اشتدت حالات الطواريء في 33 قسماً بالحجر الصحي في 12 محافظة ما بين مطارات وموانئ بحرية ومنافذ برية خاصة مع تزامن موسم الحج وتزايد معدل الإصابات والوفيات بمرض انفلونزا الخنازير الذي تعدي لمرحلة احداث وفيات حتي أن بعض العاملين بالحجر الصحي لم يحصلوا علي إجازات منذ ثلاث سنوات ورغم ذلك فالحجر الصحي الذي يعد بمثابة الدرع الواقية ضد أي أمراض قادمة من الخارج يعاني من ضعف وقلة الإقبال الدراسي علي التخصصات المؤدية للعمل به. البداية كانت في الإدارة العامة للحجر الصحي بوزارة الصحة المسئولة عن متابعة جميع الأقسام الفرعية له بالمطارات والمواني الحدودية المختلفة.. يقول عبد الرحمن فرح مدير الإدارة أن الحجر الصحي درع الوقاية للبلد من الأمراض الوبائية الوافدة من الخارج إلي الداخل» لافتاً إلي أن الحجر نظام صحي عالمي يطبق في جميع دول العالم تحكمه القوانين الصحية الدولية لسنة 2005 الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لقانون الحجر رقم 44 و 45 لسنة 1955 وتعديلاته ويضيف أن إجراءاته تعد وقائية في المقام الأول لمنع انتشار الأمراض. حجر صحي المطار أما الأمراض التي يتم التأكد من خلو القادمين منها فهي الحمي الصفراء أو الكوليرا والطعون والملاريا والالتهاب السحائي والوبائي وما استجد من أمراض كإنفلونزا الخنازير مؤخراً. من صالة السفر رقم واحد بمطار القاهرة يقع مقر الحجر الصحي أو الإدارة علي وجه التحديد وعيادة التطعيمات الخاصة به وينتشر في باقي الصالات ما يقرب من 8 عيادات لمتابعة حالة الركاب.. حاولنا التعرف من قرب علي طبيعة وظروف العمل بالحجر والذي وصفه د.حسن شعبان مدير الحجر بالمطار.. بأنه عمل «شاق» يحتاج إلي مجهود كبير فهو مهمة قومية في حماية البلد من دخول الأمراض الوبائية فإنه لا يشعر بهذا المجهود بل اعتاد عليه منذ 25 سنة خدمة بالحجر الصحي. روز اليوسف قضت يوماً داخل الحجر الصحي للتعرف علي طبيعة العمل اليومية في البداية يتم قياس درجة الحرارة للراكب وتحرير كروت مراقبة للجميع القادمين من الخارج بها بياناتهم الشخصية والحالة الصحية والتوضيح إذا كان يعاني من أي أعراض مرضية أو حتي تعامل بشكل مباشر خلال 7 أيام مع شخص كان يعاني من مرض تنفس أو انفلونزا.. ومن خلال هذه البيانات يمكن التأكد من حالة الراكب.. وتتم هذه الإجراءات لما لا يقل عن 15 ألف راكب يومياً ولأكثر من 25 ألف راكب يومياً في أوقات الذروة وفي المواسم والمناسبات إلي جانب طلب شهادات تطعيم من القادمين من بلاد موبوءة.. وفي حالة الاشتباه بأحد الأشخاص يتم عزله في صالات بالمطار مخصصة للحجر الصحي إلي أن يتم نقله إلي المستشفي لاجراء الفحوص والتحاليل اللازمة له.. ويتعدي فريق العمل بالحجر 300 فرد من فئات مختلف ما بين أطباء وتمريض ومراقبين وملاحظين صحيين. ويوضح شعبان أن الإقبال علي تخصص الحجر الصحي الدراسي ضعيف لكونه يحتاج من الطبيب جهداً والتزاماً وتفرغاً حيث أن مواسم الطوارئ والمناسبات بالموانئ والمطارات متتالية علي فترات متقاربة وبالتالي فريق العمل بالحجر في استعداد مستمر خاصة إذا كانت هناك تخوف من وباء معين كما هو الحال مع انفلونزا الخنازير لذا ففرص قيام بالإجازات قليلة مؤكداً عدم حصوله علي إجازة من ثلاث سنوات. مرض سارس ويعلن شعبان أن الحجر في حالة طوارئ دائمة وتشابه حالة التخوف من انفلونزا الخنازير مع ما حدث في 2003 من ظهور مرض «سارس» في دول جنوب شرق آسيا وأدي إلي رفع الاستعداد إلي درجة كبيرة وإعلان حالة الطوارئ القصوي بجميع الموانئ والمطارات في العالم وأحدث حالة من الهلع ولكن مرت هذه المرحلة ولم تحدث أي مشاكل فلم تظهر أي حالات في مصر من خلال تشديد إجراءات الحجر الصحي علي القادمين من هذه الدول.. ولكن في حالة انفلونزا الخنازير يختلف الأمر حيث أنه لا توجد دول معينة يحتمل دخول المرض منها. من جانبها تقول فاطمة أحمد - رئيس فريق التمريض بالحجر الصحي بالمطار أعمل بالحجر الصحي منذ 33 سنة عندما كان المطار صالة واحدة فقط ولا يوجد تخوف لديها من العدوي من الأمراض حيث تؤكد أن أهم شيء للعاملين بالحجر أن يكونوا علي وعي كامل ومعرفة بطبيعة الأمراض الوبائية والمعدية وكيفية الوقاية منها والتعامل معها لتجذب الإصابة بها في حال التعامل مع حالات الاشتباه أو متابعة العمل بالقيادات. العمل اليومي فيما يشير ملاك شفيق مراقب أول أوبئة إلي أن أسلوب العمل يعتمد علي روح العمل الواحد وتعد المتابعة والتدقيق في إجراءات العمل اليومية من أهم المقتضيات التي لا يمكن التغاضي عنها ويعتمد نظام العمل علي الورديات وتصل كل وردية إلي 12 ساعة حيث إن العمل بالحجر علي مدار 24 ساعة تتمثل مهمة المراقبين الصحيين في مراقب الصالون وفحص الشهادات الصحية للقادمين وتفريغ الكروت الصحية وعمل إحصائيات يومية بها ومتابعة اعمال رش الطائرات والتطهير.. ويؤكد ملاك أن التشديد في إجراءات الحجر ليس من باب التعسف ولا الروتين بل العكس في مصلحة المواطنين أولاً وأخيراً.. الأدوية والوقاية وعن إجراءات الحجر الصحي لمتابعة موسم الحج هذا العام يوضح د. عبد الحي السيد رئيس الحجر الصحي لهذا العام.. أنه نظراً لظروف هذا العام المختلفة بسبب انتشار انفلونزا الخنازير تم رفع الإجراءات الوقائية للحج هذا العام في أخذ الاحتياجات اللازمة علي الرغم من تعاطي الحجاج لمصل انفلونزا الخنازير إلا أنه تم توفير كميات إضافية من الأدوية الوقائية والمضادات الحيوية بشكل عام تحسباً لأي ظروف طارئة وتتكون بعثة الحج الصحي هذا العام من 21 فرداً من تحصصات مختلفة ما بين أطباء وتمريض ومراقبين فضلاً عن البعثة التي ستتابع الحجاج أثناء المناسك التابعة للوزارة ويتكون من 380 فرداً وإلي جانب ذلك هناك إجراءات وقائية مكثفة في متابعة الحجاج لمدة 7 أيام بعد العودة من الحج عن طريق كروت جميع البيانات التي توزع عليهم بواسطة بعثة الحج أثناء العودة وسيتم تفريغ هذه البيانات التي تحتوي علي اسم الحاج وعنوانه وحالته الصحية وسترسل منها إلي المديرية الصحية التابع لها بحيث يكون لديهم أسماء وعناوين كل حاج وستقوم كل مديرية بارسال فرق طبية من الحجر الصحي للمرور عليهم في منازلهم لمتابعة حالتهم والتأكد من سلامتهم.