تعرفت علي د. عماد أبو غازي سنة 1998 من خلال تدريب متخصص كنت أحضره عن مجال التوثيق.. ونظراً لاهتمامي بهذا المجال، فقد كنت مهتماً جداً بالتدريب الذي كان د. عماد هو المدرب الأول فيه.. خاصة أنه مجال يجمع بين التاريخ والرصد والتحليل، وهو ما يستهويني كثيراً كباحث وكاتب. وأذكر انه منذ ذلك الحين لم تنقطع صلتي بالدكتور عماد أبو غازي. ألحظ علي د. عماد أنه يهتم بكل ما هو مصري، ويتسم (بحس) وطني عال.. يترجم إلي رسائله علي الموبايل للتهنئة بالأعياد المصرية سواء كانت مسيحية أو إسلامية بدون أي تأخر أو نسيان.. في حرص شديد علي المشاركة الوطنية بينه وبين أصدقائه. أتذكر في معرفتي بعماد أبو غازي.. أنه عندما اقترب إعلان النتيجة النهائية لجوائز الدولة التشجيعية، والتي كنت احد مرشحيها.. أنه قد اتصل بي فور إعلان النتيجة لإخباري بالفوز بجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية (فرع التاريخ الحديث)، وحدد معي موعداً للمقابلة التي هنأني فيها بحرارة شديدة.. كصديق يلتزم بمتطلبات عمله وسرية ما يدور في كواليس الجوائز من كتابة التقارير والتصويت عليها من جهة، والتواصل الإنساني مع أصدقائه بدون خلط بين علاقة الصداقة ومسئولية عمله من جهة أخري. يتصف د. عماد أبو غازي بأنه قارئ جيد.. كثيراً ما وجدته يتناقش معي في بعض ما طرحته من أفكار بمقالاتي بشكل موضوعي يزيد من ثراء الأفكار وعمقها.. ليفتح مناطق جديدة للتفكير والبحث. وهي عادة عرفت من بعض الأصدقاء من الكتاب والمثقفين.. أنه يحرص عليها. أكثر ما لفت نظري مما سمعته من د. عماد أبو غازي بعد توليه منصب الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة أنه سوف يبني ويستكمل ما قام به د. جابر عصفور وعلي أبو شادي.. وهو مبدأ لا نعترف به كثيراً في النظام الإداري المصري.. خاصة فيما يتعلق بالعمل الثقافي والفكري بين الكتاب والمفكرين والمثقفين بسبب تباين الاتجاهات والأفكار فيما بينهم.. وهو التحدي الرئيسي أمام د. عماد خلال الفترة القادمة. كما أسعدني كثيراً ما طرحه د. عماد أبو غازي بأولوية الاهتمام بشباب الباحثين والمبدعين والمفكرين.. الذين لا يعتقد أصحاب الخبرة بقدرتهم علي التأثير الفكري والثقافي. وهو ما يجعلني، أستشعر أن اختيار د. عماد أبو غازي - في تقديري - يمثل تغيير دماء وفكرا جديدًا.. أعتقد أننا سنجد صداه خلال الشهور القليلة القادمة سواء في إدارة المجلس، أو في عضوية لجانه، أو فيما سيتم استحداثه من سياسات وتوجهات جديدة. تحية تقدير للدكتور جابر عصفور.. الذي حول المجلس الأعلي للثقافة لشعلة نشاط فكري ولخلية نحل ثقافية مصرية وعربية ودولية. وتحية تقدير للصديق علي أبو شادي الذي كانت له بصمته الخاصة خلال فترة توليه أمانة المجلس. وتهنئة للصديق الدكتور عماد أبو غازي بتوليه الأمانة العامة للمجلس الأعلي للثقافة، وهي مسئولية كبري.. تتعلق بدعم مستقبل الثقافة في مصر، والقدرة علي التواصل مع المثقفين والمفكرين المصريين.. وأعتقد أن صديقي د. عماد أبو غازي.. قدير بها.