انتقلت السحابة السوداء من محافظات الدلتا الي الصعيد بعد ان كست سماء محافظة اسيوط منذ نهاية الشهر الماضي بسبب اضطرار مزارعي الذرة الشامية إلي حرق مخلفات الذرة الشامية "البوص" المنتشر في أراضيهم لعجزهم عن توفير تكاليف نقله خاصة مع تكبدهم لخسائر فادحة بعد حصاد المحصول وانخفاض اسعاره الامر الذي ادي الي زيادة عمليات الحرق وتصاعد الادخنة الكثيفة التي تتسبب في اصابة الاهالي بحالات اختناق شديدة في الوقت الذي تشهد فيه مدن المحافظة غيابًا كاملاً من جانب جهاز حماية البيئة. سعد جاد الكريم "مزارع" يقول إن المزارعين لا يحصلون علي اي عائد من وراء بيع هذه المخلفات حيث إن الكميات التي تخرج من الفدان الواحد يتم بيعها بأقل من 40 جنيهاً بالرغم من انها تتكلف اكثر من هذا المبلغ لنقلها. وأضاف "جاد الكريم" ان الخسائر التي تكبدها المزارعون في هذا الموسم جعلتهم غير قادرين علي توفير تكاليف نقل المخلفات فضلا عن رغبتهم في تطهير الاراضي من المخلفات وزراعتها من جديد بالمحاصيل الشتوية. ويشير مسعود أحمد "سائق" الي ان الأدخنة التي تتصاعد جراء حرق المخلفات تتسبب في انعدام الرؤية علي الطرق السريعة والفرعية مما يتسبب في ارتفاع معدل الحوادث التي يروح ضحيتها عشرات الابرياء اسبوعياً. أما نادي كامل "موظف" فأوضح أن الادخنة اصبحت تحاصر منازل المواطنين وتتسبب في اصابتهم بحالات اختناق خاصة في ساعات الليل مشيراً الي ان مديرية الزراعة وجهاز شئون البيئة لم يتحركا حتي الآن لمواجهة المزارعين وتحرير محاضر ضدهم. ويلفت الدكتور عبد الحليم خليل رئيس لجنة البيئة بالمجلس المحلي لمحافظة اسيوط الي أن الظاهرة بدأت بعد مرور عدة اسابيع من حصاد المحصول موضحاً ان المزارعين لم يجدوا طريقة للتخلص من المخلفات سوي حرقها. من جانبه أكد الدكتور نادر شحاتة رئيس جهاز شئون البيئة بالمحافظة أن الجهاز قام برفع مذكرة إلي الدكتور ماجد جورج وزير البيئة واللواء نبيل العزبي محافظ أسيوط لتوفير معدات ومفارم يستخدمها المزارعون لتحويل المخلفات إلي علف حيواني لحل الأزمة خاصة أن المحافظة يوجد بها كميات كبيرة من بوص الذرة الشامية تصل الي مليون طن. وأضاف "شحاتة" انه طلب من مديرية الزراعة والوحدات المحلية للمدن إعداد كشف بأسماء المزارعين الذين يقومون بحرق المخلفات لتحرير محاضر ضدهم تتراوح غرامتها ما بين 5 و50 ألف جنيه.