125% زيادة في صافي أرباح مدينة الإنتاج الإعلامي خلال عام 2024    انطلاق معرض «HAZI MISR prime» بشراكة مصرية سعودية.. غدًا    خطوات استخدام التطبيق الخاص بحجز تاكسي العاصمة الكهربائي (فيديو)    «حكومة سلوفاكيا»: رئيس الوزراء في حالة خطيرة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال    شريف العريان: لدينا أكثر من 12 لاعب ينافس على ميدالية في باريس    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    بث مباشر مباراة بيراميدز وسيراميكا بالدوري المصري لحظة بلحظة | التشكيل    بعد إصلاحه.. عودة خط أنابيب الوقود الرئيسي بين المنيا وأسيوط للعمل    رغم تصدر ال"السرب".. "شقو" يقترب من 70 مليون جنية إيرادات    طرح دويتو «بنجيب القرش» غناء مصطفى حجاج وحاتم عمور    الطاهري: "القاهرة الإخبارية" كانت توجيهًا رئاسيًا في 2017 والآن تحصد جائزة التميز الإعلامي    وزير النقل: تشغيل مترو الخط الثالث بالكامل رسميا أمام الركاب    رجال أعمال الإسكندرية تتفق مع وزارة الهجرة على إقامة شراكة لمواجهة الهجرة غير الشرعية    وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة.. شاهد    إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    الحكومة الكويتية تؤدي القسم وأمير البلاد يوجه كلمة للوزراء الجدد    مدعومة من إحدى الدول.. الأردن يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة من ميليشيات للمملكة    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة بإحدى الجبهات الرئيسية بالقوات المسلحة    رئيس رابطة الجامعات الإسلامية في جولة تفقدية بمكتبة الإسكندرية.. صور    اعرف قبل الحج.. حكم الاقتراض لتأدية فريضة الحج    صحة المرأة بأسيوط تعلن تركيب اللولب بالمجان أثناء الولادة القيصرية    إصابة عامل صيانة إثر سقوطه داخل مصعد بالدقهلية    محافظ جنوب سيناء: تنفيذ 10 محطات تحلية وأنظمة طاقة شمسية لخدمة التجمعات السكانية    المشرف على الحجر الزراعي المصري يتفقد المعامل المركزية بالمطار    ب عروض مسرحية وأغاني بلغة الإشارة.. افتتاح مركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة جنوب الوادي    وزير التعليم العالي ل النواب: السنة تمهيدية بعد الثانوية ستكون "اختيارية"    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    على أنغام "حادى بادى" .. المتحدة تحتفل بعيد ميلاد عادل إمام بمشاهد من أعماله    ملك قورة تعلن الانتهاء من تصوير فيلم جوازة توكسيك.. «فركش مبروك علينا»    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    موعد بدء إجازة عيد الأضحى 2024    «الصحة» تقدم 5 نصائح لحماية صحتك خلال أداء مناسك الحج 2024    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    بلينكن: سنوصل دعمنا لأوكرانيا وسنبذل قصارى جهدنا لتوفير ما تحتاج إليه للدفاع عن شعبها    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    الإفتاء توضح حكم الطواف على الكرسي المتحرك    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    تحرير (148) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    "التعاون الإسلامي" تؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    «حياة كريمة» تطلق قافلة تنموية شاملة إلى قرية شماس بمركز أبو النمرس    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    ضبط 123 قضية مخدرات في حملة بالدقهلية    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    سؤال يُحير طلاب الشهادة الإعدادية في امتحان العربي.. ما معنى كلمة "أوبة"؟    الأهلي يتلقى ضربة موجعة قبل لقاء الترجي في نهائي أفريقيا    الداخلية: سحب 1539 رخصة لعدم وجود الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    قيادي ب«حماس»: مصر بذلت جهودا مشكورة في المفاوضات ونخوض حرب تحرير    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السلاح غير الشرعي آفة لبنان

من حق رئيس مجلس النواب اللبناني السيد نبيه بري الدعوة الي الغاء الطائفية. ما ليس من حقه استخدام الطائفية وضرورة التخلص منها، وهذا كلام حق، للتغطية علي الباطل المتمثل بالآفة الكبري التي يعاني منها لبنان. انها آفة السلاح غير الشرعي. اكان هذا السلاح لدي ميليشيا "حزب الله" او لدي غيره.
نص اتفاق الطائف بشكل صريح علي ضرورة إلغاء الطائفية في المرحلة النهائية من تنفيذ الاتفاق. ولكن هل طبق اتفاق الطائف بحذافيره حتي يأتي الوقت الذي يدعو فيه رئيس مجلس النواب إلي الغاء الطائفية؟ لا يحتاج لبنان حاليا إلي إلغاء الطائفية، علما بأن الطائف دعا إلي التمهيد لذلك عن طريق تنفيذ سلسلة من الخطوات الإصلاحية.
المؤسف أن معظم الخطوات الإصلاحية التي يفترض أن تسبق إلغاء الطائفية تعثرت لأسباب يطول ذكرها. لعلّ أخطر ما في الأمر، أن الطائفية ترسخت أكثر في نفوس اللبنانيين في السنوات القليلة الماضية.
الأدهي من ذلك أن الانقسامات التي شهدها البلد حديثا، أخذت بعدا مذهبيا أقل ما يمكن أن يوصف به أنه بغيض. من هنا لا مفر من المباشرة بالعمل الجدي من أجل إزالة الطائفية والمذهبية من النفوس أولا. ماذا ينفع الكلام عن إلغاء الطائفية ما دام اللبنانيون، في أيامنا هذه، طائفيين ومذهبيين أكثر من أي وقت؟
ما قد يحتاجه لبنان الآن يتمثل في العمل الجدي من أجل أن تكون هناك مساواة بين المواطنين من جهة وإخراجه من وضع "الساحة" التي تتصارع فيها القوي الإقليمية من جهة أخري. لا مجال للمساواة بين المواطنين من دون إحياء لمؤسسات الدولة. ولا مجال لإخراج لبنان من وضع "الساحة" في غياب سلطة قوية تعبر عن تطلعات المواطنين وتعمل علي تجسيدها علي الأرض.
بدل الدعوة إلي إلغاء الطائفية، يفترض في جميع السياسيين في هذا البلد الصغير التفكير في ما هو أهم من ذلك بكثير. بكلام أوضح، عليهم البحث جديا في كيفية التخلص من أي سلاح غير شرعي بعيدا عن الشعارات التي لا تطعم خبزا ولا تأتي بالكهرباء. والسلاح غير الشرعي ليس سلاح "حزب الله" فقط، بل السلاح الفلسطيني أيضا. هناك علي الأراضي اللبنانية قواعد فلسطينية خارج المخيمات. ما دور هذه القواعد في التصدي لأسرائيل واسترجاع الأرض؟ هل لها دور آخر غير تأكيد أن لبنان مجرد "ساحة" للآخرين وأن الجيش الوطني لا يسيطر علي كل أراضي الجمهورية؟
آن أوان طرح الأسئلة الحقيقية. من بين الأسئلة كيف يمكن التوفيق بين القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أغسطس من العام 2006 وبين وجود سلاح غير شرعي علي الأراضي اللبنانية.
إن كل فقرة في القرار 1701 تؤكد أن لا حاجة إلي سلاح غير سلاح القوي الشرعية اللبنانية في مقدمها الجيش الوطني الذي عاد إلي جنوب لبنان بعد غياب استمر ثلاثين عاما. لماذا عاد الجيش إلي الجنوب؟ أوليست موازين القوي الإقليمية التي فرضها القرار 1701 هي التي أعادته إلي الأرض اللبنانية المحاذية لخط الهدنة مع إسرائيل بعدما كان مجرد الكلام عن ضرورة نشر الجيش في الجنوب بمثابة ارتكاب فعل خيانة؟
ربما كان الرئيس نبيه بري يتحدث عن الغاء الطائفية في ضوء الحاجة إلي إخراج النظام اللبناني من أزمته. هناك أزمة نظام في لبنان. لا مفر من الاعتراف بذلك، خصوصا في ضوء التطورات التي شهدها البلد منذ الانتخابات النيابية الأخيرة. أظهرت تلك التطورات أن نتائج الانتخابات لا تعني شيئا ما دام هناك سلاح لدي هذا الطرف أو ذاك. كشفت مرحلة ما بعد الانتخابات أنه يصعب علي أي طرف معالجة هذه الأزمة في ظل وجود سلاح لدي فريق من الأفرقاء وفي ظل الانتشار الفلسطيني المسلح في كل الأراضي اللبنانية.
ما العمل إذا؟ الأكيد أن الكلام عن إلغاء الطائفية في ظل الظروف الراهنة يخيف قسما لا بأس به من اللبنانيين. لكن الأكيد أيضا أن التصدي للسلاح بالسلاح مستحيل، وعمل عبثي، إلا إذا كان هناك من يريد العودة إلي الحرب وتهجير قسم من اللبنانيين، خصوصا المسيحيين من البلد. وإلي اشعار آخر ليس هناك لبناني يتمني العودة إلي العنف. أقصي ما يستطيع أن يفعله السياسيون الواعون في هذه الأيام هو الاكتفاء بالمحافظة علي السلم الأهلي وعلي ما بقي من مؤسسات الدولة ومقاومة السلاح بالتأكيد يوميا أنه لا يخدم ألا العدو الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر.
في الواقع، ليس أمام اللبنانيين سوي الرهان علي الوقت من دون التنازل عن المبادئ التي يأتي علي رأسها رفض السلاح غير الشرعي، أيا تكن الجهة التي تحمله وأيا تكن الشعارات التي تتلطي بها هذه الجهة. في النهاية أن التصدي للسلاح بشكل سلمي يمثل المقاومة الحقيقية لإسرائيل وغير إسرائيل.
في النهاية أيضا، سيكتشف جميع اللبنانيين، من كل الطوائف والمذاهب أن ليس لديهم مكان يلجأون إليه غير لبنان. ستثبت الأحداث التي ستشهدها المنطقة أن الصيغة اللبنانية، المبنية علي العيش المشترك من دون الاستعانة بالسلاح، أقوي بكثير مما يعتقد وأن في الإمكان الاستعانة بالصيغة لتطوير النظام وحتي اتفاق الطائف وصولا إلي إلغاء الطائفية. يظل الشرط الأول والأهم تفادي الأقدام علي أي خطوة تحت ضغط السلاح. السلاح خطر علي الجميع بما في ذلك علي الذين سيتخدمونه.
السلاح لا يبني وطنا. السلاح هو الطريق الأقصر إلي الحروب الداخلية. السلاح لا يطور نظاما ولا يلغي الغرائز الطائفية والمذهبية بل يخرج هذه الغرائز من عقالها. لذلك كان من الأفضل لو انتظر الرئيس بري قليلا قبل أن يخرج بموقفه الأخير الذي أثار الكثير من الحساسيات التي لا شك أن لبنان واللبنانيين في غني عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.