أنتج الإنترنت أنواعا جديدة من المحتوي الإعلامي لم تكن موجودة من قبل، وهذا أثري الثقافة العالمية والإنسانية وغير في أنماط المعلومات التي يستهلكها الناس كما غير في طريقة التواصل العام بينهم. من هذه الأنواع المحتوي الذي ينتجه الجمهور، والذي كان مقتصرا قبل الإنترنت علي رسائل القراء وبعض المشاركات الإذاعية والتليفزيونية المحدودة. بعد الإنترنت صار "محتوي الجمهور" أساسا فيما يتلقاه الناس من معلومات، بل إن هناك دراسات تشير إلي نسبة لا بأس بها من الناس تتلقي يوميا من محتوي الجمهور عبر الإيميل وتطلع عليه عبر الإنترنت ما يزيد علي كل أنواع المحتوي الأخري التقليدية مثل المادة الصحفية الإخبارية والمادة المؤلفة من قبل المختصين والمثقفين. ويأتي موقع YouTube.com كما هو معلوم في مقدمة المواقع التي تقوم علي محتوي الجمهور (والذي يرمز له باللغة الإنجليزية بUGC أي User Generated Con) tent)? وقد حقق موقع يوتيوب سبقا تاريخيا عندما أصبح الموقع الثاني بعد جوجل من حيث الاستخدام في البحث متقدما بذلك علي موقع ياهو، أي أن نسبة أعلي من الناس صارت تفضل أن تبحث عن أي معلومة عبر المحتوي المرئي المرسل من الجمهور علي أي نوع من أنواع المحتوي الأخري. أحد أنواع المحتوي الجديدة والمثيرة للدهشة والجدل هو "المحتوي الاجتماعي" Social Content)) والذي يقوم علي أساس ما يكتبه الناس علي مواقع التشبيك الاجتماعي مثل موقع فيسبوك، وهذا المحتوي مختلف من نوعه لأنه يكتب في الأصل ليقرأه "الأصدقاء" فقط، مما يعطيه عدة صفات خاصة به، فهو محتوي لديه مصداقية خاصة لدي أصدقاء الكاتب، وهو محتوي شديد التفاعلية لأن نسبة عالية من الجمهور "أي الأصدقاء" تتجاوب معه بطرق عديدة، وهو محتوي مكتوب بلغة حميمية غير متكلفة ومباشرة ومختزلة. بعض خبراء الإعلام الجديد يتخوف بأن يؤدي الاستخدام المكثف لموقع الفيسبوك ومواقع الشبكات الاجتماعية الأخري لانتشار هذا النوع من المحتوي بحيث يصبح الإنسان كارها لكل أنواع المحتوي التقليدية الأخري بحكم لغتها الرسمية الرصينة وبحكم أنها تأتي من أناس لم يرتبط بهم برابطة شخصية، وهذا لو حصل فله سلبياته الحادة لأن طبيعة المحتوي الاجتماعي أنه سطحي جدا ومحدود المعلومات وضعيف اللغة ويتضمن دائما الكثير من الأخطاء. هناك حاليا جهود لطرح أفكار لتطوير المحتوي الاجتماعي بحيث يصبح أكثر رصانة وفائدة وبحيث يصبح جزءا من نسيج النقاش الاجتماعي في هذه المواقع، ومن هذه الأفكار أن تتفق مواقع الشبكات الاجتماعية مع وسائل الإعلام بحيث يمكن للشخص أن يري علي صفحته الشخصية ضمن الفيسبوك مختارات إعلامية تأتي بناء علي خياراته الشخصية، وبحيث يمكنه أيضا أن يتفاعل معها ويعبر عن رأيه فيها تماما كما يفعل ذلك مع المحتوي الآتي من أصدقائه. لا شيء قد تبلور فعليا بعد، ولكن الأمر سيبقي في رأيي- تحديا مثيرا للثقافة الإنسانية بشكل عام.