على الرغم من أن الدولة العثمانية تركت العديد من الآثار المعمارية فى المدن التركية وفى غيرها من الولايات التى كانت تحكمها إبان سيطرتها على العالم فى القرون الوسطى إلا أن موقفها من الفن والعمارة والأدب شكل حلقة جديدة من سلسلة الجدل التى دارت بين المؤرخين فى الفترة الماضية بعد زيارة المؤرخ التركى أحمد آق كوندوز للقاهرة ومناقشة كتابه "الدولة العثمانية المجهولة" فى العديد من الندوات واللقاءات الفكرية. اليوم السابع سأل بعض المؤرخين عن موقف الدولة العثمانية من الفنون والآداب فكانت الإجابات كما يلى: أكد الدكتور "قاسم عبده قاسم" أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق أن الدولة العثمانية ورثت فنون الدولة الإسلامية والدولة البيزنطية وخلقت نوعا جديدا من الفن وهو "الفن العثمانى". وأشار "قاسم" إلى أن الفن العثمانى يظهر فى ملابس النساء وزخرفة المساجد العثمانية والصور واللوحات وبعض الأعمال والنقوش الخشبية، وأضاف "كان الفنانون العثمانيون يخرجون من جميع الولايات الإسلامية ويتجهون نحو العاصمة "اسطانبول" التى كانت تزخر أسواقها وشوارعها بالفن العثمانى، بالإضافة إلى الأغانى والإيقاعات والتأليف الموسيقى والموشحات التى ازدهرت فى الدولة العثمانية. ولفت "قاسم" النظر إلى أن التشويه الذى طال صورة الدولة العثمانية كان بسبب المستشرقين الذين أعادوا إنتاج التاريخ وتزييفه وأكدوا أن العثمانيين يحرمون الفنون ويمنعون الآداب. اختلف معه الدكتور "محمود متولى " أستاذ التاريخ بجامعة قناة السويس وقال"الدولة العثمانية لم تنظر للفنون والآداب على أنها عوامل أساسية لبناء التحضر لأنها كانت دولة متخلفة لم تشجع الشعر ولا الفن ولا الأدب وظلت هكذا حتى بداية القرن ال18 عندما أجبرت على إدخال بعض التحسينات على مسارها الحضارى بعد أن اتصلت بالمجتمع الأوروبى فبدأت الفنون تزدهر فيها". وأضاف"كان الفن والأدب والموسيقى يزدهر فيها وفقا للظروف المحلية لكل قطر من الأقطار التى تحكمها وعلى سبيل المثال فى مصر قاد "محمد على" ثورة فى التعليم وأرسل البعثات إلى أوروبا وبعد عودة المبعوثين من الخارج ظهر وجه حضارى لمصر، وفى عهد إسماعيل أنشئت الأوبرا ودار الكتب والمتحف المصرى" فبدأ الإشعاع الحضارى ينطلق من مصر وقادت حركة الفنون والآداب على نطاق واسع واقتبست منها الدولة العثمانية ". أما الدكتور "محمد عفيفي" رئيس قسم التاريخ بآداب القاهرة أكد أن الدولة العثمانية كانت تشجع الفن والعمارة والأدب والموسيقى و ضرب "عفيفى" المثل بالآثار المعمارية فى استانبول مثل جامع آياصوفيا الذى حوله محمد الفاتح من كنيسة إلى مسجد، ورائعة المعمارى سنان "مسجد السليمانية"، ومسجد السلطان أحمد، وفى القاهرة العديد من المساجد التى بُنيت على طراز العمارة العثمانية مثل مسجد محمد على بالقلعة، وأيضًا مسجد سليمان باشا، ومسجد محمد بك أبو الدهب وأشار "عفيفى" إلى أن الموسيقى التركية قد أثرت فى الموسيقى العربية وجددت وغيرت فى القوالب نفسها كما تأثر الأدب التركى بالآداب العربية والفارسية.