رسالة إيطاليا أسماء عايد فكرة قتل رئيس الوزراء ورجل الأعمال الإيطالي (سلفيو برلسكوني) ليست فكرتي والعياذ بالله! وإنما هي فكرة أقترحها ألبرتو راول-بالتعاون مع صديقه ماريولينو- ووافق عليها ما يقرب من أربعين ألف مواطن إيطالي خلال الأيام الماضية. كان ذلك علي موقع الفيس بوك حيث تم إنشاء جروب بعنوان "uccidiamo berlusconi" أي "نقتل برلسكوني"، واختاروا الصورة الرئيسية للجروب عبارة عن صورة له مُحاطة بدائرة حمراء اللون وقد كُتب علي نصف قطرها:"vattene" أي "ارحل". جدير بالذكر، ان أجهزة الأمن الإيطالية اكتشفت الجروب وأعلنت حالة طوارئ للحفاظ علي حياة معالي رئيس الوزراء وعلي الأمن العام، ثم أصدرت قراراً بإغلاق الجروب(!!) لأنه يدعو للتطرف والعنف والإرهاب-علي وصف إحدي الصحف الإيطالية الصادرة بتاريخ 22 أكتوبر، كما عرضت الصحيفة صورة من الشكل العام للجروب. أما عن طبيعة التعليقات فكلها مؤيدة للفكرة حتي ان أحد المعلقين كتب: "يجب وأن يلقي نفس مصير موسوليني"!ويبدو أن ما أعلنته الصحف ووسائل الإعلام الاخري-عن إمكانية إغلاق الجروب أو محاسبة هؤلاء- كان سببا في اشعال النيران في قلوب تلك الفئات من الشعب الإيطالي مما أدي بهم إلي إنشاء أكثر من جروب تحمل نفس العنوان ونفس التوجه معلنين ان إبداء رأيهم - مهما كان صادما وعنيفا-هو أبسط حقوق الحرية. علي أية حال المشهد الثقافي الايطالي الحالي يعاني من توتر شديد وذلك واضحا ليس فقط في الشوارع والطرقات أو الفيس بوك وإنما المواقع والمدونات الشخصية أيضا ففي احدي المدونات (polisethoslogos.wordpress.com) بتاريخ 4 أكتوبر قام رجل إيطالي بنظم قصيدة شعرية تحت عنوان "del dopo Berlusconi" أي "ما بعد برلسكوني" وفيها يتخيل المدون ويرسم صورة للحياة علي الأراضي الإيطالية بعد رحيل رئيس الحكومة وكيف ستتحول إلي جنة، وفي البيت الأخير يناشد الشعب بأن يستيقظ من غفلته. ويبدو أن الشعب أراد تلك الحياة وها هو القدر قد شرع في الإستجابة والفيس بوك شاهد شايف كل حاجة.