ترجمة : هالة عبدالتواب وبريهان فتحي أكدت صحيفة لوفيجار، الفرنسية أن الأممالمتحدة تري أن قرار سويسرا بمنع بناء المآذن والذي تم التصويت عليه عطلة هذا الأسبوع لا يحترم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما أعربت الأممالمتحدة عن انزعاجها جراء التصويت علي قرار منع بناء المآذن بسويسرا، الأمر الذي أصار ضجة كبيرة خارج الحدود السويسرية ودفع الأممالمتحدة للإعلان عن رفضها التام لهذا القرار التي وصفته باضطهاد للطائفة المسلمة بسويسرا البالغ عددها (7.5 مليون من إجمالي السكان). وبعد أن تحدثت الرغبة الشعبية، فاجأ التصويت حتي مطلقي المبادرة أنفسهم الذين لم يتوقعوا النجاح الساحق الذي يبدو أحرجهم كما كان صدمة للجميع. وفي حوار لجريدة لوتن السويسرية، أدلي المستشار الاشتراكي اندرياس جروس، وأحد المتخصصين في الديمقراطية المباشرة برأيه مؤكدا أن استفتاء يوم الأحد لم يزعزع إيمانه بالحقوق الشعبية أو بالديمقراطية، لكنه مقتنع أنها لا تقوم بدورها إلا في وجود مجموعة من الظروف الصحيحة مجتمعة وهذه الظروف لم تكن موجودة لدي التصويت علي منع المآذن. وأضاف أنه مصدوم من هذه النتيجة وهو الذي أعلن قبلها أنه سيشعر بالعار إذا وصلت نتيجة التصويت إلي 40% فما بالك وقد اقتربت من ال60%، وأكد أن هذه ليست المرة الأولي التي تضع مبادرة «عشوائية» في موقف حرج أمام المعاهدات التي وقتعها وخاصة الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وصرح أن سويسرا ليس لديها حتي الآن إجراءات مناسبة لوقف أي مبادرة شعبية متعارضة مع حقوق الإنسان، وقد ساهم الإعلام بطريقة غير مسئولة في خلق هذا الجدل حيث لم يسمح للسويسريين بالحصول علي معلومات عميقة وواعية عن دورهم ومسئوليتهم في مثل هذا التصويت. وفي النهاية أكد أن المواطنين هم فقط القادرون علي تصحيح أخطائهم، فالديمقراطية وحقوق الإنسان وجهان لعملة واحدة وليس متضادين. وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن صورة سويسرا نفسها كأرض للتسامح بدا من الواضح أنها مليئة بالثقوب مثل أنواع الجبن الذي تنتجه حتي قبل إجراء الاستفتاء. وأوضحت الصحيفة أن النتائج كما كانت متوقعة أثارت صرخات من الخوف من «الإسلاموفوبيا» لكن الموقف بالنسبة للمسلمين في سويسرا ليس ملحا، ولم تتأثر المآذن الأربع القائمة بالتصويت ومازال هناك 150 مسجدا أو مكان للصلاة.