تابعت المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر ويدي علي قلبي ليس من أجل أن يفوز المنتخب القومي بالمباراة، بل من أجل أن يفوز المنتخب وجماهيرنا بالحياة ويعودون بالسلامة للوطن بغض النظر عن النتيجة، لأن الجزائر حكومة وشعباً كانا قد قررا منذ انتصارنا في مباراة القاهرة علي أن العدو الرئيسي لهما ليس إسرائيل ولا الارهاب ولا الفقر ولا .. بل نحن أعداؤهم الذين نعطل مسيرة التنمية الحقيقية والديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية التي سوف تتحقق بوصول فريق كرة القدم الجزائري إلي كأس العالم في جنوب أفريقيا. وأطلق الحكم صافرة النهاية بعد أن ساند إرهاب لاعبي الجزائر ضد لاعبونا واعطي لعنفهم مشروعية!! بعد أن قدم لاعبينا ومديرهم الفني كل ما عندهم من إمكانيات فنية ولكن التوفيق لم يحالفهم بعد مسيرة نضالية كروية اثبتوا فيها أنهم أبطال ويستطيعون توحيد إرادة الأمة نحو الفرح والأمل.. وقررت أن أكتب مقالي هذا تحية لهذا الجيل العظيم الذي حقق ما لم يحققه غيرهم من قبل من لاعبي كرة القدم في مصر، فاجأني رنين المحمول، أسرعت بالرد وإذا بصديق يتصل من أحد شوارع الخرطوم يخبرني بأن المشجعين الجزائريين يتعقبون المصريين بالضرب والإهانة. وإذا ببعض البرامج في الفضائيات المصرية والعربية تبث تلك الأخبار السيئة ويتوافد علي الاتصال بها بعض المسئولين لطمأنة الشعب المصري علي ذويهم الذين لم يقترفوا أي ذنب سوي حبهم لوطنهم. وظللت أتابع البرامج حتي الصباح وأنا في حالة من الذهول وعدم التصديق، قارنت بين إسرائيل والجزائر وكيف أن إسرائيل في حروبها المتكررة مع البلدان العربية لم تنكل بعرب 1948 مثلما فعل بنا الأشقاء في الجزائر سواء في الجزائر أو الخرطوم!! هربت من تلك المقارنة الجارحة وقررت أن اتحلي بالعقلانية ولكن أصوات المصريين المستغيثين من همجية الارهاب الجزائري لم تفارق مخيلتي، وهم يطلبون من مقدمي تلك البرامج الاتصال بالمسئولين لانقاذ حياتهم. كل ذلك جعلني أعيش حالة من الصراع ما بين قناعتي بالعروبة وما تربي عليه جيلي من حب للجزائر بلد المليون شهيد وبين ما يفعله أحفاد هؤلاء في المصريين الآن، وما بين الحنين للماضي الجميل والواقع الدامي، تري ماذا حدث لكي يكرهونا كل تلك الكراهية المنظمة؟ هل هي بسبب أخطاء الإعلام الرياضي الغرائزي في البلدين؟ لا أعتقد أن الإعلام الرياضي بكل سلبياته يستطيع أن يحرك جماهير الجزائر بشكل منظم ومسلح مستهدفين المصريين العزل في الخرطوم!! إن ما حدث ويحدث يحتاج وقفة موضوعية مع حكومة الجزائر لكل الإهانات والترويع الذي لحق بكل فئات المجتمع المصري في الخرطوم. وقبل وبعد كل ذلك تحية إكبار لمنتخبنا الوطني ومديره الفني حسن شحاتة الذين زرعوا فينا الأمل والبهجة والتوحد حول العلم المصري. اللهم احم مصر من أشقائها أما أعداؤها فهي كفيلة بهم.