا كمصري أفخر بأني عربي أولا. وأتمني أن تتحقق وحدتنا المرتقبة ويرأس مصر عربي يمني من الحوثيين.أو سوري من العلويين. أو سوداني من الجنوبيين. ولأننا واحد لا فرق بيننا أنتظر أن أري جزائرياًّّ أو بحرينياًّ أو قطرياًّ يقول عن نفسه ( أنا مصري كريم العنصرين .بنيت المجد بين الأهرامين). فإذا لم يحدث سأقول لنفسي ( لك يا مصر السلامة ..وسلاما يا بلادي إن رمي الدهر "بلاوي"افتديها بفؤادي. واسلمي في كل حين).