الفساد في الاستاد!

المنتخب السري أضاع مجداً كنا نستحقه
1
لايمكن أن يكون هؤلاء هم أفضل نجوم الشباب في مصر، المؤكد أن هناك أفضل منهم عشرات المرات، والمؤكد - أيضا - أن هناك فساداً في الاختيار من البداية.
هل معقول أن واحداً منهم لم يلعب مع فريقه الأول رغم أن عمره يقترب من 20 سنة، والمفترض أن يكونوا نجوم الصف الثاني في أنديتهم، واللاعب النابغة تبدأ شهرته في سن مبكرة.
الجماهير تعرفت عليهم لأول مرة من الإعلان الظريف الذي يقول عشان تعرفوهم، روحوا شجعوهم.. فلم يكن طريقهم إلي النجومية عبر الملاعب، ولكن عبر إعلانات الشاشة الصغيرة.
2
الفساد كان صارخاً في اختيار المدير الفني النكرة الذي ليست لديه شهرة ولا تاريخ، وتم اختياره لمجرد أن محمود الجوهري رشحه لذلك عندما كان يشغل منصب المدير الفني لاتحاد الكرة.
قارنوا بين سكوب ومدرب باراجواي مثلا الأول مثل التلميذ البليد الذي لايتحرك من مقعده، ويدون الملاحظات الخايبة كلما دخل فينا هدف والثاني مثل الشعلة علي الخط، ولم ينقصه فقط إلا أن يلعب مع لاعبيه.
هاني رمزي أيضا ليست له إنجازات تدريبية، وظل سنوات طويلة بعيداً عن أجواء الكرة المصرية، ويوجد من هو أفضل منه عشرات المرات من المدربين النجوم الذين يحققون نجاحات مع فرق الدوري الممتاز.
3
الفساد ظهر واضحا في واقعة بوجي ليس لأنه تعدي علي زملائه ومدربيه بألفاظ وحركات وإشارات كانت تستوجب شطبه، ولكن لأن المشهد يوحي بأن هذا اللاعب يتعرض لضغوط نفسية هائلة.
لأول مرة في تاريخ الملاعب المصرية يجري لاعب أحرز هدفاً ليضرب مدربه وزملاءه ويقول لهم: أنا بوجي يا ولاد ال..... رغم ذلك أشركوه في المباراة التالية، وكانت الهزيمة مضاعفة.
كتبت الصحف حكايات كثيرة عن إدارة معسكرات الفريق بأسلوب يشبه عصابات المافيا، وأوقعوا هؤلاء الشباب تحت ضغوط نفسية هائلة، بسبب الانتماء لألوان الفانلات وزرعوا الحقد في نفوس اللاعبين.
4
الفساد في الملايين التي أُنفقت علي هذا الفريق، وهي تفوق بكثير ما أنفق علي الفريق الأول في الأعوام الثلاثة الأخيرة.. معسكرات ومباريات ودية ورسمية أكثر من 200 مباراة.. بلا فائدة.
لماذا حمل الإداري مبلغ ال400 ألف جنيه وذهب لتوزيعها علي اللاعبين قبل أن تسرق من سيارته.. وهل سيوزع الفلوس عليهم نقداً ليضعوها في دواليبهم أو تحت المخدة.
ما هذا السفه وهل من المعقول أن يتم توزيع الغنيمة علي اللاعبين وجهاً لوجه، هذا عشرة وهذا عشرون وهذا خمسة، فيزيد الغل والحقد في نفوسهم في هذه السن الصغيرة؟
5
الفساد في ديل حصان محمد طلعت.. صحيح أنها حرية شخصية ولكن لو كنت مكان المدرب لأمرته بحلق شعره، بدلاً من الأستك الذي يقع من رأسه في كل هجمة ويضطر للبحث عنه.
ما هذه المسخرة، وماذا نفعل إذا قام الشباب بتقليد طلعت ووضعوا في رءوسهم أساتك وفيونكات، وتركوا ديل الحصان ينط ويفط علي قفاهم.
المدلل طلعت كشف عن التفريق في المعاملة داخل الجهاز، ورغم أن هذا اللاعب لم يقدم شيئاً إلا أنه كان واجباً مقدساً علي الفريق في كل مباراة.
6
الفساد كان يجري مع كل تمريرة مقطوعة وهدف يدخل مرمانا، وفساد يتحرك أمامك في الملعب مثل الشبح تشاهده ولا تستطيع الإمساك به فكان السقوط العظيم.
الفساد هو الذي سيجعل المسئولين ابتداء من رئيس اتحاد الكرة حتي عامل غرفة الملابس يعلقون الهزيمة في رقاب هؤلاء الشباب، ويطرمخون علي الأسباب الحقيقية والمسئولين الذين يستحقون المساءلة.
الفساد الذي بدأ بالتعتيم علي هذا الفريق ثم فوجئنا بأنه أنفق الملايين ولعب 200 مباراة، دون أن يسمح للجمهور والنقاد بتقييمه ومتابعته.. وكأنه منتخب الشباب السري.
7
رغم ذلك تبقي الصورة جميلة ومشرقة في الملاعب المصرية والجماهير المصرية والصور الحضارية الرائعة التي تضاهي أعظم دول العالم.. فهذه هي مصر وهذه هي إمكانياتها وهذا هو شعبها.
رغم ذلك يجب أن ينال المتسببون في النكسة في يوم النصر العظيم، ينالون جزاءهم العادل، وألا يكونوا خصماً وحكماً، لأننا ندفع ثمناً فادحاً للتدليس والعشوائية والارتجالية.
هذا الجيل بمدربه ولاعبيه وكل من ساهم فيه حكموا علي أنفسهم بالخزي والعار، لأنهم أجهضوا أحلاماً جميلة، وأضاعوا مجداً كنا نستحقه.
E-Mail : Karam_gabr@rosaonline.net