تحت عنوان نجم وتجربة عقد اتحاد الكتاب لقاء مفتوحا بمحكي القلعة مع الكاتب المسرحي يسري الجندي، روي خلاله تجربته مع الكتابة المسرحية وانتقاله إلي التليفزيون ورأيه في كل منهما، فضلا عن رؤيته لواقع الفن الحالي في مصر. في البداية قال الجندي: لقد بدأت رحلتي مبكرًا عام 56 بفشل عظيم، حينما قدمت أول عمل مسرحي عن جمعية كتاب المسرح، وبالرغم من حصول العمل علي جائزة ملتق الأدباء وقتها إلا أنها كانت كارثة علي مستوي الجماهير، وقد علمتني تلك التجربة أن الكاتب المسرحي بالذات لابد وأن يعرف جمهوره ويعي إلي من يتحدث وأضاف: لقد عرفت في بداياتي كناقد وليس ككاتب مسرحي، عن كتاب ملاحظات نحو التراجيديا المعاصرة، ولم أقدم ككاتب مسرحي إلا عام 96، وعلي استحياء ومنذ ذلك الحين توالت أعمالي المسرحية، ثم جربت التعامل مع السينما ولكنني اكتشفت أن السينما هي فن المخرج لاعتمادها علي الصورة أكثر من النص وقد زاد هذا من تمسكي بدوري ككاتب مسرحي، أما بدايتي مع الكتابة التليفزيونية فكانت السبب فيها المخرجة علوية ذكي التي حركت داخلي فضول التعامل مع التليفزيون، فكتبت عبدالله النديم وحين عرض علي الشاشة شعرت أن الدنيا أكثر رحابة سواء فيما يتعلق بالرقابة أو كم المشاهدة، ومن حينها بدأت الكتابة للتليفزيون. وأكمل: لقد ظلم النقاد الكبار من قامة لويس عوض، ومحمد مندور ورشاد رشدي، جيلي ظلما شديدًا إذا كانوا يتحدثون عن الجميع ثم يتوقفون فجأة عن جيل الستينيات، ولا يتحدثون عنهم، حتي أن أحدًا منهم لم يحضر أيا من المسرحيات التي كنا نقدمها وكأن نكسة 76 قد رسخت في عقولهم أن المسرح قد توقف عند تلك المرحلة فقط، ومع الوقت خفقت حركة النقد نهائيا لنا أو لغيرنا مع انصراف أساتذة النقد أمثال سامي خشبة وفريدة النقاش وفاروق عبدالوهاب، عن ممارسة الكتابة النقدية. وأعرب الجندي عن أسفه للصورة التي وصل إليها واقع السينما والمسرح والتليفزيون والكتابة والغناء في مصر، ووصفها بأن كثيرًا منها خضع لعوامل الواقع فبدا باهتا خافت الصوت. وأضاف: لقد جري تهميش دور المثقف الحقيقي وبرغم أن هناك أصواتًا تقاوم كي لا تتنازل في كل مجالات الفن مثل أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن، إلا أن الحال لا يسر في التليفزيون المصري الذي تحول إلي تجارة يقودها الإعلان تسطح وتطمس أي محاولات جادة للتجديد، وتقلب موازين هذا الفن، فحين دخلت مجال الكتابة للتليفزيون كانت الجودة هي المعيار أما الآن فأصبحت بطلة العمل هي من تختار المؤلف والمخرج والممثلين، ووصل الأمر لأن نري مسلسلاً يبدأ تصوير بأقل من سدس سيناريو لأن البطلة عجبها الدور ورأت أنها سترتدي وتخلع ملابس فيه بالكم الذي يناسبها. وأكمل: لم أشارك هذا العام بأي أعمال لأن المناخ العام جعلني أفقد توهجي، وبعد أن كنت أكتب عملاً علي الأقل في العام أصبحت أكتب عملاً كل عدة أعوا، ويشاركني في هذا الحال الكاتب محفوظ عبدالرحمن الذي لم يكتب بعد أم كلثوم إلا ناصر، وبالرغم من المواهب العديدة التي تظهر كل عام إلا أنها سرعان ما تختفي، فمثلا هذا العام فوجئت بكاتب صعيدي أثار إعجابي للغاية هو كاتب الرحايا الذي سأحزن للغاية لو جلس تحت أقدام فلان وعلان لأجل المصلحة، الأمل في الجيل الجديد الذي يظهر كنبتة جميلة ثم يدخل المفرمة ليتم تشويهه ويفقد بريقه.