أثار في نفسي إعلان قول للغلط لأ تساؤلات عديدة حيرتني بعض الشيء.. فهل أصبحنا نحن المصريين بهذا الحجم من السلبية واللامبالاة. نري العديد من الناس يقذفون بأكياس الزبالة من السيارة ونشكو من قذارة الشوارع.. نرضي أن نسكن في عمارة كبيرة دون أن نسأل صاحب البرج لماذا لم يخصص مكاناً للسيارات أسفل العقار.. الذي تحول إلي محلات.. يرفض الكثير من أصحاب الشقق المشاركة في تصليح مواسير الصرف أو المياه أو حتي الأسانسير بدعوي أنا مالي وتتراكم مشاكل العقار حتي يصل الحال إلي كارثة يستحيل العيش معها.. فينتفض الجميع لإعادة الأمور إلي طبيعتها باجتماعات ثنائية ورباعية علي مستوي الأفراد.. ثم بعد فترة تعود ريمة إلي عادتها القديمة. يخاف أي صاحب عقار أو ساكن أو مالك لمحل أن يشكو المحافظة التي تتكاسل في تقديم الخدمات الأساسية التي يدفع لها المواطن مقابلاً لها يومياً وشهرياً وسنوياً.. يرفض أهالي المنطقة أن يتعاونوا في حل أي مشكلة تقابلهم. ويرفع الجميع أيديهم عن المشكلة في انتظار ملائكة من السماء لإزالة أسباب المشكلة وحلها.. لدرجة أن الكل يخاف أن يوقع علي شكوي جماعية لرصف طريق ندفع أمواله من جيوبنا خوفاً من غضب المسئولين في الأحياء أو الوزارات.. اعتقاداً منهم أننا مازلنا نعيش في عصر الستينيات وزوار الفجر.. الذين يجوبون البيوت والشوارع ليقذفوا بهؤلاء المشاغبين في غياهب الجب بدعوي أن هؤلاء فئة ضالة تهدد السلم والأمن في البلاد لأنهم تجمعوا وطالبوا بحقوقهم الشرعية والدستورية. وعجباً من أن هذه الحكومة الضعيفة وزراءها ومحافظيها الذين يسكنون في أبراجهم العاجية المكيفة.. تاركين الشارع المصري يعيش في فوضي عارمة بدعوي أنهم العقل الوحيد الذي يفكر في مصلحة هذا الوطن البائس.. بحثاً عن فرصة عمل.. وتشغيل الشباب وعجباً أكثر من أمر الصحف القومية والخاصة والحزبية في الاصرار علي عدم نشر شكاوي المواطنين مرات ومرات حتي تتحقق مطالب هذا القارئ المواطن البائس الذي يطالب بحقه في أمر ما.. وعمل شعار بلون موحد في صدر جميع الصحف حتي يفيق المسئولون لمطالب الشارع . وبح صوتي في هذه السطور لفترة طويلة أطالب الحكومة ومحافظيها بتحديد برنامج محدد المدة لإعادة الانضباط للشارع المصري ولنبدأ بحي واحد في كل محافظة ليعلم المواطن أن هذه الحكومة تهتم بهؤلاء الناس.. وتشجعهم علي المطالبة بحقوقهم حتي تعيد الثقة المفقودة بين المواطن والحكومة.. بالإضافة إلي إزالة الخوف والرعب من قلوب المواطنين لطمس السلبية التي سيطرت علي عقولهم وأفئدتهم سنوات طويلة. وليعلم المواطن أن هناك طرقاً قانونية ودستورية للمطالبة بحقوقه المشروعة.. ويعلم المصريون بكل شرائحهم الفقيرة والمتوسطة والغنية أن الحل الوحيد كي ينصلح حالنا ليس في زيادة الموارد أو دفع الضرائب كما يعتقد فلاسفة الحكومة البيزنطيين بل احساس كل مواطن بأن هذا بلده هو.. وليس هناك من يحك جلده إلا أنت.. وليس غيرك.. وأن الأمر خطير للغاية.. لأن هناك أجيالاً شابة صاعدة أصبحت تفكر للأسف بمنطق الآباء والأجداد.. في تسيير أمورها اليومية الحياتية تحت مظلة أنا مالي وحسبي الله ونعم الوكيل.. وغيرها من العبارات التي ترسخ السلبية واللامبالاة.. الأمر الذي يطمس روح الابداع والتنافس الحاد بين شباب مصر والدول المتقدمة التي كافحت شعوبها أفراداً وحكومات ليكونوا رقماً بارزاً كبيراً وواضحاً علي الخريطة الدولية. فلنبدأ.. ولنتواصل.