أكد هاني شاكر في اتصال هاتفي خاص مع روزاليوسف أنه يشعر بالرضا والامتنان إزاء المشاعر النبيلة التي أحاطت به خلال فترة علاج ابنته دينا في أحد مستشفيات باريس، حيث توالت عليه الاتصالات للاطمئنان علي صحتها وهو الأمر الذي شد من عزمه وجعله أكثر قوة وصلابة في مواجهة هذا الظرف القاسي، فبالإضافة إلي زيارة محمود عبدالعزيز لها في المستشفي وحرصه علي أن يقرأ لها بعض الآيات القرآنية، فإن نبيلة عبيد قد فاجأتها أيضا بالزيارة وحرصت علي أن تداعبها وتتبادل معها بعض العبارات الحميمة بأسلوب رقيق وجميل، ومنذ سفر دينا مع والدها ووالدتها نهلة والمكالمات الهاتفية لم تنقطع، فالكل يتصل بهم ليعبر عن حبه الجارف لهذا الفنان الأصيل، ولكن ما أثلج صدره وجعله في غاية التفاؤل أن يتلقي مكالمة هاتفية من مسئول كبير لم يكن يتخيل أن يهتم بمشكلة ابنته التي تخضع للعلاج منذ شهر تقريبًا، وفي المكالمة شعر هاني شاكر أن مصر بخير، وأن حبها لأبنائها ليس كلامًا ولا شعارات، وإنما مواقف نبيلة ودفء أسري كبير، سأل المسئول الكبير عن صحة دينا وكيف تم اكتشاف مرضها والظروف التي واجهتها وإجراءات العلاج، وعرض كل أنواع المساعدة إذا ما احتاج هاني شاكر لأي شيء، وكان الحديث في منتهي الحميمية، لدرجة أن هاني تأثر جدًا وبدت علي وجهه تعبيرات كثيرة قال بعدها إن حبه لمصر قد تضاعف ليس عشرات بل مئات وآلاف المرات، فالبلد الذي يشعر بآلام أبنائه، وهم في الخارج هو الأم التي تستحق أن يغني لها بالأحضان. سافر الطفلان الصغيران مجدي ومليكة إلي باريس، حتي تتمكن أمهما عروس الأمس التي لم يتجاوز عمرها 25 عامًا من رؤيتهما بعد فترة غياب كبيرة، كانت تراهما خلالها علي شاشة الإنترنت، كانت تفاصيل اللقاء بعد الفراق حارة جدًا ولم يستطع أحد أن يمنع نفسه من أن تبتل عيناه بالدموع، وفي ظل هذا السعي الدائب بين إجراءات العلاج والفحوصات ومتابعة الأطباء ومسئولية الأطفال الصغار لم تكن جدتهما نهلة في أحسن الحالات فقد بدا عليها التعب والإجهاد، والإحساس بالحزن والبكاء، ولم يخفف عنها إلا وجود شقيقتها حرم الوزير سامح فهمي معها والتي لن تنسي وقفته إلي جوارهم أبدًا، إلا أن ما يحز في نفسها أن روح ابنتها المعنوية ليست علي ما يرام فالمرض أصابها بالإحباط رغم أنها مؤمنة ولم تفقد الأمل في الله. ومع امتداد فترة الإقامة في باريس، التي ستطول حتي موعد الانتهاء من العلاج ستضطر الأسرة للبقاء بجوار دينا هناك، وقد سافرت نادية مصطفي للاطمئنان عليها، أما الشيخ خالد الجندي فقد حرص علي الاتصال بهم في باريس ليعبر عن مشاعره بالاطمئنان علي والدة مجدي ومليكة متمنيا لها الشفاء بعد أن خصها بالدعاء، وقد كشفت هذه المحنة العصيبة عن مدي الحب الذي يتمتع به هاني شاكر في قلوب الناس، الذي يحتفظ منه بأكبر رصيد يمكن أن يحصل عليه فنان، ولكنه رغم كل ذلك يطلب من كل من يعرفونه أن يكونوا معه، فابنته لا تحتاج منه أو منهم إلا الدعاء. هاني شاكر حلت عليه العديد من الأحزان هذا العام، فقد ودع أمه في يوم عيد الأم، وكانت بالنسبة له منبع الدفء والأمان والحنان، وقبل أن ينتهي نفس العام فوجئ مع بداية شهر رمضان بمتاعب ابنته الصحية، فاهتز لذلك قلبه، وطار بها إلي باريس لتبدأ مشوار العلاج، ولكن ما بين هاني شاكر الفنان والإنسان يأتي الإيمان بالله الذي أضفي عليه سمات الود والسكينة، وجعله قانعًا وراضيا بالقضاء، وهو يعرف جيدًا أن الشفاء بيد الله لذلك فإنه لا يكف عن الدعاء والتضرع بأن يحفظ الله ابنته ويخرجها من وعكتها الصحية بأمان، وكلنا معه قلبًا وروحًا وإحساسًا مهما طالت فترة السفر أو طال مشوار العلاج.