في هذه الحلقة من حملة تحقيقات صحف الفتنة كنت قد خططت لتناول صحف دينية إسلامية تحوي مضامين متطرفة، غير أن التفاعل مع الحملة عبر مواقع مسيحية وما نشرته صحيفة الطريق والحق في عددها الأخير الصادر بداية الأسبوع الجاري عدد "سبمتبر 2009" إضافة لما كشفت عنه الحملة من جديد دفع لمواصلة الحلقة الرابعة. صحيفة الطريق والحق حملت "مانشيت" سماويا بعنوان "رداً علي حملة الهجوم علي الصحافة المسيحية .. الصحف القبطية .. تاريخ في الوطنية وكفاح في التصدي للأفكار السلفية.. قبل أن تتهموا الصحف المسيحية بالتطرف وإثارة الفتنة قولوا للمتعصبين ولمثيري الفتنة كفوا عما تفعلون فبئس ما تقولون وما تعملون!!" وفي الصفحة السادسة كتب الأستاذ القس رفعت فكري مقالاً علي نصف صفحة تناول خلاله الحملة مختلفًا معنا في نقاط ومتفق في أخري حيث عنون مقاله ب "الصحف المسيحية ... مالها وما عليها" وتمني من الصحف المسيحية أن تتحلي بمزيد من الموضوعية مضيفًا: "فالبفعل هناك أحداث طائفية واعتداءات علي المغايرين لكن الصورة ليست قائمة بالكامل" .. مستطردًا: "أتمني أن توسع الصحف المسيحية من رؤيتها فلا تناقش القضايا الخاصة بالمسيحية علي أرضية طائفية، بل علي أرضية وطنية وبذكاء اجتماعي يمكنها أن تجذب الكثيرين من المصريين والمطالبين بالعدالة ليتضامنوا مع الأقليات في قضاياهم ومشاكلهم". القس رفعت فكري السكرتير الثاني للسنودس الإنجيلي أفرد في مقاله لتوضيح الفرق بين "الكنسية الأنجيلية" و"الطائفة الإنجيلية" نافيا عن الأولي المسئولية عن جريدة الطريق والحق مشيدًا بهامش الحرية في مصر، معتبرًا أن الصحف التي تصدر بدون ترخيص تصدر في نطاق ضيق رافضًا عبارة صحف الفتنة أو الصحف المتطرفة كونها عبارات غير دقيقة تفتقر للمنهجية العلمية في التفكير". القس فكري قال: "بعض الصحفيين المتعصبين الذين بدلاً من أن يبحثوا عن الأسباب الحقيقية للفتنة وللتعصب ونبذ الآخر والإساءة لمعتقداته والاعتداء عليه وهدم وحرق أماكن عبادته يتهمون الصحف التي ترصد وتنشر الأحداث بإثارة الفتنة". ورغم محاولات القس فكري نفي التطرف عن جريدته فإنه وقع فيما يعكس تطرفها والتطرف هو البعد عن الوسطية والاعتدال بالتضخيم أو التعتيم وهنا الصحف التي تناولتها الحملة ومنها "الطريق والحق" تتطرف في مضامينها فهو يري أن من ينتقد تضخيمها للأحداث الموصوفة إعلاميًا بالطائفية صحفي متعصب مطالبًا بالبحث عن الأسباب الحقيقة ل "الفتنة والتعصب وهدم وحرق أماكن العبادة" وهذا في حد ذاته ترويج لأن هذه الأحداث الطائفية وكأنها ظاهرة وتجاهل لكونها جنائية فردية. أولاً: جريدة الطريق والحق صدرت في عددها الأخيرة: بعد حذف عبارة "مستشار التحرير لويس جريس" وهذا دليل صدق ما تناولته الحلقة الثانية من الحملة حول استغلال أسماء كتاب ومقالات منقولة لرجال دين لإضفاء الشرعية علي مطبوعات غير شرعية وجاء ذلك بعد تهديد الكاتب الصحفي لويس جريس برفع دعوي قضائية . ثانياً: نحن ندعم حرية الصحافة بكل ما نملك من قوة ونطالب بحرية الإصدار لكن الاعتراض علي نصوص بعض القوانين ليس مبرراً للخروج عليها والصدور بدون شرعية وإلا لانتهك كل فرد ما لا يرضي عنه من قانون. ثالثاً: الصحيفة لم تتطرق في ردها علي روزاليوسف إلي حقيقة أنها بلا ترخيص ويرأس تحريرها د. ناجي يوسف من امريكا ومضامينها المتطرفة والتي لم يخل منها العدد الأخير الذي ينفي عن نفسه التطرف. ففي صدر الصفحة الثانية من ذات العدد موضوع بعنوان "إنشاء أول مؤسسة تنصير علنية في مصر" ويتحدث الخبر عمن يدعي "المتنصر محمد رحومة" الذي يعلن إنشاء مؤسسة "حررني يسوع" التنصيرية علي أن تتولي رئاسة فرع مصر الناشطة الحقوقية المنتصرة أخيراً نجلاء الإمام وللمؤسسة فروع أخري دولية بحسب الخبر. ما الهدف من مثل هذه الأخبار التي يقابلها تطرف آخر حول مؤسسات للأسلمة ليشتعل الوطن هل هذا ما يريده القس فكري؟! والأهم من ذلك هو محاولة هروب الصحيفة من المسئولية بأن نسبت الخبر إلي بيان منشور علي موقع الأقباط الأحرار لكن الحقيقة التي نكشفها للقارئ أن الأقباط الأحرار والأقباط متحدون تابعون لصحيفتي الكتيبة الطبية والطريقة والحق وكل موقع يروج لصحيفة ويكشف ذلك ترويج موقع الأقباط الأحرار لرد الكتيبة الفنية علي حملة روزاليوسف والمتحدون الذي يروج لرد الطريق والحق لكن الرد جاءت خاوية من الإجابات علي الأسئلة التي والمعلومات التي تناولتها الحملة واكتفت بتصوير تلك الصحيفة بتصوير نفسها علي أنها ضحية ومستهدفة بالنقد فقط لأنها مسيحية بل وصورت الحملة علي أنها ضد الصحف المسيحية وهذا يعكس أسلوب معالجتها لجميع قضايا الإثارة والفتنة الطائفية. خامساً مانشيت الصحيفة جاء متطرفاً في حلقة جديدة من ادعاء أن الحملة تستهدف الصحف المسيحية وهذه 5 أكاذيب عارية من الحقيقة بل الحملة تستهدف الصحف المتطرفة ديناً أو غير ذلك إسلامية أو مسيحية بدليل الإشادة بالكرازة وما يقرب من 20 صحيفة مسيحية حاصلة علي تراخيص وتحمل مضامنين معتدلة: هل يمول أقباط المهجر الطريق والحق وكيف يقوم رجال الدين بانتحال صفة صحفيين وما هي أجندتها؟ د. ناجي يوسف رئيس تحرير الصحيفة الذي زعم في مقاله لا للإرهاب أن ارهاب خفياً يمارس ضد المسيحيين في مصر وأنهم يسافرون لما يزيد علي 5 كيلو مترات للصلاة في أقرب كنيسة وأن المتنصرين في مصر يعانون الويل والثبور ونالوا كل ألوان العذاب فيما جاء مقال ثروت صموائيل مدير التحرير في الصفحة الأخيرة محرضاً المصري المسيحي قائلاً: "هل وصلت المهانة بالمسيحية إلي هذه الدرجة حتي أن دور عبادتهم تساوي بأندية القمار ومكان تربية الخنازير والكلاب والقطط؟ نرفض التعتيم ونرحب بطرح جميع القضايا للمناقشة مهما كانت حساسيتها لكن بموضوعية لأن هناك من خفافيش الظلام من يستفيد بالتعتيم ومنها صحف الفتينة التي استفادت من عدم اقتراب الإعلام من الكنائس ونشطت لاثارة الفتنة والتربح من دماء الوطن.. ومهما كان ضيق نطاق توزيع الصحف غير الشرعية فإن خطرها كبير كونها تخلق بؤراً متطرفة في نطاق توزيعها تشكل عقولاً تشعل بالاضطهاد والانعزالية داخل وطنها بالمجافاة للواقع والحقيقة. صحف بلا ترخيص وقساوسة ورهبان منتحلون صفات صحفيين تطرف آخر تخطي حدود التعبير عن الرأي بأن قامت بعض دور العبادة بإصدار صحف بدون ترخيص والأخطر أن رجال دين يرأسون تحريرها وبذلك ينتحلون صفة صحفي بالمخالفة للقانون الذي يشترط في رئيس تحرير أي مطبوعة بأن يكون عضواً مشتغلاً بنقابة الصحفيين ومثال علي ذلك صحيفة "بين الحقيقة والرهبان" الصادرة عن "مطرانية دمياط وكفر الشيخ ودير القديسة دميانة بالبراري" برئاسة تحرير نيافة الانبا بيشوي بحسب الترويسة، ورغم اعتدال مضمونها ألا أن خطورتها تزداد عندما يقوم عليها رجال دين متطرفون فعندها لا تكون مجالاً للحوار بين كتاب بل تعطي أوامر دينية وفقاً لمبدأ السمع والطاعة المتمتع به رجال الدين استناداً لسلفيتهم الدينية كما أنها تفتح المجال لاثارة الفوضي عندما يخرج كل مسجد بإصدار بدون ترخيص يرأس تحريره رجل دين لا علاقة له بالصحافة. الكتيبة الطبية صدر عددها المائة بشكل منتظم رغم أنها تزعم عدم دوريتها وبذلك فهي اصدار بلا قانون عمدت في ذلك العدد لاشعال حالة الاحتقان فجاء بعناوينها "تعرض قرية بالفشن لاطلاق أعيرة نارية علي منازل مسيحية" وأعلنت تضامنها مع إضراب "11 سبتمبر الذي يدعو له ما يسمي أقباط من أجل مصر وأكدت علي أن هدفها إعادة بناء الهوية المصرية القبطية". وأقرت ثلاث صفحات لما اسمته بإحصاءات الحوادث الطائفية ضد المسيحية لتشعر القارئ المسيحي وكأنه ملاحق بالحرق والقتل. الصحف الدينية تصدر بلا ترخيص ويرأس تحريرها رجال دين لا علاقة لهم بالصحافة وتجمع أخبار الفتنة وتزيف الحقائق وتغالي في العرض لادعاء الجهاد والدفاع عن الدين والمطابع تطبعها بالمخالفة للقانون.. وفي حال افلاس أخبارها التحريضية تعود لمخزونها القديم فموقع الأقباط الأحرار التابع للكتيبة الطبية أعاد نشر خبر بداية اغسطس الماضي سبق وأن نشرته الكتيبة في يونيو 2007 وهو عبارة عن بيان يزعم فيه الطبيب ستي شنودة تعرضه لتهديدات بالقتل؟! فما المبرر لإعادة نشر الافتعالات التحريضية؟!! ورفضاً للتحريض لا يعني الموافقة علي الاعتداء علي حقوق أي مواطن مصري مهما كان لونه أو دينه أو معتقده.