التحقيق الضجّة ! مع الدكتورة هالة مصطفي، رئيس تحرير مجلة "الديمقراطية"، الصادرة عن مؤسسة الأهرام، في واقعة استقبال السفير الإسرائيلي في مكتبها في المؤسسة،يحكم علينا جميعا ونحن غارقون في سخافات الثرثرة حول التطبيع ! لايمكن أن نقول أنّ علي رأس مجلّة الديمقراطية انسانا مشبوها لايحبّ مصر، أو يخون حقوق الفلسطينيين، ليست وحدها الدكتورة هالة هي التي توردها الإرادة السيئة في التمعّن في موارد التحقيق وربّما الهلاك ! أجد نفسي مثلها أرزح تحت عبء أكداس من الحقائق أستطيع أن أصفها، بدأت بفكرة بسيطة وعد بها بلفور اليهود بوطن قومي ووقع الاختيار علي فلسطين . من يومها والعالم كلّه يمضي عاجزا عن تعرّف النتائج أو تحديدها! نستطيع رغم أنّ هالة مصطفي كسرت الحدود الشكلية ،وحطّمت لياقة استئذان المسئولين في مؤسّستها علي إجراء اللقاء،أن نقبل الحوارمعها . بالنسبةلقانونية المقابلة تعترض هالة كما جاء علي لسانها في جريدة الشروق بأن قرار إحالتها للتحقيق غير قانوني، لخلو القوانين ولوائح المؤسسة مما يمنع من استقبال إسرائيليين. وأضافت أن القرار الصادرفي قلب الحدث بمنع دخول الإسرائيليين مباني المؤسسة لا يطبق بأثر رجعي. علي كلّ حال ليس هذا مايجب أن يسترعينا،ولاأنّ هالة يمكنها أن تحتجّ بأنّ الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام سبق له زيارة اسرائيليين، أو أنّ هناك صحفيين يوافقون علي التطبيع داخل الأهرام وغيرها!تثيرالمسألة سؤالا أهمّ مصر هي صاحبته : هل يوجد حلّ؟لمواصلة التفكير مابين وسائل التصويت والأغلبية والأقلية وحقوق العقل؟ ماذا لو أجمع المصريون كلّهم علي رأي وخالفهم فرد واحد؟ هل يكون حقّهم في إسكات هالة أكبر من حقّها في إقناعنا؟ يجري هذا في بلد قام رئيسه السابق أنور السادات بمفاجأتنا وإدهاش العالم كلّه. طارإلي القدس وهو الفائز في حرب اكتوبر و قام بمنازلة الدولة العبرية في ميدان السلام وهو الخارج لتوّه من عبور القناة وتحطيم خطّ بارليف !من يومها لم يعد ممكنا أن نتخلّص من صدي الرنين الشجاع. وككلّ مثقّف انبثّت في داخل الدكتورة هالة الأسئلة، ووقعت في فخّ الأهداف ومغزي أن تكون رئيسا لتحرير الديموقراطية ، مسئولية الأقوال والأفعال. علت حدّة صوتها تنبّهنا إلي أنّ المتناقضات تأسر أمخاخنا ! لايأخذنا للضياع مثل ممارسة المقاومة والتكشير في وجه التطبيع،كنوع من الدروشة ! نرقص في حضرة حاضر متشبّث عنيد..حروب ولائجون،وجروح نازفة ومجازر وأطفال ونساء وعواجيز وحجارة ودبّابات ولحم بشري وحواجز ومعابر وحصار وجدار عازل ومستوطنات وسلطة فلسطينية وإشاعات، وحكومة من حماس واجتياحات واغتيالات وعمليات انتحارية وصواريخ قسّام وحسن نصر اللّه وحيفا ومابعد حيفا، واقتتال إخوة وفتن وقرارات مجلس أمن ومفاوضات ومبادرات ومصطلحات وأسماء بلدان وأشخاص لم يكن للكثيرين منّا عهد بها.. فوضي تخلق من أغاني شعبان عبد الرحيم" أنا بكره اسرائيل وأحبّ عمرو موسي" أشياء تحرق القلب لنقف وجها لوجه، ولامعادلة قادرة علي أن تفتح كوّة علي المستقبل ،لانحن قادرون علي أن نلقي اليهود في البحر،ولاهم بقادرين علي أن يفنوا الفلسطينيين في الصحراء، سؤال فجائعي مأساوي طلّ من بين خريطة فلسطين مابين الانتداب والانتهاب ومابقي للفلسطينين إلاّ 5٪ من أرضهم ! أتساءل مع هالة هل يمكن أن يظلّ الماضي هورسالتنا نحو المستقبل ؟ واتوق إلي أن أعرف ماذا قالت للسفير الإسرائيلي وماذا كانت ردوده عليها؟