ألمحت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى اعتزام السلطات الإسرائيلية العودة إلى المفاوضات، خاصة بعد مقتل الرهائن. ووسط تلميحات لم يخفها نتنياهو لكنه لم يتحدث بوضوح عن احتمال استئناف المفاوضات، مكتفيا بالقول: «التوجيهات التى أعطيها لفريق المفاوضين مبنية على هذا الضغط وبدونه لا نملك شيئا». من جانبها، أكدت حماس، فى بيان، على موقفها ب«عدم فتح أى مفاوضات لتبادل الأسرى ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا. وقد أبلغت الحركة موقفها هذا لجميع الوسطاء». احتجاجات متواصلة فى تل أبيب ويواجه نتنياهو احتجاجات فى تل أبيب لإعادة الرهائن والتوصل لهدنة، آخرها نظمها مئات الأشخاص وحمل بعضهم لافتات كتب على إحداها «أخرجوهم من الجحيم»، وصاح أحد المتحدثين «أعيدوهم إلى ديارهم الآن». تصعيد فى الضفة وفى الضفة الغربية، لا يزال التصعيد مستمرا حيث تشن السلطات الإسرائيلية هجمات على الفلسطينيين، أسفرت خلال ال24 ساعة الماضية، عن مقتل 4 أشخاص. وأعلنت وزارة الصحة عن وصول قتيلين لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومى فى طولكرم، وهما: الشاب وليد عبد الرازق أسعد زهرة (22 عاما)، وأسعد فتحى أسعد زهرة (33 عاما). وكان الشابان محمود سامر جابر (22 عاما)، وغيث ياسر شحادة (25 عاما)، قتلا فجرا، إثر قصف لمسيرات الجيش الإسرائيلى داخل المخيم، وسط اعتقالات وتدمير للبنية التحتية، واعلان المخيم منطقة عسكرية مغلقة. وقالت جمعية الهلال الأحمر إن «القوات الإسرائيلية تعرقل عمل طواقم الإسعاف والطوارئ من الدخول إلى مخيم نور شمس للوصول إلى الإصابات، واعتقلت متطوعا من سيارة الإسعاف». وكانت القوات الإسرائيلية داهمت عددا من منازل المواطنين فى مدينة طولكرم ومخيم نور شمس شرق المدينة، وسط سماع دوى انفجارات واطلاق نار مكثف فى العديد من الأحياء. ونشرت القوات الإسرائيلية قناصتها على أسطح البنايات العالية، عُرف من أصحابها عائلتا البطة والسعايدة فى المخيم. فى الوقت ذاته، تمركزت دوريات الاحتلال الراجلة والمحمولة فى مختلف حارات المخيم وتحديدا فى مناطق جبل النصر، وشارع المسلخ، وحارات: المنشية والمحجر والقلنسوة، فى الوقت الذى خربت فيه جرافات الاحتلال الشوارع الرئيسية للمخيم عبر تجريف البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة. كما اقتحمت القوات ضواحى شويكة وذنابة وعزبة ياسين وحى الإسكان فى ضاحية اكتابا، وداهمت منازل المواطنين وفتشتها واخضعت سكانها للاستجواب، وقامت بتكسير المركبات المتوقفة فى المنطقة. وصباح أمس، اقتحمت القوات الإسرائيلية ترافقها جرافة ضخمة، المدخل الشمالى لمخيم طولكرم وشرعت فى أعمال تجريف للمكان، وسط اندلاع مواجهات وسماع أصوات انفجارات فى المنطقة. وأعلنت القوى الوطنية فى محافظة طولكرم، عن إضراب شامل لجميع مناحى الحياة فى المحافظة امس، حدادا على أرواح قتلى مخيم نور شمس وغزة. وبمقتل الشابين يرتفع عدد الشهداء فى الضفة إلى 295 شهيدا، منذ السابع من أكتوبر الماضي. غزة.. الدمار مستمر وفى غزة التى لا تتوافر فيه خدمات اتصالات ولا إنترنت تكشف عن الصورة الكاملة للأوضاع هناك، أفاد سكان باشتداد حدة القتال فى وسط مدينة خان يونس فى جنوب القطاع. ومع حلول ليل السبت، زاد قصف الطائرات والدبابات الإسرائيلية تخلله صوت قنابل يدوية أطلقها مقاتلو حماس على ما يبدو. وتزداد الأزمة الإنسانية حدة فى غزة، حيث نزح نحو 1.9 مليون شخص، أى 85% من سكان القطاع، عن منازلهم بحسب الأممالمتحدة. واضطر كثيرون منهم إلى الفرار مرات عدة إلى مناطق مختلفة، ويعانون نقص الغذاء والمياه والدواء وضعف منظومة الصرف الصحي، وسط مخاوف من الأوبئة. دفن مواطنين أحياء ودعت وزيرة الصحة الفلسطينية، مى الكيلة، إلى إجراء تحقيق دولى فى معلومات حول قيام الجيش الإسرائيلى بدفن مواطنين أحياء، فى ساحة مستشفى كمال عدوان، فى شمال غزة. وقالت الكيلة، مساء أمس الأول، إن «المعلومات والشهادات الواردة من المواطنين والطواقم الطبية والإعلامية تشير إلى قيام الاحتلال بدفن مواطنين أحياء فى ساحة المستشفى، وأن بعضهم شوهدوا أحياءً قبل حصارهم من قبل الاحتلال». ودعت الكيلة العالم إلى «التحرك الجدى لكشف ملابسات هذا الملف، وعدم التهاون أو السكوت على المعلومات التى ترد من قطاع غزة». وبيّنت وزيرة الصحة الفلسطينية أن «قوات الاحتلال تعمدت إخراج الجرحى من مستشفى كمال عدوان إلى العراء فى ظل أجواء البرد الشديد واعتدت على الكوادر الطبية، ما شكل تهديدًا جديًا على حياة الجرحى والمرضى». كما لفتت إلى أن «جيش الاحتلال دمر الجزء الجنوبى للمستشفى، وأن 12 طفلا ما زالوا يتواجدون فى داخل الحاضنات فى المستشفى دون ماء ولا غذاء، بعد أن منع الجيش الإسرائيلى إجلاءهم، وفق شهادات الطواقم الطبية». مقتل دبلوماسى فرنسى وأعلنت باريس أمس، مقتل دبلوماسى فرنسى لجأ مع أفراد أسرته واثنين من زملائه إلى أحد المنازل التابعة للقنصلية الفرنسية فى مدينة رفح، جنوبى قطاع غزة، بالقرب من الحدود المصرية. وأكدت الخارجية الفرنسية أن الجيش الإسرائيلى قصف المنزل الذى لجأوا إليه يوم الأربعاء الماضي، ما أدى إلى إصابته ومقتل 10 آخرين، قبل أن يتم إعلان مقتله متأثرا بتلك الإصابة». وأوضحت أن الدبلوماسى الذى لقى مصرعه كان يقوم بعمله منذ 2002، حتى لقى مصرعه. ولفتت إلى أن باريس تدين قصف مبنى سكنى يضم الكثير من المدنيين، وتطالب بتوضيح من إسرائيل فى أقرب وقت ممكن. مخاوف من حملات «تشويه السمعة» من جهتها، أعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، عن «الفزع» جراء حملات «تشويه السمعة» التى تستهدف الفلسطينيين ومن يساعدهم. وأفاد مفوض «الأونروا» فيليب لازاريني، فى كلمة نشرت الوكالة الأممية فحواها على حسابها فى منصة «إكس»، إنه يشعر ب «الفزع جراء حملات تشويه السمعة، التى تستهدف الفلسطينيين ومن يقدم لهم المساعدات». وأضاف لازاريني: «بصفتى مفوض عام أونروا، عايشت ذلك أكثر من مرة، لأن وكالتنا هى أيضا أحد الأهداف فى هذه الحرب». وتابع قائلا: «ما تزال يصدمنى المستويات المتزايدة باستمرار من اللا إنسانية، والافتقار إلى التعاطف والإنسانية.. ما يحدث فى غزة يجب أن يثير غضب أى شخص، ويجب أن يجعلنا جميعا نعيد التفكير فى قيمنا». ولفت لازارينى إلى أن «الناس جائعون. وهذا شيء جديد تماما فى غزة. ولم نشهد ذلك فى الصراعات السابقة». وقف دائم لإطلاق النار وفى إطار الضغوط الدولية للتوصل لهدنة، أكد وزير الخارجية البريطانى ديفيد كاميرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، امس الأول، على «الحاجة العاجلة» لتحقيق «وقف دائم لإطلاق النار» فى غزة. وكتب الوزيران فى مقال مشترك نشرته صحيفة «صنداى تايمز» أن «عددا كبيرا جدا من المدنيين قتلوا» فى هذه الحرب، وحضّا إسرائيل على إنهاء عمليتها العسكرية ضد حماس بشكل سريع، ولكن دائم أيضا». وكتبا: «علينا أن نفعل كل ما باستطاعتنا لتمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار يؤدى إلى سلام دائم. وكلما أتى ذلك عاجلا، كلما كان أفضل - الحاجة عاجلة». ومع ذلك، لفت الوزيران أيضا إلى أنهما «لا يعتقدان أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفورى لإطلاق النار، على أمل أن يصبح دائما بطريقة ما، هو السبيل للمضى قدما ويجب على حماس أن تلقى سلاحها». مظاهرات منددة وشهدت عدة عواصم ومدن أوروبية بينها ستوكهولم السويدية، والعاصمة الألمانية برلين، ومدينة ميونخ، ومدن أوروبية أخرى، مظاهرات تندد ب»العدوان الإسرائيلي» المتواصل على قطاع غزة، كما حمل المتظاهرون لافتات تنادى ب «مقاطعة إسرائيل» و»الحرية لفلسطين» و»وقف الإبادة الجماعية». كما انتقدوا الدعم الأمريكى لإسرائيل، متهمين إياها بالمشاركة فى «جرائم الحرب التى ترتكبها القوات الإسرائيلية فى غزة». اتساع رقعة الصراع وفى علامات على اتساع نطاق تداعيات الصراع، قالت مليشيات الحوثى اليمنية إنها هاجمت مدينة إيلات الإسرائيلية المطلة على البحر الأحمر بطائرات مسيرة، وهو هجوم من بين عدة وقائع أفادت تقارير باستخدام طائرات مسيرة فيها بالمنطقة أمس الأول. وقالت 2 من شركات الشحن الكبرى إنهما ستتوقفان عن استخدام قناة السويس بعدما كثف الحوثى هجماته على السفن التجارية فى البحر الأحمر. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن المدمرة كارنى أسقطت 14 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون فى البحر الأحمر. وذكرت بريطانيا بدورها أيضا أن إحدى سفنها الحربية أسقطت طائرة مسيرة يشتبه أنها هجومية كانت تستهدف الشحن التجاري. وكانت حماس اقتادت نحو 240 شخصا نحو قطاع غزة خلال الهجوم الذى شنته على إسرائيل فى 7 أكتوبر وأسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين. ولا يزال 129 رهينة محتجزين فى غزة بعد عملية التبادل خلال هدنة الأيام السبعة، وفق السلطات الإسرائيلية. وردت إسرائيل على الهجوم الأسوأ فى تاريخها بعملية جوية وبرية على غزة، وتعهدت «القضاء» على حركة حماس التى تحكم القطاع. وكانت وزارة الصحة قد أعلنت ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 19088، والجرحى إلى نحو 54450، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي. وأوضحت الصحة فى تقريرها، أن نحو 18800 مواطنا ارتقوا فى قطاع غزة، 70% منهم من النساء والأطفال، كما أصيب أكثر من 51 ألف مواطن، مع وجود عدد كبير فى عداد المفقودين.