أعلنت النيجر أنها أعادت فتح حدودها مع عدة دول مجاورة، بعد أسبوع من انقلاب أحدث حالة من الصدمة فى منطقة الساحل غرب القارة الإفريقية.. وقال المتحدث باسم المجلس العسكرى الكولونيل أمادو عبدالرحمن فى خطاب بثه التلفزيون «أعدنا فتح الحدود البرية والجوية مع الجزائر وبوركينا فاسو ومالى وليبيا وتشاد». وأغلق المجلس العسكرى الحدود الأربعاء الماضي، فى نفس وقت إعلانه عزل الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم. وفرضت المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا «إيكواس» عقوبات على النيجر تشمل وقف كافة المعاملات المالية وتجميد أصول، وقالت إنها قد تمنح تفويضا باستخدام القوة لإعادة بازوم إلى منصبه.. لكن المجلسين العسكريين الحاكمين فى بوركينا فاسو ومالى عبرا عن دعمهما لقادة الانقلاب، وقالا إن أى تدخل خارجى لإعادة الحكومة المخلوعة سيعتبر إعلاناً للحرب. وفى الوقت نفسه هبطت أولى الطائرات العسكرية التى تحمل مواطنين معظمهم أوروبيون تم إجلاؤهم من النيجر فى باريس وروما أمس الأربعاء.. وباشرت فرنسا عمليّة إجلاء جوّى لمدنيّين فرنسيّين وأوروبيين من النيجر، فى أوّل عمليّة إجلاء بهذا الحجم من منطقة الساحل إذ تكرّرت الانقلابات منذ 2020. وأقلعت طائرة أولى تقلّ فرنسيّين وآخرين، مساء الثلاثاء من نيامي، وهبطت فى مطار رواسى «شارل ديجول» فى باريس، وفق ما أفادت وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة وكالة «فرانس برس». وقالت كاترين كولونا «هناك 262 شخصاً على متن الطائرة من طراز إيرباص إيه 330، بينهم 12 رضيعاً»، مضيفةً أنّ «الغالبيّة الكبرى من الركّاب هم من مواطنينا»، إضافة إلى «بعض المواطنين الأوروبيين».. الإضافة إلى العدد الكبير من الفرنسيّين، كان على متن الطائرة التى هبطت أيضا لبنانيّون ونيجريّون وبرتغاليّون وبلجيكيّون وإثيوبيّون، حسبما ذكرت وزارة الخارجيّة. ولدى وصولهم، حضر نحو 20 عنصراً من الصليب الأحمر الفرنسى لتقديم زجاجات مياه ووجبات خفيفة.. وكان يُفترض أن تهبط طائرة ثانية ليلًا، على متنها فرنسيّون ونيجريّون وألمان وبلجيكيّون وكنديّون وأميركيّون ونمسويّون وهنود، وفق المصدر نفسه. وأضافت كولونا «هناك 600 فرنسى أعربوا عن رغبتهم الواضحة فى المغادرة، وهناك أقل بقليل من 400 أوروبى» أبدوا أيضاً هذه الرغبة. وفى وقت سابق، أوضحت هيئة الأركان أنّ إجلاء الجنود الفرنسيّين المتمركزين فى النيجر «ليس على جدول الأعمال».. وفى السياق ذاته، أعلنت إيطاليا أنّها مستعدّة لإجلاء رعاياها من نيامى فى طائرة مستأجرة خصّيصًا. بدورها، نصحت ألمانيا رعاياها فى نيامى بالمغادرة.. ومن جانبه، أعلن البيت الأبيض أنّ الولاياتالمتحدة لم تتخذ أيّ قرار إجلاء فى الوقت الحالى.. وتعدّ النيجر من أفقر دول العالم على الرغم من مواردها من اليورانيوم. واعتبرت المفوضية الأوروبية أنه «لا خطر» على إمدادات الاتحاد الأوروبى من اليورانيوم بعد الانقلاب فى النيجر، الدولة التى تمثّل ربع الإمدادات الأوروبية، بسبب المخزونات الموجودة بالفعل.. وباتت النيجر التى تقوّضها هجمات جماعات مرتبطة بتنظيمى داعش والقاعدة، ثالث دولة فى المنطقة تشهد انقلابا منذ عام 2020 بعد مالى وبوركينا فاسو.