عقد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أمس اجتماعاً استمر لأكثر من ساعتين بمقر وزارة الخارجية مع د. مصطفي عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني في اطار زيارته التي يقوم بها لمصر حاليا. عقب اللقاء أكد عثمان في تصريحات ًصحفية أنه بخصوص رؤية الحكومة السودانية بشأن الخلافات الحدودية بين مصر والسودان حول حلايب فإنها تنظر الي هذه الخلافات بمنظور واحد وهو انه بمقدورنا أن نعالجها عبر الحوار ولن تخرج عن الحوار الثنائي الدائم بين البلدين، مشيراً إلي أن الحكومة السودانية لديها مقترح بخصوص هذا الامر تم عرضه علي الجانب المصري، وهو أن تتحول حلايب وكل المدن التي تقع علي الحدود المصرية السودانية الي مدن التكامل بين البلدين، ونري ان نعالج موضوع حلايب أو غيرها في اطار هذا المنطلق بمعني أنه لا حدود بين البلدين وانما هناك تكامل يبدأ من الاسكندرية وينتهي بتيمولي اقصي الجنوب السوداني والمدن الواقعة علي الحدود بين البلدين لابد أن تكون هي نواة هذا المشروع المتكامل. وحول لقائه بأبو الغيط اشار عثمان الي انه تناول مؤتمر أبوجا لمجلس السلم والامن الافريقي وتقرير لجنة حكماء أفريقيا حول دارفور والموقف السوداني من هذين الملفين، كما أكدنا خلال اللقاء تقديرنا للموقف الايجابي الذي تبذله مصر تجاه الأوضاع في دارفور فيما أكدنا ضرورة استمرار الاتصال بين الجانبين لوضع حد للنزاع بين دارفور وعودة الاقليم الي الأمن والاستقرار باسرع وقت ممكن، كما تناول اللقاء آلية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في السودان وحرص مصر علي امنه واستقراره وتم الاتفاق علي ان تستمر القاهرة في تقديم المساعدات للجنوب خاصة في مجالات التعليم والصحة والكهرباء والمجال الاعلامي. وأوضح عثمان ان المباحثات مع ابوالغيط تناولت ايضا ملف العلاقات الثنائية وفي اطار هذا تم التأمين علي مشروعات مصر الاستثمارية في السودان خاصة في مجال الزراعة وكذلك المشروعات التي من المفترض انجازها فيما يتعلق بالامن الغذائي كما تم الاتفاق خلال اللقاء علي عقد لجنة وزارية عليا بين البلدين برئاسة رئيس الوزراء د. احمد نظيف من الجانب المصري ونائب الرئيس السوداني علي عثمان طه من الجانب السوداني، كما تطرق اللقاء الي مؤتمر تنمية دارفور وتم الاتفاق علي دعم مصر والسودان لانجاز هذا المؤتمر. وحول زيارة سيلفاكير الأخيرة لمصر قال اعتقد انها كانت ايجابية حيث فتحت المجال لدور مصري اكبر لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل كما فتحت المجال لمزيد من المساعدات المصرية لأبناء الجنوب. ورداً علي سؤال حول رؤية حكومته للعقوبات الامريكية المفروضة علي السودان قال: أعتقد انها لن تزيد السودانيين إلا إصراراً علي المضي قدما نحو التنمية والاقتصاد القوي.. ونري انها عقوبات ظالمة ولا تعتمد علي أي أسس اخلاقية وما هي الا نتاج للسياسات العدوانية للادارة الأمريكية السابقة بقيادة جورج بوش.