يشهد عام 2009 الذكري الخمسين بعد المائة لصدور كتاب العالم تشارلز داروين "أصل الأنواع" والذي طرح فيه قضيته المثيرة للجدل عن أصل الإنسان ونشأته وتطوره وفي كتابه يؤيد الباحث ريتشارد دوكينز العالم داروين ويحاول أن يقنع قراءه بأن التطور الذي تكلم عنه داروين ليست نظرية ولكنها الحقيقة وفي حواره في المنتدي الثقافي (صالون) تكلم دوكينز عن كتابه الجديد وعن الذين لا يؤمنون بنظرية داروين في أمريكا. المنتدي: بداية ذكرت في كتابك أن عدد الذين لا يؤمنون بنظرية التطور ويقتنعون بفكرة الخلق في أمريكا أكثر منهم في أي دولة أوروبية،لماذا؟ دوكينز:لأن هذه هي الحقيقة،فقد استندت إلي دراسة معهد جالوب التي أوضحت أن 40٪ من الأمريكيين لا يصدقون نظرية التطور وهي النسبة الأكبر بين الدول الغربية. المنتدي: ما الذي دفعك لكتابة "أفضل عرض علي الأرض" الآن بالتحديد؟ دوكينز: إنها الذكري المئوية الثانية لميلاد داروين وقد أردت أن أقنع البعض بالأدلة علي أن النظرية سليمة فاستخدمت لغة خالية من التعقيد وأضفت الرسومات التوضيحية لأثبت كلامي وأوضح وجهة نظري وبالرغم من ذلك واجهت الهجوم الذي أواجهه في جميع كتاباتي. المنتدي: آخر الأنباء تتحدث عن كشف حفرية جديدة للإنسان القديم المسمي أردي،إلي أي مدي تعتقد أن يؤثر هذا الاكتشاف علي عقول الناس؟ دوكينز: لا تعتبر هذه الحفرية الحلقة المفقودة في النظرية،ولكنها تسد الفجوة ما بين الشمبانزي والاسترالوبيثكس، فالشمبانزي تواجد منذ 6 ملايين عام، ثم أردي منذ 4 ملايين ثم الاسترالوبيثكس الذي أوضحت حفريته أنه كان يعيش منذ 2-3 مليون عام،فالنظرية تبدو مقنعة بالنسبة لي. المنتدي: هل تعتقد أنه من الممكن أن يجمع الناس بين عقيدتهم الدينية وقناعتهم بنظرية التطور؟ دوكينز: هناك العديد الذين ينجحون في التوفيق ما بين إيمانهم وقناعتهم بالنظرية بالفعل.