أحمد ترك واحد من الممثلين الشباب الذين عملوا علي خشبة مسرح الهناجر وبزغ نجمه خلال الفترة الماضية خاصة عندما قدم ثنائي من نوع خاص مع المخرج المسرحي محمد أبو السعود حتي أنهما قدما معا أكثر من عمل مسرحي ، وخلال السنوات الماضية قرر أبو السعود عمل سلسلة عن مأساة الشعوب العربية فيما تتعرض له من حروب بدأت هذه السلسلة بعرضه العام الماضي "أنتيجون في رام الله ..أنتيجون في بيروت" ثم عرضه هذا العام "السبعة ضد طيبة" وكان ترك بطل هذه الثنائية، فعن عمله مع أبو السعود وتحديدا علي خشبة الهناجر يقول ترك: عندما قدمنا "أنتيجون" كان العرض متزامنا مع الغزو علي جنوب لبنان وحدث وقتها أن هناك 25 جثة لاتجد مكانا للدفن فأخذنا حالة الدفن ولعبنا عليها في العرض الذي تناول قضية ضرورة تحقيق العدالة الإلهية في حق الإنسان في الدفن ، وهذا العام أراد أبو السعود أن يستكمل قضيته وقرر أن يتحدث عن الحروب ، خاصة أن محمد أبو السعود كان قد أقام ورشة بمسرح الهناجر مؤخرا أسفرت عن وجود 25 ممثلا أراد أن يستخدمهم جميعا لبطولة العرض ، وبالطبع العرضان يحملان روحا واحدة لأن كليهما كان مكملا للآخر فحتي لايحدث نوع من الخلل كان لابد من وجود حالة تقارب بين العرضين. لكن العرض هذا العام كان مباشرا للغاية ، لماذا؟ - بالفعل المباشرة في العرض مقصودة لأن الناس أصبحت لا تشاهد نشرة الأخبار بسبب كم المذابح التي يرونها يوميا علي شاشات التليفزيون فأصبح هناك مقاطعة لنشرات الأخبار لذلك كان لابد أن نصدمهم كما أن العرض معتمد علي أشعار وأعتقد أن هذه الأشعار كانت تحمل بلاغة لغوية هامة وكانت معبرة عن جو العرض المسرحي ، فأنا أري أن هذا كان نوعًا من التبسيط وليس المباشرة. ولماذا ترتدي ملابس مختلفة عن باقي المشاركين بالعمل؟ - لأنني رمز الديكتاتورية بالعرض وهذه الفكرة كنت أعمل دائما علي تغذيتها داخل زملائي طوال البروفات حتي أن معظهم كرهني لأن المخرج أراد أن أتعامل معهم بهذا الشكل داخل وخارج العرض حتي تخرج الأحاسيس صادقة وبالفعل هذا ما حدث. لماذا ترتبط أعمالك بالمخرج محمد أبوالسعود؟ - لأننا متفقان علي شيء واحد بمعني أن قضيتنا واحدة وهي تنناول تأثير الحروب علي الشعوب بأشكال مختلفة، وهنا أنا لا أدعي أنني مناضل ولكنني إنسان ولي موقف لابد أن أعبر عنه كما أن محمد أبو السعود يمنحني مساحة كبيرة من الحرية للتعبير عن نفسي كممثل فهو كمخرج متميز في عمله. إصرارك علي العمل علي خشبة الهناجر فقط؟ - لأنه المكان الوحيد الذي يحقق العدالة للفنان وهذا لا يعني أنني أنفي العدالة عن المؤسسات الأخري لكن الهناجر يمنحنا مساحة كبيرة من الحرية في الأعمال التي نقدمها ومحمد أبو السعود عرض عليه من قبل العمل في مسرح الدولة لكنه وجد نفسه مقيدًا بمجموعة من الموظفين. ألم تحزن لعدم مشاركة العرض في التجريبي ولو حتي علي هامش المهرجان؟ - لست حزينا بنسبة 100٪ لكن بنسبة 50 ٪ فقط لأنه للأسف لم يسعفنا الحظ للعرض أمام لجنة مشاهدة المهرجان بسبب احتياجنا لأيام أكثر للبروفات فاضطر المخرج للاعتذار عن عرضه أمام اللجنة حتي لا يخرج العرض بشكل سيئ. لماذا لا تسعي للتواجد بالوسط الفني مثل زملائك؟ لأنني أحب الحياة المسرحية كما أن الوسط أحيانا قد يحتاج إلي تنازلات وأنا لا أتربح من الفن وحياتي مستورة لكنني أحيانا أقدم أعمالاً فنية سواء في برامج أو مسلسلات.