قالوا في الأمثال.. التكرار يعلم الشطار، وقالوا الشاطر يغزل برجل حمار.. أي أن كلمة أو وصف الشاطر مرتبطة أساسًا بالحركة والفهم لبواطن الأمور، والشاطر هو الذي يفهم ويتعلم من المواقف التي تحدث في الحياة.. أما الجاهل الخائب فهو الذي يمر علي المواقف وتمر عليه وهو مثل الطوبة لا يتحرك.. هذا النوع تمر عليه مركب الحياة مرور الكرام وكأنه لم يرها أو يشاهدها فتبقي معلوماته من تلك المواقف صفرًا كبيرًا.. تمامًا مثل صفر المونديال الذي حصلنا عليه ومازلنا نعاني منه حتي الآن.. ومباراة مصر مع الجزائر التي ستنطلق غدًا لتحديد مصير الفريقين في كأس العالم واختيار أحدهما ليكون أحد ممثلي القارة السمراء في مونديال جنوب أفريقيا.. هذه المباراة كلها مواعظ وعبر لمن يفهم. فالرياضة ليست فيها مجاملات.. من يبذل الجهد فيها يفوز، ومن يستعد للمعركة حتي ولو كانت رياضية هو الذي يستحق الفوز.. ومن يتفرغ للقيل والقال، وللكلام فقط.. لا يستحق اللقب، ومن يقبل الضرب علي القفا تحت شعار الوطنية والقومية لا يستحق أن يولد، ولقاء مصر والجزائر شابه الكثير من الأخطاء خاصة من الاخوة في الجزائر.. حولوا المباراة إلي معركة حربية.. سودوا وجه المصريين بأقوال وأفعال سيئة، صوروا اللاعبين في أشكال السيدات وهذا مرفوض حتي ولو كانت الوجوه جميلة لليلي علوي ومني زكي ويسرا وغيرهن.. ألبسوا حسن شحاتة ثوب العروس في ليلة الدخلة وهي في أحضان مدرب الجزائر.. والمعني في بطن السافل الذي فكر ودبر ورسم ونشر الصورة. بعد ذلك نبدأ نحن المفتري عليهم فاصلاً من التهدئة بين الجانبين.. رغم أن المصريين كعادتهم.. يتحملون صغائر وتوافه وسقطات الأشقاء الذين يخطئون ثم يعتذرون حتي يتحقق هدفهم وبعد ذلك تعود ريما لعادتها القديمة. هكذا دائمًا هو دور الكبير الذي يتحمل صغائر وسقطات الأخ الأصغر.. لكن إلي متي تستمر طاقة التحمل المصرية!! لا بد أن نتحمل، لكن لا بد أن نضع هؤلاء في حجمهم الطبيعي.. حتي يبقي الكبير كبيرًا.. والصغير يبقي تحت مستوي النظر!