جوافة حلوان كانت حتي أعوام قليلة يضرب بها المثل.. طعمها لا يقاوم.. رائحتها تشتمها عن بعد.. لدرجة أن بعض الباعة كان ينسب بضاعته إليها رغم قطافها من مكان آخر قد يبعد عن حلوان مئات الكيلو مترات.. أين هي الآن جوافة حلوان؟! .. الموجود في الأسواق سواء من حلوان أو من غيرها لا يمت لها بأي صلة.. فشكل وحجم الجوافة تغير.. و طعمها ليس بطعم جوافة حلوان.. ورائحتها تكاد تشتمها إذا وضعت حبة جوافة بالقرب من أنفك؟! وما ينطبق علي الجوافة ينطبق علي الخوخ والمشمش والبرقوق وغيرها.. ما الذي حدث لمحاصيلنا الزراعية؟! هل هي الهندسة الوراثية.. أم الأسمدة الكيماوية.. أم مياه المجاري التي تستغل في ري بعض المحاصيل؟! نعم.. هناك وفرة من المحاصيل الزراعية إلي حد ما.. ولم نشهد ارتفاعا جنونيا في بعض المحاصيل مثلما كان يحدث من قبل.. بل هناك محاصيل موجودة في الأسواق علي مدار العام.. كل هذا شيء جميل.. فقط في حال وصول هذه المحاصيل إلي المواطنين آمنة وخالية مما يهدد حياتهم، لأن تهديد حياة الشعب- أي شعب- خط أحمر يستهدف في المقام الأول الأمن القومي. لقد فوجئت أن الحكومة بصدد إصدار تشريع لتجريم الري بمياه المجاري مستقبلاً.. فهل يعني هذا أن الري بتلك الوسيلة كان عملا مشروعا يتم تحت سمع وبصر المسئولين بوزارتي الزراعة والموارد المائية بعيدًا عن رواية الأشجار الخشبية؟! المسألة جد خطيرة وتحتاج تدخل العديد من الجهات بما فيها وزارتا الدفاع والداخلية.. تماما مثل أزمة رغيف الخبز المدعم.. فهل العبث بصحة المصريين وتعريض حياتهم للخطر.. جريمة لا تستحق العقاب؟! كلام في الهوا: شركات خطوط المحمول قادرة علي جذب عملائها في أي وقت ليلا كان أم نهارًا.. فعروض رمضان الماضي كانت تتعلق بتخفيضات في سعر المكالمة خلال فترة الليل بينما عروض هذا العام تتعلق بتخفيضات في ساعات النهار.. فعلا إنها شركات تبيع الهوا!!.. تبقي الإشارة إلي أن مضمون إعلانات هذا العام أفضل وأرقي كثيرا من مضمون العام الماضي! تحية واجبة إلي المهندس أسامة الشيخ رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة الذي أعاد للتليفزيون المصري كرامته ونجح في فك أسر المشاهدين المصريين من القنوات الخليجية التي كانوا يزحفون وراءها كل رمضان.