سيطرت حالة من الضيق والاستفزاز والاستياء الشديد علي الجماهير العربية بعد قيام قناة الجزيرة الرياضية ببث مباراة فريق مكابي حيفا الإسرائيلي أمام بايرن ميونخ الألماني من استاد رامات غان الإسرائيلي في مباريات المجموعة الأولي لدوري أبطال أوروبا . واعتبرت جميع الجماهير العربية أن قيام الجزيرة الرياضية بهذه الخطوة قد كسر أحد مبادئ الإعلام العربي بتهميش كل ما فيه اعترافا بإسرائيل، خاصة الرياضة الإسرائيلية، لأسباب سياسية معروفة... في حين أن الجزيرة الرياضة رأت به مجرد اضطرار حسب تصريح مدير قنواتها ناصر الخليفي ( منقولا عن وسائل اعلام عربية وعبرية): " بأن القناة قامت بنقل مباريات فريق مكابي حيفا وذلك التزاما بالعقد المبرم بين القناة وبين الاتحاد الأوروبي "...ولكن هذا الكلام ليس له أي صلة بالواقع فالمتعارف عليه أنه لا حق لأي أحد في إجبار قناة تليفزيونية علي نقل ما تراه من أحداث رياضية خاصة أن الجزيرة الرياضية وغيرها من القنوات العربية موجهة للشعوب العربية وهي بالطبع ليست متحمسة كثيراً لا للرياضة الإسرائيلية ولا لأي شي مرتبط بإسرائيل. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يجبر قناة الجزيرة علي نقل الدوري الإسرائيلي؟ ثم كيف لإسرائيل أن تشتكي من عدم اذاعة مبارياتها في العالم العربي وهي لا تتجاهل الرياضة العربية، بل تتجاهل حقوق ملايين الشعوب العربية ؟!. يبدو أن الاجابة كمن في رغبة مسئولي قناة الجزيرة في نيل رضا اسرائيل عن طريق الرياضة فقد لاقي بث مباريات مكابي حيفا مديحاً واسعاً من جانب الاعلام الاسرائيلي ، حيث أشاد يوئاف افرونوفيتش، المعلق الرياضي الإسرائيلي، (من القناة 5 الرياضية الإسرائيلية)، بخطوة الجزيرة واصفا إياها بخطوة أكثر من رائعة، حيث قال "إنه بالإمكان بناء جسور بين إسرائيل والعالم العربي عن طريق الرياضة". فيما اعتبرها، أبرز المحللين الرياضيين الاسرائيلين "افيعاد فليهونسيت" ( معاريف)، بمثابة تغيير مهم، قائلا " الجزيرة مجبرة لكن ما تقوم به هو احتراف وصيرورة نحو تقبل الآخر، مضيفا: "رغم انها كقناة عربية متضامنة مع الفلسطينيين الا انها تقول لا مانع من طرح الجانب الاسرائيلي وأن ذلك لا يتعارض مع أجندة العرب" . وذهب أفيعاد بعيدا بخطوة الجزيرة قائلا: "من يريد أن ينفتح علي العالم، عليه أن يري الجانب الآخر ويري الصورة المكتملة لذلك سوف يتابع الأندية الإسرائيلية وهي تلعب بجانب فرق كبري، ومن لا يريد هو يختار التقوقع علي ذاته وعدم الانفتاح " وفي نفس السياق وصلت حرب تعليقات المشجعين العرب الي ذروتها ضد قناة الجزيرة وشخصيات عربية مرموقة عديدة، لدرجة أن بعض المنتديات مثل منتديات "كووورة" الأبرز علي الساحة العربية الرياضية، قامت بمنع النقاش بالموضوع واغلاقه بالاكتفاء بتبرير موقف الجزيرة الرياضية "باضطرارها". وفي الوقت الذي افتقدت فيه قناة الجزيرة الشجاعة و الشفافية في التعامل مع هذا الموقف كان هناك أشخاص أصحاب مواقف شجاعة وأثبتوا أنهم أشجع من مسئولي الجزيرة وملياراتهم العديدة . ومن أبرز أصحاب تلك المواقف هو المصري محمد أبوتريكة نجم النادي الأهلي الداعم لشعب غزة في مباراة المنتخب المصري أمام السودان في كأس أمم أفريقيا الأخيرة التي أقيمت في غانا 2008 حيث ظهر أبوتريكة بمثابة نموذج مشرف بعد الخطوة التي أقدم عليها في هذه المباراة عندما رفع شعار "تعاطفاً مع غزة" تأكيدا علي الرفض الشعبي العربي للتطبيع مع إسرائيل . ولم يكن أبوتريكة اللاعب الوحيد الذي اتخذ موقفًا تجاه هذه القضية حيث رفض حارس الأهلي رمزي صالح المشاركة مع فريقه في المباراة التي أقيمت مع فريق برشلونة والتي كان يشارك فيها أحد اللاعبين الإسرائيليين في الوقت الذي أبدي فيه مسئولو الأهلي احترامًا لموقف اللاعب علي الرغم من أن هذه المباراة فرصة لأي لاعب من أجل الظهور والتألق . كذلك هناك نموذج مصري أخر وهو أحمد نبيل لاعب المنتخب المصري للسلاح الذي رفض المشاركة في مباراة أمام لاعب إسرائيلي بالإضافة إلي اللاعب الألماني من أصول إيرانية أشكان ديجاجا الذي رفض المشاركة في مباراة منتخب بلاده أمام الكيان الصهيوني وقال إن دماءه الإيرانية التي اكتسبها من والده تمنعه من المشاركة في هذه المبارة وهو ما تفهمه مسئولو المنتخب وقالوا إن للاعب أسبابًا تمنعه من المشاركة في هذه المباراة .