يبدو أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل تسير من توتر إلي توتر شديد بين الحين والآخر من حرب غزة الماضية، ولعل أبرز ما يجد هذا التوتر هو إلغاء تركيا لمناورات جوية مشتركة كانت ستشارك فيها إسرائيل وكان من المقرر أن تستضيفها تركيا الأسبوع المقبل. في المقابل تبحث إسرائيل في الوقت الحالي إعادة النظر في صفقة بين أسلحة متطورة إلي أنقرة في أعقاب هذا الإجراء التركي. من جانبه أعلن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، في مقابلة خاصة مع شبكة CNN، الأحد أن بلاده منعت مشاركة إسرائيل في مناورات عسكرية لحلف شمال الأطلسي بسبب الهجوم الإسرائيلي علي غزة قبل نحو عام. من جانبه قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن الحكومة التركية قررت تغيير قائمة الدول المشاركة في المناورات، واستبعدت إسرائيل منها، ونتيجة لذلك ألغيت مناورات حلف الناتو، مع أن السفير الأمريكي لدي أنقرة أعلن أن المناورات لم تلغ وإنما تأجلت. وردًا علي سؤال حول سبب استبعاد إسرائيل من المناورات، قال وزير الخارجية التركية: نأمل أن تتحسن الأوضاع في غزة، وأن تعود الأمور إلي مسارها الدبلوماسي، الأمر الذي يخلق مناخًا إيجابيا وينعكس بالتالي علي العلاقات التركية الإسرائيلية. علي الرغم من عدم إبداء المسئولين الإسرائيليين اهتماما كبيرا بإلغاء تركيا لمناورات جوية مشتركة إلا أن مسئولي الدفاع أكدوا أنه ستتم إعادة النظر في مبيعات الأسلحة إلي تركيا. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن خبيرا بارزا في العلاقات الإسرائيلية التركية تكهن بأن توقف إسرائيل دعمها في واشنطن لتركيا فيما يتعلق بقضية المذبحة الأرمينية إذا ما استمر التدهور في العلاقات. في الوقت نفسه بدأت أمس تدريبات مشتركة بين الجيش الأمريكي والإسرائيلي تستمر أسبوعين وتتضمن اختبار منظومات لاعتراض صواريخ أرض أرض ومن بينها منظومات حيتس-2 وباتريوت وهوك. وتعد التدريبات العسكرية المشتركة للدفاعات الجوية الأكبر من نوعها منذ بدء التعاون الاستراتيجي بين الجيش الأمريكي والإسرائيلي.