أصعب ما نعيشه في الحرب الكروية المحمومة بين مصر والجزائر ظاهرتان، الصحافة الكاذبة، والمسئولون غير المسئولين، مما يؤدي إلي اشتعال المزيد من النيران علي الجانب الجزائري ومن ثم ينتقل لهيبها إلي مصر والسودان. فبعد الهجوم العنيف علي مصر في الصحف الجزائرية أمس الأول، والاتهامات الكاذبة عن قتلي جزائريين في مصر، مما أدي إلي تعريض حياة خمسين ألف مصري في الجزائر لخطر داهم، واصلت الصحافة المنفلتة نفث سمومها أمس باستخدام كل ما هو ممكن وغير ممكن من الأكاذيب وقلة الأدب والتطاول. وردا علي الاعتداءات التي طالت المصريين في الجزائر قالت الصحف الجزائرية إن المصريين بالجزائر هم الجبناء الذين فضلوا غلق الباب علي أنفسهم والصراخ مثل النساء وتقول صحيفة أخري: مصر تطبق نظرية ''ضربني وبكي وسبقني واشتكي'' زاعمة أن الاعتداء علي المصالح والمصريين بالجزائر مجرد "تمثيليات" أما العاملون المصريون في شركة أوراسكوم في قرية الشهايرية فقد شرعوا في استفزاز سكان القرية عن طريق التفوه بالشتائم. والكثير كانوا في حالة سكر لدرجة أن سكان القرية الجزائرية الغلابة استنجدوا بالشرطة لحمايتهم من المتوحشين المصريين، وحين انتقل مسئول الشرطة للحديث مع العمال المصريين قابلوه بعنف منقطع النظير، حيث رموه بالحجارة وأصابوه في الرأس وطلبوا منه أن يطلق النار علي سكان الشهايرية.. وتعليقا علي التحركات المصرية الرسمية لحماية الرعايا المصريين في الجزائر قالت إحدي صحفهم القاهرة سدت الآذان قبل المباراة وتطيل اللسان بعدها. هذا بعض من الإعلام الجزائري الذي لا يستحق أن يطلق عليه لقب إعلام، أما المسئولون الجزائريون الذين يفترض بهم التحلي بقدر كبير من المسئولية للأسف فإن الكثير منهم افتقدها. فوزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج جمال ولد عباس قال: كنا ضحية مسرحية أبدعت السلطات المصرية في لعب أدوارها بكل نفاق، زاعما تعرض المشجعين الجزائريين لاعتداءات خطيرة ، وأن هذه الاعتداءات طالت الوفد الرسمي بمن فيهم الوزراء الذين حضروا باستاد القاهرة. معتبرا ما حدث يصب في خانة العار المصري الذي سجله التاريخ، ولن يمحي من علي جبينهم مهما كان الأمر. أما الأحزاب السياسية الجزائرية فقد تباري مسئولوها في التحلي بعدم المسئولية، السعيد بوحجة، الناطق باسم حزب جبهة التحرير الوطني قال "المضايقات والممارسات اللاأخلاقية واللارياضية التي صار يتعرض لها الفريق الوطني ومرافقوه إلي مصر، مألوفة منذ عقود من الزمن، غير أن الجديد فيها هو البشاعة التي ميزت الاعتداءات التي تعرضت لها البعثة الجزائرية هذه المرة".. وتابع: "عيب وعار علي دولة مثل مصر تعتبر نفسها متحضرة، يرتكب علي أرضها مثل هذه الممارسات، التي كنا نعتقد أنها زالت حتي من الدول التي توصف بالمتخلفة التي تعجز عن توفير الحماية والأمن لضيوفها" أما صديق شهاب القيادي بحزب التجمع الوطني الديمقراطي فقال إن ما حدث في مصر يندي له الجبين ولا يمت بصلة إلي كرم الضيافة، وأكد أن ذلك كان نتيجة سياسة النفاق المبرمجة التي تعاطت بها السلطات المصرية مع الجزائريين. مؤكدا أن ما حدث يعتبر محاولة من نظام القاهرة لتحويل اهتمامات الشعب المصري عن مشاكله الداخلية ومواقفه غير المشرفة إزاء بعض القضايا المصيرية للأمة، مثل القضية الفلسطينية. أما النائب الثاني في حركة مجتمع السلم "إخوان الجزائر" فلم يستبعد أن ما تعرض له الجزائريون مدبر من طرف جهات صهيونية قائلا "لا أستبعد دور أيادٍ خفية فيما حصل ويحصل بالقاهرة، لتعميق العداوة بين الشعبين، خاصة أن التواجد الصهيوني علي الأراضي المصرية لا يخفي علي أحد، وله أيادٍ طولي في هذا البلد. أما أصحاب الصحف الجزائرية فقد أصدروا بيانا أدانوا فيه أعمال العنف التي ارتكبت في حق الجزائريين والجزائريات بالقاهرة، والتي مست بالكرامة الوطنية، أمام مرأي ومسمع السلطات المصرية المتواطئة.. وقال سفير الجزائربالقاهرة عبد القادر حجار إن إصدار بيان يؤكد عدم سقوط أي قتيل، لا يعني أننا أغلقنا ملف القتلي بصفة نهائية، لأننا سنواصل التحقيقات والتحريات للتأكد من صحة المكاتبات الرسمية التي ردت بها الداخلية المصرية علينا والتي طلبنا فيها إيفادنا بعدد الضحايا وأسمائهم. هذا بعض ما قاله المسئولون، وما كتبه الصحفيون الجزائريون.. وكلها جرائم في حق أنفسهم وشعبهم لذلك لا يمكننا لوم الشعب الجزائري إذا كان إعلاميوه وسياسيوه بهذا المستوي المتدني!