أصدر عدد من المثقفين المصريين بيانا مشتركا، حملوا فيه الإعلام، مسئولية ما وصلت إليه العلاقات الجزائرية المصرية، مطالبين بوقف الحملات الإعلامية المتبادلة من الجانبين فورا، وإجراء تحقيق عاجل مع الإعلاميين الذين تسببوا في تفاقم الأزمة مع توقيع الجزاء المهني علي من تثبت إدانته في تعميق الخلافات بين الجانبين، كما طالب البيان مؤسسات المجتمع المدني والقيادات الشعبية والمثقفين والكتاب في البلدين للعمل علي تدارك الأخطاء التي ارتكبها. وجاء في البيان: نرفض الاعتداءات التي تعرض لها مصريون في الجزائر والخرطوم بذات القدر الذي نرفض به تعرض أي مواطن جزائري للأذي علي أرض مصر، ونطالب المسئولين في البلدين بالتحلي بأعلي قدر من ضبط النفس، وأيضًا ندعو الجامعة العربية للعمل علي وقف التدهور والعبث بمقدرات الشعبين. وكان من بين الموقعين علي البيان الأديب يوسف القعيد الذي أكد لروزاليوسف أن ظفر إنسان مصري واحد عنده، لا يساوي العالم بما فيه، وقال: أنا مذهول من أمرين في هذه الأحداث، أما الأول فهو الصمت المطبق لمنظمات المجتمع المدني في الجزائر، وأما الأمر الثاني هو الفرجة الكريهة التي تمارسها الدول العربية جميعا، والتي لم نر أيا منها تتحرك لرأب الصدع بين البلدين الشقيقين، برغم أنه لو حدث نزاع صغير في سيراليون تجد الحكام العرب يسارعون للتدخل ولا اعرف ما مصلحتهم؟ فعدم تدخل بلاد مثل إسرائيل وأميركا وأوروبا عادي ومفهوم، أما أن تري الدول العربية والإسلامية الحريق الناشب حاليا فهذه هي المصيبة. وأضاف: أخاف أن يرتفع الخرق علي الراتق، فنحن لم نر ردا واحدا من الجهات الرسمية عندهم حتي من النقابات أو الاتحادات سواء الصحفيين أو الكتاب، كل المؤسسات الخاصة والحكومية الجزائرية تخاذلت في الرد، ولعله من الأمور الغريبة أن يدخل فيما حدث أشخاص مثل أحلام مستغانمي التي كتبت تعاتب الرئيس المصري في مقال متناقض من البداية، إذ إنها في الأصل كانت تعيش في الجزائر ثم انتقلت منها إلي بيروت بسبب ضيق الحريات وهو أمر تذكره في مقدمة كل كتبها. وقالت الكاتبة فريدة الشوباشي الموقعة أيضا علي البيان: عشت سبعين عاما، ومع ذلك لا أفهم ما يحدث، ولم أعش في حياتي فترة كتلك التي نمر بها، أفقدتني معيار الخطأ والصواب، بحيث لم أعد أفهم لمصلحة من ما يحدث؟ وأن نصل للمرحلة التي نؤكد فيها أننا فراعنة ولسنا عربا ضاربين بعرض الحائط دول مثل السودان وليبيا والأردن وفلسطين وغيرهم أشقاء عرب، ما يحدث ليس في مصلحة أحد، ولا منتصر فيه لأنه جعلنا في أسوأ صورة أمام الرأي العام الغربي. وانتقدت الدكتورة هدي وصفي مديرة مركز الهناجر أسلوب فرش الملاية الذي مارسه الجانبان المصري والجزائري عبر إعلام غير مسئول رد الإساءة بالإساءة بدلا من عرض ملفات منظمة موثقة وأدلة دامغة لا تقبل الدحض. وأضافت: بالطبع لا يوجد مبرر لتخريب المنشآت المصرية في الجزائر، ولا للأحداث الهمجية التي حدثت عقب المباراة، وبرغم أني ضد نظرية المؤامرة إلا أنه بالتأكيد هناك مستفيد من ضرب الاستثمارات المصرية في الجزائر.