يعد بيع الورود بجميع أنواعها من الزهور البلدي والقرنفل والريحان وغيرها في المقابر أحد أهم أنواع البيزنس الموسمي في الفترة من نهاية شهر رمضان وحتي أيام عيد الأضحي بسبب زيادة أعداد زوار المقابر رغم انتشار هذا البيزنيس طوال العام بشكل بسيط يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع وهي الأيام المعتاد زيارة القبور فيها إلا أن أرباحه تتضاعف في الأعياد والمناسبات. لا تخلو أسرة من سكان المقابر داخل القاهرة من وجود بائع أو اثنين للورود وتعمل أسر بأكملها في تلك المهنة منذ عشرات السنين. أم شيماء، إحدي بائعات الورد في مقابر السيدة نفيسة والتي امتهنت بيع الورود بعد وفاة زوجها كي تتمكن من الانفاق علي أولادها الأربعة حيث أشار عليها بعض معارفها بتلك المهنة والتي ستوفر لها أموالا كثيرة تمكنها من تربية وتعليم أولادها واعانتها علي المعيشة خاصة أنها لاقت إهانات كثيرة في عملها كخادمة في البيوت.. وتشير أم شيماء إلي ميزة في بيع الورود في تلك المنطقة القريبة من مسجد السيدة نفيسة وهي عدم مطاردتها من البلدية مثلما يحدث مع الباعة الجائلين في المناطق الأخري بالقاهرة وذلك بسبب قدسية وحرمة هذا المكان لافتة إلي أنها تجلس أمام مسجد السيدة نفيسة منذ الصباح الباكر من كل يوم في الأوقات العادية لكي يشتري منها من يحضر لزيارة مقام السيدة فيضع الورد علي المقام.. مشيرة إلي أنها لا تحدد ثمنا معينًا للمشتري بل تجيبه عندما يسألها عن السعر الذي يحمله اللي تجيبه فكانت قيمة أغلي وردة باعتها هي 10 جنيهات والمعتاد أن يدفع لها المشتري جنيها واحدًا ويعتبر البعض أن ما يدفعه يعد من قبيل الزكاة أو الصدقة لذلك لا يدقق في المبالغ المدفوعة. الطفلة حسناء 15 عاما تقف أمام أحد المقابر لبيع الورد لأسرة حضرت لقراءة الفاتحة لأحد أقاربها المتوفي منذ أيام قليلة تقول: تعلمت بعض الأدعية للموتي لأرددها أمام الحاضرين لكسب استعطافهم خاصة إنهم يكونون في حالة نفسية صعبة. سمعان عبدالحميد 60 عامًا لديه أسرة مكونة من 6 أفراد غيره يعملون في مهنة بيع الورد لزوار المقابر منذ 40 عاما حيث توارثها سمعان عن والده يقول سمعان: يزداد الاقبال علي الشراء في الفترة قبل عيد الفطر بشكل كبير ويضيف: اشتري الورود بجميع أنواعها من القرنفل والزهور البلدي والريحان وغيرها من منطقة المناشي في القناطر الخيرية لافتًا إلي أنه يشتري الورد بنظام الشروة حيث يصل سعر ال500 وردة التي يشتريها في كل مرة 25 جنيها بينما يبيعها بأسعار مختلفة علي حسب نوع الورد فمثلا حدد سعر وردة القرنفل ب150 قرشا والبلدي ب جنيه والزهر ب50 قرشا للواحدة لمن سماهم بفقراء زوار القبور إلا أنه يواجه عملية الفصال في السعر منهم بخلاف الأثرياء الذين يدفعون له دون حساب.