أعتقد أن من أهم المقالات التي نشرت هذا الأسبوع هو المقال الهام الذي كتبه عبد الله كمال يوم السبت الماضي بمجلة "روز اليوسف" تحت عنوان (انفجار الإخوان)، والمقصود - بالطبع - هم جماعة الإخوان المحظورة قانوناً. وقد حدد المقال منذ البداية أن واحدًا من أهم الأطر الحاكمة لعمل الجماعة المحظورة هو (الشو) الإعلامي الذي يجعل من الجماعة محط اهتمام الجرائد والمجلات والبرامج الفضائية.. خاصة (التوك شو) لكي تروج لوجودها وترسم لنفسها ملامح القوة والتأثير. أتفق مع ما ذهب إليه المقال من عدم قدرة هذا النوع من التنظيمات علي لم شمله وقبول الخلافات داخله بدليل أزمات الجماعة المحظورة في كل من: الجزائر والأردن، ثم مؤخراً في مصر. ولكني في الوقت نفسه.. أعتقد أن هذه الخلافات يتم استثمارها إعلامياً من الجماعة بقدر أكبر من الواقع الفعلي لما يدور في أروقتها للمزيد من رسم الصور المغلوطة لها مصرياً وعربياً وعالمياً. نعم (صارت هناك فجوة بين الصورة التي يتخيلها التنظيم لنفسه وبين الصورة الهلامية التي صنعها البعض له وما بين إمكانياته الحقيقية بنيوياً وتنظيمياً وفكرياً وسياسياً). وهو ما جعل الجماعة المحظورة في اختبار سياسي حقيقي بعد أن أصبح لها وكلاء داخل مجلس الشعب.. للدرجة التي جعلت الجماعة تتخيل أنها بديل لنظام الحكم في مصر، وهو ما روج له قبل ذلك سعد الدين إبراهيم في أوروبا وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية. لقد بدأت الجماعة المحظورة في افتراض الأوهام السياسية.. باعتبارها كيانًا مؤثرًا في الحياة السياسية المصرية، وهو ما كشف زيفه حيث لم يكن لأعضاء الجماعة المحظورة داخل مجلس الشعب أي تأثير حقيقي في النقاش والجدل الدائر لما يمس أمن هذا البلد ومستقبله. و(لم يطرحوا أي بديل بخلاف الكلام المرسل عن الاتهامات والتشويهات المعتمدة للحكومة والحزب الذي تمثله، ومن المثير أنهم قد تظاهروا أمام مجلس الشعب أكثر من إسهامهم في النقاش الدائر داخل مجلس الشعب). وهو أيضاً من لزوم الشو الإعلامي والتصوير الفضائي. ولقد نجح أعضاء الجماعة المحظورة في حصد أكبر عدد من صور الجرائد والمجلات من جهة، وفي الظهور في البرامج (علي الفاضي والمليان) من جهة أخري. أثبتت الجماعة المحظورة كما قال المقال أنها (أداة يمكن توظيفها في عملية الصراعات والتنافسات الإقليمية ضد النظام المصري)، وما حدث أثناء حرب لبنان ثم في غزة وخلال اقتحام أتباع حماس لحدود مصر.. يؤكد علي مدي حيوية الجماعة المحظورة في التفاعل والشراكة مع الأجندات الخارجية والمضادة للوطنية المصرية. إنها حقاً.. جماعة افتراضية بدون موقف سياسي وطني واضح، وبرنامج حزبهم الوهمي دليل علي ذلك.. خاصة في موقفهم غير الحضاري جداً من ولاية الأقباط وولاية المرأة. ربما يكون ما يحدث الآن هو (ترويج للتغيير الحادث داخل الجماعة المحظورة.. بابتعاد المرشد هو تمثيلية كبيرة).. أراد أصحابها إما الدعاية المضادة.. كحال الجماعة دائماً في رسم صورة محددة لها، أو للمزيد من التشدد والسيطرة من خلال فصيل منها يعلن عن موقفه التقليدي. [email protected]