قبل تولي الرئيس الأمريكي أوباما عرش البيت الأبيض سبقته الآمال وعلق الكثيرون أحلامهم علي أول أسود يدخل البيت الأبيض وظن الكثيرون أن طريق الأمل مفروشا بالورود وبات تعبير"التغير الذي نؤمن به" هو الشعار الذي رفعه أوباما في حملته الانتخابية ورفعه مع مؤيديه ..ففوز أوباما جاء بعد أن عاشت البلاد عصورا من التحدي العنصري طالب خلالها الامريكيون السود بالمساواة في البلد التي أقاموا فيها لمئات السنين.فلو أن مارتن لوثر كنج جسد التغير قديما فباراك أوباما مثل هذا التغير في الانتخابات التي شهدتها الولاياتالمتحدة مؤخرا . ولذلك يوم 4 نوفمبر كان دليلا علي رغبة أمريكا لتعتنق عصرا جديدا وليكن اوباما هو مفتاح التغير. لكن سرعان ما تبخرت الأحلام وتبددت الأوهام وكتب النهاية السريعة لعصر الأمل والتغير وهو ما دفع المؤلفة ميشيل مالكين إلي إصدار كتابها "ثقافة الفساد " بعد مرور 6 أشهر فقط من تولي أوباما زمام الحكم.. اختارت ميتشيل مالكين الفساد ليكون عنوانا لكتابها الجديد لأنه تعبير عن أن إدارة أوباما التي لم تعد تجسد ثقافة التغير والأمل الذي ترنوا إليه أعين الأمريكيين ..وتحول الحلم والأمل إلي إدارة يغلفها الفساد ف"ثقافة الفساد" استعارة الكاتبة هذا الشعار سياسي الذي رفعه الديمقراطيون للتعبير عما يحدث خلال فترة الرئاسة في جورج بوش. وخلال الكتاب أشارت مالكين إلي أن عصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو بداية عصر المحسوبية والفساد في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويزيل هذا الكتاب الستار عن الوجه القبيح لاوباما الذي لا نعرفه .وتوضح أن إدارة الرئيس أوباما بدأت من الفساد ولا تزال مستمرة في ممارسة المزيد من الفساد وقيام أوباما وإدارته بالعمل علي خدمة المصالح الخاصة والشخصية وليس العمل من أجل خدمة العامة وإساءة استخدام السلطة واستغلال سلطتهم للحصول علي مكاسب غير شرعية..وتؤكد الكاتبة أن فريق إدارة أوباما قام بالتهرب الضريبي عقب تولي الإدارة الجديدة مهام المنصب فكل من في إدارة اوباما لديهم تتعطش للسلطة. وتري الكاتبة أن إدارة أوباما تمضي قدما من سيئ إلي اسوأ..فتشير مالكين إلي أن إدارة اوباما هي أكثر الإدارات الفاسدة في تاريخ الولاياتالمتحدة.وبالإضافة إلي القول بأن إدارة اوباما ما هي إلا تكتل مختل وخطير من رجال الأعمال المقربين منه..وتضيف أن في خلال أول ثلاثة أسابيع في أول مائة يوم لتولي اوباما عرش البيت الأبيض اتسمت بعدم الكفاءة والغطرسة . وانهالت مالكين بوابل من النقد علي السيدة الأولي للبيت الأبيض ميشيل اوباما تعد الآن إيقونة للموضة والأزياء العالمية أنها باتت تلهث وراء الموضة وملابس التي بلا أكمام والاهتمام بوضع مستحضرات التجميل بل والأكثر من هذا فهي المحرك الأساسي للقرارات في البيت الأبيض. وفتحت الكاتبة النيران علي الأوضاع الصحية في ظل إدارة أوباما وانه لم يشهد أي إصلاح أو تطور علي الرغم مما روج إليه أوباما خلال حملته الانتخابية قائلا "إصلاح قطاع الصحة لا يسعه الانتظار، ولا ينبغي أن ينتظر"..وكذلك اتهمت الكاتبة نائب الرئيس الأمريكيين، جو بايدن، بتبني سياسة المحسوبية والوساطة فهو يستغل منصبة لخدمة أصدقائه وأقاربه. وتنصح الكاتبة الجميع بقراءة الكتاب وخاصة الامريكيين بعيدا عن الميول السياسية حتي يعرفوا ما يحدث وراء الكواليس في الإدارة الأمريكية الحالية ف"ثقافة الفساد" كشف عما يحدث داخل فريق إدارة أوباما التي تعمل علي تقويض الشفافية والنزاهة منذ تولية سدة الحكم..فالكتاب يفتح الأعين علي الفارق بين الخطب الرنانة لإوباما المفعمة بالأمل والرغبة في التغير وما يحدث علي أرض الواقع من فساد وخدمة المصالح الشخصية.