تخاريف صيام

رأيت فيما يري الصائم أن الزميل محمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين، قرر التخلي عن ميكروفونه المحمول الذي يرافقه كظله في كل مكان، حتي سرت تكهنات تفيد بأن الميكروفون أصبح عضوا في نقابة الصحفيين تماما مثل الشيخ محمد، ويقال إن بعض الزملاء يمنحون أصواتهم في الانتخابات للميكروفون، والبعض يمنحها لمحمد عبد القدوس، لكن المشكلة اننا لن نستطيع معرفة عدد الأصوات التي حصل عليها الميكروفون.. أو التي حصل عليها عبد القدوس.
رأيت فيما يري الصائم عبد القدوس بدون ميكروفون، وهو جالس في مكتب أمام جهاز كمبيوتر يمارس العمل الصحفي بينما الميكروفون غير موجود علي الإطلاق، ولا حتي علي سلالم نقابة الصحفيين.. اللهم اجعله خير .
رأيت فيما يري الصائم وزراء مصر المحروسة في فصل دراسي واحد يجلسون فيه جميعا ويتعلمون لغة الإشارة، ولما سألت عن السبب قيل إن هناك قراراً مجهول المصدر بمنعهم من حالة الإسهال الكلامي والتصريحاتي، خاصة في شهر رمضان الكريم.. فقرر السادة الوزراء الذين لا يطيقون الصمت تعلم لغة الإشارة للتحايل علي القرار ومواصلة الكلام.
ورأيت فيما يري الصائم مظاهرة حاشدة أمام مجلس الوزراء يشارك فيها الإخوة الذين حرموا من السمع والكلام، ويرفعون لافتات تطالب بمنع الوزراء من تعلم لغة الإشارة، لأنه علي حد قولهم، فإن عدم سماع التصريحات الوزارية هو الحسنة الوحيدة لعدم السمع.. ومن غير المعقول أو المقبول أن تحرموهم من هذه النعمة.
رأيت فيما يري الصائم انتخابات مجلس الشعب القادمة تجري وسط منافسة حامية الوطيس وإقبال جماهيري غير مسبوق وصل إلي 70٪ من المصوتين دون تزوير أو تدليس أو شراء أصوات، ولم يستطع أي حزب سياسي الحصول علي الأغلبية منفردا فظهرت تحالفات سياسية جديدة علي السطح.
عند هذا الحد أدركت انها مجرد تخاريف صيام، لأننا في الأساس ليس لدينا احزاب حتي يذهب الناس لانتخابها.. وأدركت أن هذه الرؤي ليست أكثر من تخاريف بسبب نقص الكافيين والنيكوتين.. وهو أمر يمكن التغلب عليه بفنجال القهوة وسيجارة المساء والسهرة.. رمضان كريم!