(أما عجيبة وغريبة) كما نقول بالدارجة المصرية، انفلونزا الطيور (لا بترحم ولا بتسيب رحمة ربنا تنزل )، فهي لا تقتل فقط الطيوراو البشر لكنها تلسوع الميتين بعد موتهم.. !كيف ذلك. ؟! الحكاية، ان الهند بلد الالف ديانة لديها طائفة اسمها" البارسي" هي اشد اهل الارض تاثرا بانفلونزا الطيور، كيف.. ؟! الحقيقة ان طقوس عقيدة البارسي الهندية لا تعترف، بل لا تقبل ب"دفن الميت" مثل (اهل الديانات السماوية) او ب"حرقه " كما (الهندوسية)، لكنها تعتمد علي ترك الميت بعد وفاته جثة هامدة في العراء،فإذا كنت ميتا علي الطريقة البارسية، لا تتخيل انك ستنعم بالموت علي سطح بيتك او بين مدرجات الدرجة الثالثة او علي سطح سور نادي القرن، لكنك ستكون في اكثر مكان بارز علي الارض: انها قمم الجبال العالية والابراج الحجرية، بهدف ان تأكلك الجوارح.. !فالبارسيون يعتقدون ان النسور تساعدهم في إطلاق أرواح الموتي من الاجساد (لكم دينكم ولي دين) ، ومع مهاجمة انفلونزا الطيور للدجاج والبط والحمام وطائر السنونو وغيرها من الطيور الاليفة المستأنسة او الحالمة، فإن المرض قفز الي الطيور الجارحة ومنها، (النسور) لتتناقص اعدادها بنسبة 80٪.. ! فماذا يفعل البارسيون في أزمة النسور وماذا تفعل الهند؟!إن الهند كلها في حالة اضطراب شديد، ليس خوفا علي العقيدة البارسية لكن خوفا علي العقيدة الاقتصادية -البيئية، فالنسور الهندية تلعب دورا كبيرا في التوازن البيئي داخل الهند، فهي تحد من انتشار "القوارض" فمثلا في العشر سنوات الاخيرة انخفضت اعداد القوارض من عشرة الاف الي عدة الاف. اننا يجب ان نعترف اننا في مصر وفي بعض الدول العربية نخشي مستقبلا من خصخصة المدافن، مما يعني ان الازمة الاقتصادية المتأججة ستمتد الي الموت، لكن في الدول الغربية الازمة الاقتصادية للموت اكبر ذعرا ورعبا، ففي انجلترا قام المجلس المحلي للتيمسايد في مانشيستر، بحرق الموتي لاستخدام الغاز المتصاعد منها في تدفئة اقارب الموتي لدي ترددهم علي الكنيسة وتوفيرالطاقة الكهربائية للكنيسة وبعض المنازل المحيطة بها . وتقوم الفكرة علي استخدام الغاز المتصاعد من احراق جثث الموتي بضخه في مضخات تدفئة تتولي عملية تسخين مياه انابيب التدفئة في الكنيسة وتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة. إذن انه لمن الخطير جدا ان تموت في الهند. وفي تايوان يستغل حاليا أحد مراكز حرق جثث الموتي الطاقة الحرارية الناتجة عن حرق الجثث في عمل القهوة"قهوة عالريحة من الطاقة الناتجة عن حرق الميتين". وتحول الطاقة الحرارية الناتجة عن حرق الجثث إلي طاقة كهربية تستخدم في تشغيل المكيفات وماكينات عمل القهوة في المركز. والموضوع اقتصادي بحت، حيث يوفر حرق جثث الموتي نحو 15 ألف دولار تايواني ويتم حرق نحو 50 جثة يوميا في هذا المركز.. ! وتستغرق عملية حرق الجثة نحو 90 دقيقة لتتحول بعد ذلك الي رماد ! ما فات يعني مفهوما بسيطا، انك يجب ان تختار لك موتة : اما "بالبارسي " او"عالريحة ".. ؟! والا فلتحمد الله ان تموت سماويا (نسبة الي الديانات السماوية) وفي هذا الوطن.. ! لكل المبتكرين والمخترعين وأصحاب المغامرات العلمية والتكنولوجية راسلونا لنتواصل معكم عبر [email protected]