توجه الرئيس مبارك بعد ظهر أمس إلي العاصمة السلوفينية لويليانا في المحطة الثانية من جولة الرئيس الأوروبية التي بدأها بالمجر والتي تشمل بعد ذلك كلا من كرواتيا وإيطاليا. ووصفت الأوساط الرسمية والشعبية زيارة الرئيس مبارك إلي المجر بالتاريخية باعتبارها أول زيارة يقوم بها زعيم مصري منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 18 عاما. جدول أعمال الرئيس شهد نشاطا سياسيا مكثفا حيث عقد لقاءات مع الرئيس المجري لاسلو شويوم وزعيم المعارضة المجرية رئيس حزب فيديس فيكتور أوربان و11 من رؤساء أكبر الشركات المجرية المعنية بالاستثمار في مصر. كما افتتح الرئيس بمشاركة الرئيس المجري فعاليات منتدي رجال الأعمال المصري - المجري والذي ضم أكثر من 001 من رموز مجتمع الأعمال في كلا البلدين. كما كان من أبرز أنشطة الرئيس مبارك أمس لقاء القمة الذي عقده مع رئيس الوزراء المجري بمقر البرلمان، والمحادثات الثنائية والموسعة التي أجراها الزعيمان وتناولت عددا كبيرا من قضايا العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية. صرح السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن الأجندة السياسية للرئيس حسني مبارك في المجر ركزت علي استعراض ملفات الوضع الراهن في الشرق الأوسط، والتركيز بصفة خاصة علي القضية الفلسطينية وقضية السلام والمرحلة الدقيقة التي تمر بها، وعدم تجاوب الحكومة الإسرائيلية حتي الآن مع جهود السلام الأمريكية والأوروبية والمصرية، والوضع الخاص الذي تتمتع به قضية القدس وسط موضوعات الحل النهائي. وقال عواد - في تصريحات للقناة الأولي بالتليفزيون المصري مساء أمس الأول من بودابست - إن الرئيس مبارك أشار إلي التوتر في محيط القدس والمواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال، وكذلك رفض أي زعيم فلسطيني أو عربي أو مسلم تماما لاستبعاد قضية القدس من مائدة التفاوض، وأنها أحد الموضوعات الرئيسية من بين الموضوعات الستة التي تمثل موضوعات الحل النهائي. وأضاف المتحدث أن الرئيس مبارك قدم عرضا واضحا وقويا للوضع في الشرق الأوسط بصفة عامة، وفيما يتعلق بقضية السلام ومحاولات مصر تحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني لبلد ليس متوسطيا ولا تعلم تفاصيل ما يحدث في الشرق الأوسط، مشيرا إلي امتنان الرئيس المجري لاسلو شويوم للاستعراض الذي قدمه الرئيس مبارك، وتقديره للموقف المصري فيما يتعلق بجهود السلام في منطقة الشرق الأوسط. وأكد السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس حسني مبارك يعمل خلال زيارته للمجر وفي جولته الأوروبية الحالية وكل جولاته الخارجية علي الترويج للصادرات المصرية بتوسيع التجارة وفتح أسواق جديدة. وأوضح أن الرئيس مبارك ركز خلال مباحثاته مع الرئيس المجري لاسلو شويوم ليس فقط علي توسيع التجارة وزيادة حجمها، وإصلاح الخلل الراهن والفرق بين صادرات مصر للمجر ووادراتها منها. وقال السفير سليمان عواد إن صادرات مصر تعني أن هناك تشغيلا لمصانع جديدة، وإتاحة فرص عمل جديدة أمام الشباب المصري، وأن الجانب المجري يتفهم ذلك، وأن المصلحة لابد أن تكون مشتركة، وأن المنفعة والفوائد من توسيع الاستثمارات والتجارة يجب أن تشمل الجانبين. وأضاف أن المجر عانت كثيرا من تداعيات الأزمة الحالية في الاقتصاد العالمي، واضطرت لاستدانة 52 مليار دولار، وارتفع عجز الموازنة والدين العام الداخلي، وزادت معدلات البطالة، لكن المجر تستعد كمصر وغيرها من الدول لمرحلة ما بعد تراجع الأزمة. وقال هناك مؤشرات لبداية تراجع الأزمة خلال الربع الأول من العام المقبل، ويجب علينا أن نكون مستعدين لعودة معدلات التجارة العالمية لسابق عهدها، وانعكاس ذلك علي الصادرات المصرية وقناة السويس وتحويلات العاملين وفي الخارج والسياحة، وهذه الأجندة الاقتصادية التي يأتي بها الرئيس مبارك للمجر.