هيثم نوار فنان تشكيلي شاب يؤمن بأن الاستمتاع بالفن هو حق أصيل لكل إنسان حتي لو حرم من نعمة الإبصار، لذلك سعي إلي تحقيق قناعته من خلال دراسته ونشاطه الفني ليحقق المعادلة التي لا يراها صعبة أبدا وهي الفن ليس لفئة خاصة وإنما يخاطب روح الإنسان أيا كان. منذ سنوات عمره الأولي ظهرت موهبته الفنية والتي لم تقتصر علي كونه يجيد الرسم فهو دوما صاحب رؤية فنية متميزة، وبعد حصوله علي بكالوريوس الفنون الجميلة "الجرافيك" عام 2000، سارع باستكمال مشواره البحثي بالحصول علي درجة الماجستير في "فنون الميديا" عام 2007، ليتبعها بالحصول علي الماجستير في الدراسات المتقدمة في السينوغرافيا من زيورخ بسويسرا، ويعمل حاليا للحصول علي درجة الدكتوراه من جامعة فينا بالنمسا. منذ عام 2008 شارك هيثم نوار في العديد من المعارض والبيناليات وورش العمل المحلية والدولية كما حصل علي عدة جوائز وله مقتنيات رسمية في متحف الفن المصري الحديث و-مبني بلدية مدينة سرسال بفرنسا، ويتميز أسلوبه باستخدام تقنيات الرسم، الحفر، والأعمال المركبة (ضوء + صوت) فيديو وفوتوجرافيا. ومن وحي إنسانيات شوارع القاهرة اليومية انطلقت أحدث التجارب الفنية لهيثم نوار وذلك من خلال معرض (تبديل الحواس) والذي نجح فيه في التعبير عن شوارع القاهرة القديمة بأحيائها المختلفة ومنها (الأزهر، الغورية، والحسين) لتشعر وكأنك تسمع تعبيرات المساجد وتحس بدفء الجلوس علي المقاهي المصرية وغيرها من العناصر الصوتية والبصرية. وقد تولدت الفكرة لديه من خلال سلسلة أبحاث فنية يقوم بها الآن من خلال دراسته بسويسرا لماجستيرالدراسات المتقدمة في السينوغرافيا والتي تعرف بعلم ملء الفراغ المسرحي بالملابس والديكور، والتي يري أنها خطوة مهمة تساعده علي تحقيق هدفه في تنشيط المشاعر الإنسانية التي بدأ المجتمع في نسيانها، وهي تجربة تعد الأولي من نوعها بالنسبة للفن التشكيلي.. يوضح نوار أنه عرض تفاصيل هذه التجربة بإنسانيتها اليومية بهوية مصرية خالصة من خلال رؤي مختلفه للجمهور مع تبادل آراء كل منهم وتجربتهم لمساحة المعرض مع محتوي وتسجيلات ومعالجة فنية معاصرة للمكان فتذاب الفوارق النفسية والفسيولوجية بينهم.. كما يري هيثم نوار أن البصيرة هي حاسة إنسانية تشعر بها أرواحنا جميعاً حتي وإن لم تستطع أحياناً أن تراها أعيننا في الحياة الواقعية.