اللحمة 3 أشكال وطيور بجنيه وريال ويوماتي رز ومكرونة وكنافة باللوز وعلب تونة غير السلطات والمحشيات والمشويات والحلويات.. من الطبيعي أن تحتوي مائدة الإفطار في الخمسينيات والستينيات علي هذه القائمة فلم يكن سعر كيلو اللحم يتجاوز 60 قرشًا ومتوسط دخل الفرد 30 جنيها وعلي الرغم من ارتفاع سعر كيلو اللحم ل45 جنيها ويزيد وانتشار أنفلونزا الطيور والخنازير ومن قبلهما الحمي القلاعية أو جنون البقر، إلا أن هذا لم يمنع ربات البيوت من طهي اللحوم والطيور علي اختلاف أنواعها وإقامة موائد إفطار أكبر من موائد الرحمن.. والآن وقد انتصف الشهر الكريم طرقت روزاليوسف أبواب البيت المصري لسؤال ربة البيت.. باقي كام من مصروف البيت والميزانية خرمت ولا لسه؟ تجيب سعاد محمد -57 سنة- فتقول: إنه لم تعد هناك ميزانية للشهر فما تبقي منها لا يستحق أن يذكر بعد أن دعت أبناءها وأحفادها للإفطار ثاني يوم رمضان فهم خمس أسر وكان عليها أن تظهر أمامهم وأمام أزواجهم وزوجاتهن بمظهر مشرف وبعد أن رحل كل منهم إلي منزله بعد الإفطار كان عليها أن تواجه الحقيقة المرة فهي سيدة مطلقة مصدر دخلها الوحيد معاش أبيها 600 جنيه وقد أنفقت ثلاثة أرباع المعاش في عزومة رمضان وكانت النتيجة أنها ستقضي باقي الشهر بربع المعاش فقط.. ولكن حتما عزومات الأقارب ستفي بالغرض حتي نهاية شهر رمضان. وتؤكد هبة عبداللطيف -28 سنة- أن ميزانية الشهر لا تمثل لها أدني مشكلة فهي ليست المسئولة عنها وإنما زوجها محمد فهو يجيد توجيه مصروفات الميزانية في غير وجهتها الصحيحة، حيث إنه شخصية مبذرة جدًا معظم نقوده ينفقها علي الطعام الذي يقوم هو أيضًا بطهيه، بينما أقف إلي جواره في المطبخ بوصفي مساعد طباخ أرقب ما يصنعه من أصناف غريبة علي مائدة الإفطار مثل المبكبكة وهي أكلة ليبية والكبسة السعودي والمقلوبة ويرجع ذلك لأنه قضي سنوات ما قبل الزواج يعمل في ليبيا ويطبق ما تعلمه في أيام العزوبية علي أنا وابنتي ويصيبنا مع كل وجبة بتلبك معوي. وتشاطرها الرأي منال حسنين -31 سنة- فتقول: أنا أيضًا زوجي شخص مبذر فقد نتفق علي وضع ميزانية محددة للشهر وميزانية خاصة لدعوات الأهل علي الإفطار خلال الشهر وأبدأ في إعداد الوليمة وما إن يقترب موعد الإفطار حتي أجده غير قائمة الطعام المتفق عليها تماما ونزل إلي السوق بنفسه وجاء لي بلحوم وطيور أو أسماك أي شيء لا يتناسب مع ما تم إعداده لليوم مما يعني أن باقي أيام الشهر هاتمر بالبركة. أما عفاف زين 33 سنة فهي تسير تبعاً لنظرية اقتصادية حكيمة من ابتكارها وتقول تزوجت منذ 13 عاماً من موظف راتبه محدود بالتالي كان علي أن اقسم راتب زوجي تبعاً لأيام الشهر بحيث يكون 3/1 المصروفات علي كل 10 أيام أما بالنسبة لعزومات رمضان فهي خارج الميزانية واستعد لها قبل مجيء الشهر بعام كامل فمع بداية العام أدخل مع الجيران والأقارب جمعية سنوية تكفل لي نفقات رمضان والمدارس وملابس العيد واحصل علي المبلغ المطلوب كاملاً قبل حلول الشهر بينما اسدده طوال العام. وهناك ميزانيات تدار بمعرفة الرجال فيقول محمد سعيد 34 سنة موظف عن أكثر ما يؤرقه ويفسد ميزانيته الشهرية .. المفاجآت وحدها هي ما يمكن أن يفسد علي أي مخلوق حياته أما عن حياتي أنا فهي تسير بنظام دقيق فكل يوم من أيام الشهر يحمل اسمه وتاريخه ونفقاته فإذا ما حل أمر طارئ اختل الميزان والميزانية فإذا ما حان موعد الإفطار قد يفاجئك ضيف يصحب أسرته هدفه نبيل هو ألا يكلفك فوق امكانياتك فيأكل مما تم إعداده مسبقًا ولأن المائدة لا تكفي سوانا اضطر لشراء الوجبات السريعة التي تدمر ميزانية الشهر فهي تتكلف أكثر من الطعام الذي نعده بالمنزل.