تشهد قاعة مجلس الأمن الدولى أول مواجهة مباشرة بين الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى ومسئولين روس هى الأولى منذ الغزو الروسى لاوكرانيا. وتوجّه زيلينسكى إلى نيويورك للمشاركة فى الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث ألقى خطابا الثلاثاء الماضى مرتديا بزته العسكرية التى بات مميّزا بها، دعا خلاله العالم للوقوف بحزم فى وجه روسيا. ووصل وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف إلى نيويورك فى وقت متأخر كونه اضطر لاستخدام طريق أطول لتجنّب المجال الجوى الأوروبي، ومن المتوقع أن الوزير الروسى المعروف بتعليقاته اللاذعة، والذى كان مندوبا سابقا لموسكو فى الأممالمتحدة سيحضر جلسة مجلس الأمن ويتواجه مع زيلينسكى. وسيمثّل وزيرا الخارجية أنتونى بلينكن وكاترين كولونا الولاياتالمتحدة وفرنسا على التوالي، وتتولى ألبانيا التى تدعم أوكرانيا بشدّة رئاسة مجلس الأمن حاليا، ووافقت على إفساح المجال لستين ممثلا عن الدول المشاركة بالتحدث. وبالتالى ستكون هذه المواجهة الدبلوماسية الأكثر مباشرة بين روسياوأوكرانيا منذ الغزو فى فبراير 2022، وهذه السنة لم يحضر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذى نادرا ما يتوجّه إلى الأممالمتحدة. وتغيّب عن اجتماعات دبلوماسية أخرى عالية المستوى هذا العام فيما تسعى الدول الغربية لعزله بينما يواجه مذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقّه. وقال زيلينسكى فى خطاب قوبل بتصفيق قادته الدول الغربية، ولكنه دفع آخرين لمغادرة القاعة «لأول مرّة فى التاريخ الحديث، لدينا فرصة لوضع حد للعدوان بناء على شروط الدولة التى تعرّضت للهجوم». وحذّر الرئيس الأمريكى جو بايدن فى خطابه من أن بوتين يعوّل على أن «يكل» العالم من دعم أوكرانيا. بدوره، شدد المستشار الألمانى أولاف شولتس أن على العالم أن يتدخّل نظرا إلى «العواقب التى لا يمكن تحمّلها» للحرب بالنسبة للجميع، لكنه وجّه أيضا تحذيرا مبطنا من الدعوات المدعومة من روسيا لوضع حد للحرب بناء على شروطها عبر تركها عمليا إبقاء سيطرتها على مناطق أوكرانية. لكن بعض البلدان النامية انتقدت الاهتمام الذى تم تخصيص أوكرانيا به علما بأنها حصلت على مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة وحدها بقيمة حوالى 43 مليار دولار. وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا «إنها إدانة خطيرة للمجتمع الدولى هذا بأن ننفق كل هذه الأموال على الحرب بينما لا يمكننا دعم التحرّك اللازم لتغطية احتياجات أساسية لمليارات البشر». فى السياق نفسه، جرى التخطيط لعقد اجتماع بين زيلينسكى والمستشار الألمانى أولاف شولتس ويمكن أن يكون الموضوع هو الطلب الأوكرانى لصواريخ كروز من طراز توروس، وشولتس متحفظ حتى الآن بشأن هذا الأمر. وينظر إلى أول رحلة يقوم بها زيلينسكى إلى مقر الأممالمتحدة فى نيويورك منذ اندلاع الحرب على أنها محاولة لإقناع الدول المتشككة بمساره. فيما بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية فى تسليم دبابات القتال الرئيسية من طراز «إم1إيه1 أبرامز» إلى أوكرانيا التى تبدو مقاومتها العسكرية بدون نيران بعيدة المدى، وتُعد «أبرامز» من الدبابات الأقوى بالعالم وشاركت فى حروب عديدة. وضاعفت الولاياتالمتحدة بالفعل من إنتاج المدفعية، حتى أنها أرسلت ذخائر عنقودية على الرغم من معارضة العديد من الديمقراطيين، وطلبت من حلفائها دعم كييف. كما وافقت على تدريب الطيارين الأوكرانيين على الطائرات المقاتلة من طراز إف-16، وأرسلت ملابس دافئة ومعدات اختراق للسماح لكييف بمواصلة القتال خلال شتاء آخر. ميدانيًا، أسقطت روسيا عدة طائرات مسيرة قرب مدينة سيفاستوبول فى شبه جزيرة القرم، بعد ساعات من هجوم روسى على مصفاة نفط كريمنتشوك. وقالت وكالة الإعلام الروسية الرسمية إن روسيا أسقطت عدة طائرات مسيرة قرب مدينة سيفاستوبول فى شبه جزيرة القرم. وكانت المصفاة قد تعرضت مرارا للهجوم من روسيا منذ بدء العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا فى العام الماضى.