رحل اليوم مطرب وملحن ذو مذاق مختلف تخصص منذ بلوغه الأربعين من عمره في الأغنية الدينية وترك تراثا رائعا كما وكيفاً يمكن اختزاله في اللقب الشهير الذي عرف به مداح الرسول إنه الفنان محمد مرسي عبداللطيف الشهير بمحمد الكحلاوي. اقتدي محمد بخاله الكحلاوي أحد أشهر النجوم في ساحة الغناء الشعبي وحمل اسمه وعلي الرغم من محاولات الخال المستمرة لإبعاد ابن أخته عن طريق الفن فقد أبي الشاب أن يتخلي عن هوايته واتخذ قراراً جريئا بالسفر مع فرقة أولاد عكاشة المسرحية في جولة عربية طويلة استمرت ثلاث سنوات وعاد من رحلته هذه مولعا بالغناء البدوي وقدم في هذا اللون أولي أغنياته الشهيرة يا زينة يابا يازينة أما عن اسينما فقد ظهر فيلمه الأول بحبح في بغداد في أكتوبر سنة 1942 أما آخر أفلامه فكان بنت البادية الذي عرض في أوائل شهر يناير سنة 1958 بين هذين الفيلمين أضاف محمد الكحلاوي إلي تراث السينما المصرية أربعين فيلما ثم اعتزل كل نشاط إلا الغناء الديني وبخاصة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ومن الذي ينسي مدد يا نبي، عليك سلام الله، لأجل النبي، ياقلبي صلي علي النبي، قاصدك ونادي أتوب، نور النبي يمثل الفنان الموهوب أحمد الكحلاوي امتداداً لأبيه فقد ورث عنه حب الغناء وأسس فرقة للإنشاد الديني يقدم من خلالها فنا راقيا لا تعارض فيه بين الإبداع المحترم والرسالة الأخلاقية الملتزمة جمهور الأب والابن ينتمي إلي الكتلة المصرية العريضة التي تجمع بين الدين والدنيا معا وتنفر بالفطرة من الذين يصنعون الحواجز الوهمية ويقيمون السدود والحواجز. محمد الكحلاوي مطرب وملحن ومنشد ومنتج وممثل سينمائي ومازالت أغانيه الدينية البديعة تؤثر في ملايين المصريين الأصلاء أما الذين يحرمون ويجرمون كل شيء فلاوزن لهم ولا تأثير ذلك أن الحياة تنتصر بفيضانها الإيجابي علي المتنطعين والمتشنجين!