مجموعة من الفنانين اجتمعوا علي هدف واحد وهو عدم الانعزال في كوكبهم العاجي والبحث عن نهضة بلدهم بفنهم الذي تكمن بداخله قدرة خاصة يمكن أن تحول القبح إلي جمال، لذلك كانت (الورشة) هي حلمهم الذي تحقق لإحداث التغيير المرجو. بدأت الفكرة منذ تسع سنوات حيث كانت من أشهر الأسر في كلية الفنون الجميلة ولكنهم قرروا توسيع دائرة نشاطهم من خلال تأسيس جمعية أهلية تضم طلاباً وأساتذة وخريجي كليات الفنون الجميلة الذين اتفقوا علي هدف واحد، هو توظيف فنهم في خدمة الآخرين. د. إيهاب الطوخي المدرس بكلية الفنون الجميلة وواحد من المؤسسين للجمعية يشير إلي أنه انطلاقاً من اهتمام فئات معينة ذات مستوي ثقافي واجتماعي مرتفع بالحركة الفنية بين الفئة الغالبة لا تضع للناحية الفنية اهتماماً في حياتها وتعتبرها مجرد رفاهية. ويضيف د. إيهاب موضحاً أن أعضاء (الورشة) اتفقوا أيضاً علي مبدأ واحد وهو أننا نحتاج أن نعيش في عالم أجمل وهو ما تحقق لهم من خلال مشروع (لترضي) وهو مشروع خيري فني يهدف إلي إخراج جيل قادر علي تنمية المجتمع وذلك من خلال تعليم الأسر الفقيرة حرفاً يدوية تمكنهم من الاعتماد علي مواردهم الخاصة فضلاً عن تقديم المساعدات المالية للأسر غير القادرة علي العمل. يهدف الفريق أيضاً إلي تدريب الشباب من مصممي الجرافيك والرسوم والديكور ومساعدتهم علي الحصول علي فرصة العمل، علاوة علي التفاعل مع الأطفال في دور الأيتام والمساهمة في تعديل سلوكهم من خلال الأنشطة الفنية، أما هدفهم الأكبر فهو محاولة إعادة القيم الجمالية لكل شيء حولنا من خلال حملات تطويرية. يوضح د. إيهاب أن شباب (الورشة) يحاولون تقديم مسرح عرائس يعرض الدراما والأدب العالمي من أجل الارتقاء بمستوي التذوق الفني، كما يصنعون منتجات فنية يدوية من مخلفات الورق علي شكل اسكتشات وكروت معايدة فضلاً عن الشموع والحقائب المصنوعة من القماش، إضافة إلي مواظبتهم علي النزول إلي الأماكن المختلفة في ربوع المحروسة يوم الجمعة من كل أسبوع من أجل الرسم بين الناس ولهم.