إيمان الإنسان بموهبته وقدراته أهم بكثير من كل كلمات الإطراء والمديح التي قد يلقيها الآخرون عليه قصة نجاح مجدي سيد جمعة هي أكبر دليل علي ذلك فقد فضل أن يسير ضد التيار ويستجيب لنداء الموهبة بداخله متحدياً أقرب الناس إليه فمتعته الحقيقية يجدها عندما يمسك بيديه قطعة من الطين ليجد موهبته تتسلل من بين أطرافه لتخرج القطع الفنية التي يصممها. لم يكن مجدي سيد متفوقاً في دراسته وهو ما دفع والدته للسعي لتعليمه حرفة يدوية يكسب رزقه منها في أيام الإجازات ولتكون سنداً لها في حياته فيما بعد وفي أحد الأيام عند عودته من عمله لفت انتباهه ورشة لفن النحت بشارع أحمد عرابي فكانت بمثابة المصباح الذي أضاء له الطريق لاكتشاف موهبته الحقيقية التي لم يكن يعرف عنها شيئاً. وما بين رفض والديه والضغوط المادية التي فرضت عليه ليرجع عن تنفيذ حلمه سارت به الحياه فقد كان والده يأمل بأن يعمل معه في الفندق الذي قضي عمره في العمل به وهو الأمر الذي رفضه مجدي مفضلاً تحقيق ذاته بعيداً عن جلباب أبيه. استمر مجدي في طريقه الصعب وعمل في عدة اتيليهات متحملاً ما حوله من ضغوط وعائد مادي ضعيف من أجل تعلم كل صغيرة وكبيرة وسرعان ما جني ثمار تعبه وكفاحه فقد اشتهر بحسه الفني وموهبته المتميزة فضلاً عن إجادته لأعمال الخزف ليجمع بين الجانين الحرفي والفني صابراً علي الأجر القليل الذي لم يتعد ال13 جنيها أسبوعياً. وتميزه الشديد كان هو رأس ماله الذي دفع الفنان محمود الطوبجي لمشاركته في مشروع بدأ صغيراً برأس ماله قيمته 600 جنيه لينمو شيئاً فشيئاً وكانت سعادته الكبري عندما باع أول قطعة من صنع يده بمبلغ 120 جنيها. كما رشحه تميزه أيضا لتدريب الموهوبين علي فن الخزف في المؤسسة القومية للحرف اليدوية بالعجوزة وهو الأمر الذي جاء بناءً علي ترشيح محمد مهدي وكيل وزارة الشئون الاجتماعية الأسبق والذي أحس بعينه الثاقبة أنه صاحب موهبة وقادر علي العطاء. لترشحه بعدها د.راندا رزق المسئول عن جمعية شباب الغد للعمل في المشروع التنموي بالمركز الثقافي النوبي بالأقصر وهو ما اعتبره فرصة ذهبية ليعلم الفتيات فنون الطين والجريد والكليم. ويعتبر المعارض التي تنظمها الجهات الرسمية الفرصة الذهبية بالنسبة لأي منتج لترويج أعماله ويتمني العودة لتنظيم معرض الشباب والرياضة والذي اعتاد صغار المصنعين علي تسميته بالمنجز لما يحققه لهم من ترويج لأعمالهم. ويؤكد أيضا حرصه علي استخدام خامات خالية من أكسيد الرصاص الأحمر لأنه غير آمن ويحتوي علي مواد مسرطنة ويوضح أيضاً أن المنتج الصيني لا يقوي علي منافسته فيما يقدمه من أعمال تفوقه في الشكل والمادة الخام.