سَقَطَتْ فىِ عَام الْفيِلْ.. والصَّبْرُ جَمِيلْ

فىِ غَزَّة لَمْ تَسْقُط أَوْرَاقُ التُّوتِ عَن الْمَسْتُورْ
بل سَقَطَتْ فىِ عَام الْفِيلْ
لمَّا أَعْلَنَ عَبْدُ المُطَّلِبِ بأن
لِغَزَّةَ رباً يَحْمِيهَا
أَمَّا نَحْنُ فَمَنْ يَحْمِينَا
إلَّا سَيِّدَ بَيْت أَبْيَضْ
فالصَّبْرُ جَمِيلْ
والْأَمْرُ خَطِيرْ
إِنْ لَمْ نَجْمَعْ كُلَّ الخُطَبَاءْ
كُلَّ البُلَغَاءْ
لِنُسَانِدَ كُلَّ المَوْتَى والبُؤَسَاءْ
ولِنَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:
هَلْ حَقاً هُمْ شُهَدَاءْ؟
أَمَّا غَزَّةُ
فَلَهَا رَبّ يَحْمِيهَا
مَخْلُوقٌ شَاخْ
غَابَ وفَاتَ أَوَانُه
لَكِنْ
سَيرَاهُ اْلأَطْفالُ عَلَى جُدْرَانِ قُصُورِ الْحَمْرَاءْ
وعَلَى أَسْوَارِ القَاهَرةِ
وفى مُتحفِ بَغْدَاَد
لِيرَوْا أَنَّا كُنَّا شُرَفَاءْ
حِينَ أَطَلَّ صَلَاحُ الدِّينِ،
وَغَيَّرَ خَارِطَةَ التَّارِيخْ
حِينَ اسْتَلَّ السَّيْفَ
وقَاتَلَ فىِ حِطِّينْ
أَمَّا اليَوْمَ
فَكُلُّ الخُطَبَاءِ سَيَجْتَمِعُونْ
فىِ الدَّوْحَةِ أوْ فى صَنْعَاءْ
أوْ فىِ الدَّارِ الْبَيْضَاءْ
أَمَّا فى شَرْمِ الشَّيْخِ
فَكُلُّ البُلَغَاءِ سَيَجْتَمِعُوَنْ
إِنَّ القِمَّةَ مَطْلَبُنَا الشَّرْعِىِّ
لنقرر إِنْ كَانَ لِغَزَّةَ فى الجَنَّةِ أَىَّ شَهِيدْ
ونُقَرِّرْ إنْ كان سَيُولَدْ لِصَلاح الدِّينِ
أَىُّ حَفِيدْ
ولِنَحْفَظَ مَجْدَ الأَجْدَادْ
أَمّا غَزَّة فَلَهَا رَبٌ يَحْميهَا
والعزَّةُ نَقْرَأُ عَنْهَا فىِ أَشْعَارِ بنى العَبَّادْ
ولِنَقَرأ فَاتِحَةَ القُرْآَنِ
عَلَى أرْوَاحِ الرُّضَّعْ
ولِنَكْتُب كُلَّ قَصَائِدِنَا العَصْمَاءْ
فىِ حُبِّ السُّلْطَانْ
وَنُخَّلِّدَْ أَنَّا كُنَّا خَلْفَِ الْبَابْ
نَسْتَرِقُ السَّمْعَ لِآَهَتِهَا
إِنَّا كُنَّا يَوَمَ الزَّحْفِ ثبَاتٌ
فَوْقَ كَرَاسِينَا
وَعَلَى طَاولَةِ الْبَحْثِ تَدَاوَلْنَا السَّاعَاتْ
وَتَبادَلْنَا الَقُبُلَاتْ
أَمَّا المَوْءُودَةُ فىِ غَزَّةَ إن سَأَلَتْ
فَسَنُعْلِنُ أَنَّ لِغَزَّةَ ربَّاً يَحْمِيهَا
وَلَقَدْ فَتَّشْنَا فىِ كُلِّ سِجِلَّاتِ اَلكَوْنٌ
إِنَّا لَمْ نَلْحَظْ
أَىَّ حَفِيدٍ لِصَلاح الدِّينْ
ولذا قَرَّرْنَا أنَّ لِغَزَّةَ ربَّاً يَحْمِيهَا
قَرَّرْنَا إسْقَاط الِعزَّةَ مَنْ قَامُوسِ المُتَنَبىِّ
والنَّوَّابْ
وَجَلَسْنَا خَلْفَ البَّابْ
نَسْتَرق السَّمْعَ لِآَهَتِهَا
فَلَهَا رَبٌّ يَحْمِيهَا
أَمّا نَحْنُ فَمَنْ يَحْمِينَا
إلَّا سَيِّدَ بَيْتٍ أَبْيَضْ
فَاْلأَمْرُ خَطِيرْ
أ.د.محمد أحمد الغرباوى - أستاذ الجراحة بطب الزقازيق