لاتزال الدولة المصرية، تمشى بخطى ثابتة لإحداث نهضة تنموية فى سيناء، ضمن الخطة الشاملة التى أطلقتها لتنمية أرض الفيروز فى جميع المجالات وإطلاق مشروعات عملاقة من خلال مسارات عدة ومتوازية تحقق الربط الجغرافى والتنموى بين سيناء والوادى والدلتا، والتنمية والاستثمار فى المشاريع والاستكشافات فى مجال البترول وذلك لتحسين مستوى المعيشة واستثمار العنصر البشرى، وذلك بعدما تمكنت الدولة المصرية من إرساء وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار بها عقب سنوات من التضحيات والتحديات فى سبيل استئصال جذور الإرهاب. أقدم الحقول تعد حقول سدر وعسل ومطارمة من أقدم الحقول فى سيناء، حيث كانت تحت سيطرة إسرائيل لعدة سنوات، وقد استردتها مصر عام 1975 وعادت للسيادة المصرية كثمرة من ثمار نصر أكتوبر المجيد الذى حققته قواتنا المسلحة عام 1973، ومنذ أشهر احتفلت مصر بعيد البترول ال 49 والذى يتزامن فى السابع عشر من نوفمبر، باعتباره تاريخًا مهمًا وذكرى خاصة لصناعة البترول المصرية. وتأتى خطة استرداد حقول بترول سيناء، تنفيذًا لاتفاق فصل القوات الثانى بسيناء فى سبتمبر 1975، حيث استردت الشركة العامة للبترول والشركة الشرقية للبترول "بتروبل حاليًا" حقول البترول المصرية فى سيناء، والتى تم احتلالها عام 1967، وظلت خارج السيادة المصرية لمدة ثمانى سنوات، وهى: "حقول البترول شمال خليج السويس وتضم حقول سدر – عسل – مطارمة "تابعة للشركة العامة للبترول"، أما حقول البترول جنوب خليج السويس وهى المعروفة باسم حقول أبورديس وضمت حقول فيران، وبلاعيم برى، وأكما، وبلاعيم بحرى وروديس / سدرى "تابعة لشركة بتروبل". عودة الحقول للسيادة المصرية فى يوم 25 نوفمبر 1979، كانت مصر على موعد مع عودة حقول بترول سيناء بأكملها إلى السيادة المصرية، بعد تسلم الدكتور حمدى البنبى، رئيس شركة جابكو، فى ذاك التوقيت لحقل شعاب على بخليج السويس "اكتشفته شركة نيتون الأمريكية لحساب شركة النفط الإسرائيلية فى نوفمبر 1977 وأطلقت عليه أسم حقل علما"، وذلك بصفته رئيس مجموعة العمل المصرية المكلفة بذلك، وقيامه برفع العلم المصرى فوق المنصة البحرية للحقل إعلانًا لعودة السيادة المصرية على كامل حقول سيناء. وقد أكد الخبراء، فى ذلك الوقت أن إسرائيل أهدرت الثروة البترولية التى كان تحت سيطرتها أثناء الاحتلال حيث إنها كانت تستخرج البترول بطريقة عشوائية من أكثر من طبقة، بهدف الحصول على أكبر قدر من الإنتاج فى أقل مدة ممكنة، وأدى ذلك لاستنزاف حجم كبير من طاقة الخزان الجوفى للحقول، كما أن المعدات والأجهزة على منصات الإنتاج عقيمة وبدائية، علاوة على عدم وجود خبرة بترولية. وتقع الحقول الثلاثة، حاليًا فى زمام الشركة العامة للبترول، وينتج حقل عسل 25 برميلًا يوميًا، وسدر 80 برميلًا يوميًا، من بين 45 ألف برميل تنتجها الشركة حاليًا من مناطق امتيازها فى خليج السويس والصحراء الشرقية. وقال مصدر: "إن متوسط إنتاج هذه الحقول بلغ نحو 87 ألف برميل من الزيت الخام يوميًا فى عام 1966 قامت إسرائيل باستغلالها، وفى عام 1975 كان متوسط إنتاج هذه الحقول نحو 92 ألف برميل يوميًا، وكان يغطى 65% من احتياجات إسرائيل من النفط". سير العمل فى الحقول ذكر تقرير حول سير العمل فى حقول رأس سدر وعسل ومطارمة بسيناء، التى تشهد حاليًا نشاطًا بتروليًا مكثفاً لزيادة إنتاجيتها منذ توقيع اتفاقية تطويرها فى يوليو 2016، مع شركة ميدتيرا لأنظمة الطاقة لتقديم خدمات استكشافية وإنتاجية للشركة العامة للبترول بالحقول الثلاثة، والذى كشف الالتزام الكامل بتنفيذ خطط زيادة إنتاج مصر من الثروة البترولية والغاز الطبيعى من المشروعات الجديدة ، وكذلك من الحقول القديمة والمتقادمة فى المناطق البترولية كشبه جزيرة سيناء باستخدام التقنيات الحديثة فى الإنتاج. وأوضح التقرير، أن الحقول التى تنتج منذ عام 1946 وتقع فى الجانب الشرقى لخليج السويس داخل شبه جزيرة سيناء قد زاد إنتاجها المجمع من 1200 إلى 1400 برميل يوميًا نتيجة للبدء فى تنفيذ أعمال المرحلة الأولى للاتفاقية التى تستمر لمدة 10 سنوات وتتضمن خطة عمل السنوات الثلاث الأولى منها إجراء مسح سيزمى ثلاثى الأبعاد لمساحة 130 كم2، وحفر 4 آبار تنموية وبئرين استكشافيتين وصيانة 16 بئرًا منتجة. آبار جديدة على الإنتاج أما شركة بتروبل فقد نجحت فى وضع 8 آبار جديدة على الإنتاج بحقول سيناء، وضخت استثمارات تقدر بنحو 585 مليون دولار خلال العام المالى الماضى فى أعمال البحث والاستكشاف والإنتاج للغاز الطبيعى والزيت الخام بحقول الشركة، وبلغ متوسط الإنتاج 894 مليون قدم مكعب غاز يوميًا و 59 ألف برميل زيت خام، علاوة على إنتاج المتكثفات والبوتاجاز. وأكدت شركة بتروبل، أن ما تم تنفيذه من أعمال ساهمت بشكل فعال فى المحافظة على معدلات الإنتاج من الزيت الخام والحد من تأثير تحديات التناقص الطبيعى للمخزون فى حقول تنتج منذ نحو 70 عامًا. وكثفت الشركة أعمال الصيانة للآبار بخليج السويسوسيناء للمحافظة على معدلات الإنتاج من خلال تنفيذ 354 عملية صيانة، أسهمت فى تحسين الإنتاجية من الآبار باستخدام حزمة من الحلول المتنوعة والتقنيات لمعالجة أى تحديات فنية. وعلى صعيد حقول الدلتا، تم إجراء صيانة وتحفيز آبار حقول أبوماضى ضمن الجهود المبذولة لتحسين الطاقة الاستيعابية لتلك الآبار وتعظيم الاستفادة منها. وكشفت الشركة، إجراء دراسة حاليًا بحقل "أبورديس – سدرى" فى سيناء لبحث كل فرص زيادة إنتاج الحقل من خلال الاستخدام الأمثل للحلول اللازمة لتحسين أداء الآبار وزيادة الإنتاج، بالإضافة إلى استهداف حفر آبار تستهدف الاحتياطيات غير النامية. كما تم تكثيف أنشطة الدراسات الجيولوجية بمناطق خليج السويس والبحر المتوسط، متمثلة فى إعادة تقييم للخزانات غير الاعتيادية كخزانات الإيوسين بخليج السويس وخزانات الأوليجوسين العميق بالبحر المتوسط، وتقييم عدد من المناطق الواعدة مثل "رديس – سدرى" وجنوب فيران. سلامة العمليات وفيما يتعلق بسلامة العمليات، تنفذ بتروبل مبادرات لضمان سلامة خطوط الأنابيب، وتنفيذ استراتيجية الحد من المخاطر القائمة على عمليات الفحص والتفتيش، وتفعيل أنظمة استباقية متعددة للوقاية. وتم الانتهاء من تحديث شامل لأنظمة الإنذار والإطفاء بمحطة المعالجة الرئيسية بحقول سيناء بتكلفة 12 مليون دولار، وكذلك الانتهاء من أعمال تحديث وتطوير أنظمة الإنذار والإطفاء بمحطة تجميع الزيت الخام بمنطقة فيران بتكلفة تقدر بنحو 34 مليون دولار. أما موقع شركة سوكو بمنطقة أبورديس، فقد شهدت مؤخرًا إنجازًا متميزًا فى حقل رأس بدران، حيث نجحت فى زيادة إنتاج الشركة إلى 7500 برميل مكافئ يوميًا خلال 3 أشهر من العمليات بعدما كانت الخطة الأولية "خط الأساس"، تهدف إلى تحقيق إنتاج يقارب 3100 برميل يوميًا للعام الحالى بزيادة تقدر ب 3800 برميل يوميًا. الإنجازات تتحقق وقد تحقق هذا الإنجاز، بعد تفعيل الاتفاقية مع شركة أديس "المقاول" فى الأول من أغسطس الماضى، وبدأ عمل الحفار فى الخامس من سبتمبر، وخلال 3 أشهر من العمليات المكثفة، قد تحقق هذا الإنجاز بفضل تطبيق استراتيجية الإنتاج المتقدمة التى تعتمد على تحقيق النجاحات السريعة والمبادرات الاستراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى. وشملت خطوات تحقيق الزيادة، إصلاح الآبار المعطلة، حيث كان تغيير الطلمبات العاطبة فى الآبار محركًا رئيسيًا لزيادة الإنتاج، وعمليات التثقيب والمعالجة بدون استخدام حفار للإسراع فى رفع معدلات الإنتاج، واختبار طبقة المطلة، حيث النتائج الأولية لاختبار طبقة المطلة فى البئر RB-A3b جاءت مبشرة 1750 برميل زيت يوميًا، مما أضاف بعدًا جديدًا لقدرات الإنتاج، وكذلك خطط الآبار التنموية وتنمية طبقة المطلة فى حقل رأس بدران، وحفر بئر استكشافية يستهدف المنطقة الجنوبيةالغربية للحقل، أملاً فى إضافة آفاق جديدة لزيادة الإنتاج. ولعبت الجهود المضنية للعاملين بالشركة، والمفاوضات مع ممثلى شركة أديس دورًا حاسمًا فى تحقيق هذه الزيادة، ومن الجدير بالذكر أن بفضل هذه الجهود، تم زيادة وضغط العمليات لتحقيق أقصى معدلات الإنتاج الممكنة وإدخال حفار بحرى اًخر للعمل بالتوازى بحقل رأس بدران. خطط مستقبلية تتضمن الخطط المستقبلية، إضافة حفار برى للعمل بحقل جبل الزيت، بالإضافة إلى عمل حفار بحرى آخر لرأس بدران، بهدف الوصول إلى معدلات إنتاج تقارب 10000 برميل يوميًا، مما يحقق أكثر من ثلاثة أضعاف إنتاج خط الأساس، وتستهدف هذه الخطط الطموحة تنمية الاحتياطات غير المستثمرة فى طبقات النوبيا والمطلة، مما يسهم فى تعزيز إنتاجية الشركة واستدامتها على المدى الطويل. الغاز الطبيعى أما مشروعات الغاز الطبيعى بسيناء، فقد تمثلت فى المرحلة الثانية من تنمية حقول الغاز بشمال سيناء، ويهدف المشروع إلى زيادة الطاقة الإنتاج 75 مليون قدم مكعب / يوم، بتكلفة 100 مليون دولار، من خلال حفر 4 آبار وتم وضع 3 آبار على الإنتاج بمعدل إنتاج أولى 60 مليون قدم مكعب/يوم. أما استكمال تنمية حقول غاز شمال سيناء "المرحلة الثالثة"، فيهدف المشروع إلى إنتاج كميات من الغاز الطبيعى تصل إلى نحو 45 مليون قدم مكعب يوميًا، من خلال حفر 3 آبار مع تصنيع وتركيب ثلاث منصات بحرية وربطها على الخط الرئيسى قطر 22"، باستثمارات نحو 87 مليون دولار، وقد تم بدء الإنتاج من البئر الأولى فى ديسمبر 2021.