حماس في مواجهة الجماعات الدينية.. المشهد مضحك مبك في آن.. إسلاميون في مواجهة إسلاميين!.. النموذج الفلسطيني الغزاوي ينبئ عن فرادة.. جماعة دينية تتحول إلي حكومة.. جماعات دينية أخري تعارضها إسلاميون يكفرون ويقتلون بعضهم البعض ليقدموا لنا صورة شديدة البؤس لتحرير فلسطين وبناء الدولة الحلم.. بينما هم غارقون في ثقافة مضادة للدولة بمعناها وأدواتها ومؤسساتها.. المفارقات عديدة تدعو للسخرية ومفرداتها إمارة جند، سيف، خيول، أنصار، استحلال.. تؤكد أنهم خارج الزمن. ثقافة الميليشيات والجماعات لا تبني دولة.. جماعة حماس وجماعة جند أنصار الله وجماعة سيوف الحق وجماعة جيش الإسلام وغيرهم لا تبني وطنًا يتعايش فيه الناس بغض النظر عن دينهم أو طوائفهم بل هي ثقافة النكوص لعصر ما قبل الدولة القومية والجامعة الوطنية ثقافة عالم الفسطاطين المؤسسة لحتمية الصدام لا التعايش الإسلاميون أصبحوا علة لا تطاق.. كارثة علي الدين وعلي شعوبهم وقضاياهم المصيرية أيضًا الواقع لا يعجبهم.. ونحن أيضًا.. لكن بدائلهم المنتظرة والموعودة فتن.. تكفير وذبح وتيه في الصحراء! وفلسطين من ياسر عرفات إلي إسماعيل هنية إلي أبوالنور المقدسي وبينما كانت حماس تتهم الآخرين بالتفاوض والعمالة وقلة الدين وتتوسل بالمسجد والانفاق إذا بها تتهم بأنها علمانية تفاوضية كافرة تسعي للحوار مع الغرب الكافر وتخشي أمريكا بدلا من خشيتها لله.. لتفاجأ بأنها في مواجهة ومجابهة مع من يتوسلون بالمسجد أيضًا والنفق أيضًا ويزايدون علي طائفيتها ويكفرونها ويحاولون خطف غزة المخطوفة وإعلانها إمارة إسلامية بقيادة أمير المؤمنين أبوالنور طبعًا! حماس تقتل وتبيد بعد أن كانت ضحية لكنها تقتل فلسطينيين وعربًا(!!) للمرة الثانية تلجأ إلي الحسم العسكري الأولي كانت في سبتمبر 2008 مع جماعة جيش الإسلام« والثانية الآن مع جماعة جند أنصار الله ولا ندري متي الثالثة. جماعة جند أنصار الله تتوعد بالثأر من حماس الكافرة مستحلة دماء المسلمين.. وجماعة سيوف الحق عازمة علي الثأر من حماس الكافرة أيضًا.. ودعت في بيانها عبر الإنترنت الفلسطينيين الابتعاد عن المساجد التي يصلي فيها إسماعيل هنية وجماعته.. زعيم جماعة جيش الإسلام الشيخ ممتاز دغميش استنكر تصرفات حماس الدموية التي تشبه تصرفات إسرائيل في التعامل مع شباب الأمة الإسلامية مستغرب استرخاص حماس للدم المسلم الموحد بالله.. وضربها لكل النصوص الشرعية التي عصمت دم المسلم، بينما رأت جماعات دينية أخري أن حماس بقتلها 27 مسلما أخيرًا تعتبر خارجة عن الدين.. حزب التحرير الإسلامي أكد أن القتل ليس طريقًا لإقامة إمارة إسلامية.. جماعة أنصار السنة في بيت المقدس تطالب جميع الجماعات الدينية بالتصدي لوزارة الداخلية الحمساوية ولمحاولات اعتقال الشباب المسلم بالقوة وتصف المعركة بين حماس وجند أنصار الله (بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها كتائب القسام ضد إخواننا المسلمين) الجماعات ردت علي البيان ببيان أكدت فيه أنها أمرت أعضاءها بالتصدي لمحاولات الاعتقال بعنوان (ترقبوا ردنا).. حماس ترد علي التكفير بتكفير وتقول هذه جماعات تكفيرية وتابعة لتنظيم القاعدة والجماعات تستنكر وأخبار عن عزم حماس فصل الموظفين المنتمين للجماعات الجهادية؟ المشهد مبك وفج وخارج العصر وليس له علاقة بالحداثة أو بالمقاومة أو بالمفاوضة والعالم يشاهد في ذهول ويبقي السؤال ماذا بعد استحواذ حماس علي غزة؟ ماذا هي فاعلة بها؟ وماذا عن المستقبل هناك؟ ناهيك عن مستقبل الوطن والقضية.