وتتواصل الجهود المكثفة لمحاربة زواج القاصرات بالعرب حيث أعلنت وزارة الأسرة والسكان عن انتهائها من إعداد أول دراسة عن زواج الفتيات القاصرات من غير المصريين في محافظة أكتوبر، وذلك في ضوء ظاهرة الإتجار بالبشر، موضحة أن الدراسة التي شملت عينتها العشوائية 2000 فتاة كشفت أن نسبة الفتيات القاصرات اللائي تزوجن من غير المصريين وصلت إلي 74.3 ٪. وقالت السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان، مؤخراً: إن انتشار هذه الظاهرة في مناطق إجراء الدراسة، التي تضمنت مراكز الحوامدية والبدرشين وأبوالنمرس، تقدر بنسبة 66.6 ٪، مؤكدة أن أسباب زواج الفتيات الصغيرات من غير المصريين ترجع إلي زيادة المهور التي يدفعها راغبو الزواج غير المصريين، وكثرة الهدايا وفقر الأسر، إضافة إلي ارتفاع تكاليف تجهيز البنات عند زواجهن من المصريين، وكثرة عدد البنات في الأسرة، وهروبهن من الأعمال الشاقة وظروف المعيشة الصعبة. إن دراسة زواج الأطفال من غير المصريين، تهدف إلي التعرف علي حجم هذه الظاهرة، وأسباب انتشارها في مجتمع الدراسة، والوقوف علي الآثار المترتبة علي الزواج من غير المصريين، تمهيداً لإعداد استراتيجية لمواجهتها. وإن هذه الزيجات تنظر للطفلة كسلعة تباع وتشتري، كوسيلة لحل المشكلات الاقتصادية للأسرة، أو تسوية ديون أو الحصول علي مكافأة، وهو ما يعرف بالزواج المؤقت أو الصيفي. وهذه الزيجات تعد أسوأ أشكال الاتجار بالأطفال، المُجرّم قانوناً بموجب المادة 291 من قانون العقوبات، وسببا في تدني الخصائص السكانية وزيادة عدد المواليد وارتفاع معدلات وفيات الأمهات والأطفال. والأسوأ أننا نجد بعد ذلك العديد من الأسر المصرية تقف لسنوات عند بوابات المحاكم، أملا في إثبات نسب أحفادهم، بعدما هرب الزوج، الخليجي الثري، الذي تزوج من ابنتهم لعدة شهور، وتظل العائلة تندم علي ما فعلته، وتظل الابنة تجري وراء أبسط حقوق ابنها، ويظل الطفل ضائعاً بلا هوية. والاعتقاد الأول، الذي يتبادر إلي الذهن عند الحديث عن تعدد حالات الزواج بين المصريات والأثرياء العرب، إن ما يحدث ليس زواجاً بالمعني المعروف، بل صفقة يتم الاتفاق عليها، فأهل الفتاة تخلوا عن تقاليدهم المصرية المعروفة بالسؤال عن زوج الابنة، كما أنهم تخلوا عن أبسط حقوقها في معرفة هوية الشخص الذي يعطونه ابنتهم، تحت غطاء مقبول اجتماعياً باسم "الزواج"، وعلي الجانب الآخر، نجد أن الزوج، يدرك منذ اللحظات الأولي أنه سيدخل في لعبة اسمها الزواج، حتي تتحقق أهدافه، وبما أن كل فرد في هذه اللعبة يعرف دوره جيداً، فمع نهاية اللعبة، تنتهي الأدوار جميعاً، الإ دوراً واحداً فقط، وهو دور المولود الذي يأتي إلي هذه الدنيا، لتبدأ مأساة جديدة علينا جميعاً التصدي لها قبل وقوعها.