العالم " طفل يلعب " - جملة اقتبسها الكاتب من " هيراقليطس " ، فالعالم برئ وساذج ، فهو يتخبط ويتردد ويضرب ويدمر. ينسي تاريخه لكن في كل أفعاله إبداع وتعلم. فسنوات العنف لم تمنع النمو الاقتصادي، وبعد عودة الهدوء النسبي انهار الاقتصاد. " ألكسندر أدلر " يحلل - كلاعب شطرنج محنك ومؤرخ سياسي - الشروخ الكبيرة في عصرنا الحالي. بعد مرور ثمانية اعوام علي احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ومنذ ذلك الحين اصبح العالم يعيش في عنف واضرابات ، علي سبيل المثال الهجمات المتزامنة والفتاكة في لندن وفي مدريد وفي المغرب ، والاحداث المتتالية في المملكة العربية السعودية وغزو العراق والحروب الدامية في افغانستان وقذف وفوضي في باكستان . وبذلك اصبحت الحرب عالمية وليس لها نهاية ولكن غير ما كنا نتصور ، فنحن نعيش اعواماً من السواد والظلام مع زيادة حالة النفور من المسلمين في جميع دول العالم . وعلي الرغم من التدمير تعود الحالة من الهدوء النسبي في شتي المجالات . ولكن الازمة التي نحن بصددها الآن ستلعب دورها في تغيير المستقبل في العالم فحتي الآن لم ينتصر بن لادن ولكن اصبحت الاسلحة النووية والبكتريولوجية والكيميائية تتوافر في المناطق الاكثر خطرا في العالم. إنه عمل " أدبي دسم " وذلك بسبب الموضوع المعقد الذي يتناوله الكاتب ففي سبعة فصول يعرض لنا الكاتب بانوراما في العالم الذي لعب الاسلام - في بداية هذا القرن - دور جغرافي سياسياً فعالاً. رسم لنا المؤلف التطور الذي حدث في هذا الجزء من العالم بعد ان شهد تغييرات جوهرية مهمة من القومية العربية الي التأسلم والصراع بين السنة والشيعة فقد استطاع " ادلر " ان يكشف لنا من الداخل هذه التغييرات المهمة مع اظهار نقاط ضعفها وقوتها. كما تم تفنيد السياسات الغربية وكذلك تم تسليط الضوء علي السياسة الامريكية التي انتقدها الكاتب في ظل الازمة العالمية والتي تخيم علي العالم في الوقت الراهن كما تطرق في كتابه الي القضية العربية الاسرائيلية. إن العمل ملئ بالاكتشافات ولكن بمقاييس جديدة معتمدة علي المعرفة بالتوجهات والقوانين في العالم الاسلامي والولايات المتحدة ومن هنا كانت قوة الكاتب.