وسط اتهامات «روسية – أوكرانية» متبادلة، قالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية، أمس، إن القوات الروسية فجرت سد نوفا كاخوفكا فى الأجزاء الخاضعة لروسيا من منطقة خيرسون الأوكرانية. وأعلنت القيادة على فيس بوك «تحديد حجم الدمار وسرعة وكميات المياه والمناطق التى من المرجح أن تتعرض للغرق»، وفى المقابل، نفى عمدة نوفا كاخوفكا فى خيرسون، الموالى لروسيا، التقارير عن تفجير السد، قائلاً إن تدميره سيؤدى إلى مشاكل فى إمدادات المياه فى جزيرة القرم». وأعلن رئيس منطقة خيرسون بداية الإجلاء بالقرب من السد بعد أن أعلن الإعلام الروسى انهياره. وقال مسئول موال لروسيا: «لا خطورة على محطة زبروجيا النووية حتى الآن بعد تفجير سد نوفا كاخوفكا». ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن مصدر مطلع، لم تذكر هويته أن «سد نوفا كاخوفكا الضخم، فى الأجزاء التى تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون فى جنوبأوكرانيا، دمر، وأن المياه غمرت المنطقة». وقالت «تاس»: «انهار سد محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية فى منطقة خيرسون بسبب الأضرار التى لحقت به، وغمرت المياه الأراضي، أفادنا بذلك مصدر فى الحكومة، قال إن السد لم يتحمل، وانهار وبدأت الفيضانات». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس بلدية نوفا كاخوفكا المعين من موسكو أن «الجزء العلوى من السد دمر نتيجة قصف». كما أعلنت السلطات الموالية لروسيا حالة الطوارئ فى الجزء الذى تسيطر عليه بمحيط سد كاخوفكا بعد الانفجار الذى تعرض له، فيما قال فلاديمير ليونتييف، رئيس إدارة منطقة نوفا كاخوفكا المعين من موسكو، إن المياه ارتفعت فى المنطقة 10 أمتار، ويمكن أن يصل الارتفاع الأقصى إلى 12 مترا، بعد التفجير الذى دمر جزئيا سد توليد الطاقة على نهر دنيبرو. وأكد ليونتييف فى مقطع فيديو نشر على قناته فى تيليجرام، أن منسوب المياه فى نوفايا كاخوفكا قد ارتفع بمقدار 10 أمتار. وقال: «مهمتنا الآن هى إخراج الناس، لاستبعاد احتمال حدوث صدمة كهربائية، وبالتالي، يتم فصل المناطق السكنية فى اتجاه مجرى النهر عن الكهرباء. الناس ينتقلون إلى أماكن آمنة. لا داعى للذعر». وفى وقت لاحق، ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن السلطات (الموالية لروسيا) أعلنت حالة الطوارئ فى الجزء الذى تسيطر عليه روسيا بمحيط السد، الذى تتدفق منه المياه دون سيطرة. لا خطر على السلامة النووية من جهتها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن خطر فورى على محطة زبروجيا النووية فى أوكرانيا، بعد تفجير سد كاخوفكا. وقالت الوكالة عبر تغريدة: «خبراء الوكالة فى محطة زبروجيا النووية يراقبون الوضع عن كثب». وأضافت» لا خطر على السلامة النووية فى المحطة». وقال متحدث باسم شركة روسينيرجواتم الروسية النووية لوكالة انترفاكس الروسية، إن المحطة النووية، مثل سد كاخوفكا، على نهر دنيبرو، لم تتضرر. وأكدت إدارة المحطة أن التدمير الجزئى للسد الذى تستخدم مياهه لتبريد مفاعل المنشأة، لا يمثل تهديداً. وكتب مدير المحطة يورى تشيرنيتشوك على تليجرام «فى الوقت الحالي، لا تهديد لسلامة محطة زبروجيا للطاقة النووية. منسوب المياه فى حوض التبريد لم يتغير»، مضيفاً «الوضع تحت سيطرة طواقم العمل». جريمة حرب إلى ذلك، طالب رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشال، بمحاسبة روسيا بعد تفجير السد، قائلاً إن ذلك يرقى إلى «جريمة حرب». وأعرب شارل ميشال على تويتر، عن «صدمته للهجوم غير المسبوق على سد نوفا كاخوفكا»، معتبراً أن «تدمير بنية تحتية مدنية جريمة حرب وسنحاسب روسيا ومجموعاتها». وأضاف، «أفكارى مع جميع العائلات فى أوكرانيا المتضررة من هذه الكارثة»، مشيراً إلى أنه سيقترح مساعدة للمناطق التى غمرتها الفيضانات فى القمة المقبلة لقادة الدول ال27 الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى فى نهاية يونيو فى بروكسل. تدمير 28 دبابة على جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 28 دبابة أوكرانية من بينها 8 من طراز «ليوبارد» ألمانية الصنع، ومقتل ما لا يقل عن 1500 جندى أوكراني، خلال التصدى لهجوم قوات كييف على محور جنوب دونيتسك، مشيرة إلى أن قواتها أحبطت جميع محاولات القوات الأوكرانية للتقدم فى دونيتسك. وقالت الوزارة فى بيان: «بلغ إجمالى خسائر القوات الأوكرانية فى اتجاه جنوب دونيتسك، أكثر من 1500 جندى أوكراني، و28 دبابة، بما فى ذلك 8 من طراز ليوبارد ألمانية الصنع، وثلاث دبابات AMX-10 فرنسية الصنع، و109 مركبات قتال مصفحة». وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنه تم دحر القوات الأوكرانية، ولم تتمكن من إنجاز المهام الموكلة إليها فى الهجوم، مضيفة أن التشكيلات والوحدات العسكرية الأوكرانية المهاجمة تعرضت لأضرار جسيمة. وفى صباح يوم 4 يونيو، أحبط الجيش الروسي، هجوم أوكرانى واسع النطاق على 5 قطاعات من الجبهة فى اتجاه جنوب دونيتسك، بمشاركة ست كتائب ميكانيكية وكتيبتى دبابات، وأفادت الوزارة، أن القوات الأوكرانية واصلت يوم الاثنين 5 يونيو، شن هجماتها على بلدة فريمفسكي. هجمات جوية على كييف من ناحية ثانية، أطلقت روسيا موجة جديدة من الهجمات الجوية على كييف خلال الليل وقال مسئولون بالعاصمة الأوكرانية إن نظم الدفاع الجوى أسقطت أكثر من 20 صاروخ كروز لدى اقترابها. وقال سيرهى بوبكو رئيس الإدارة العسكرية فى كييف على تطبيق تليجرام، «كلها أُسقطت، لم يصب أى منها هدفه». وذكر شهود من رويترز أنهم سمعوا عدة انفجارات مشابهة لصوت نظم الدفاع الجوى فى الوقت الذى صدرت فيه تحذيرات من الغارات الجوية على المدينة استمرت لأكثر من أربع ساعات، بدءا من بعد منتصف الليل بقليل. وقال الجيش إن حطام الصواريخ سقط على الطرقات، وألحق أضرارا بخطوط الكهرباء الخاصة بنظام القطار الخفيف فى منطقة ديسنيانسكى فى كييف. والمنطقة الواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو هى أكثر أحياء كييف اكتظاظا بالسكان.. وقال المسئولون إنه لا يوجد قتلى أو مصابين بحسب المعلومات المبدئية المتوفرة. كييف تتقدم فى باخموت من جهتها، أكدت أوكرانيا تنفيذ «عمليات هجومية» فى بعض قطاعات جبهة باخموت، معلنة إحراز تقدم قرب المدينة شرقى البلاد. وكتبت نائبة وزير الدفاع الأوكرانى غانا ماليار على تطبيق تليجرام، أن «العملية الدفاعية (لأوكرانيا) تشمل عمليات مضادة. من هنا، فى بعض القطاعات، ننفذ عمليات هجومية». وأضافت، أن «قطاع باخموت يبقى محور العمليات القتالية. نتقدم هناك على جبهة واسعة نسبيا ونحرز نجاحات ونحتل المرتفعات. العدو فى موقع دفاعي». وأكد قائد مجموعة فاغنر الروسية، أن قوات كييف استعادت قسما من قرية بيرخيفكا الواقع شمال باخموت. لكن المسئولة الأوكرانية فى وزارة الدفاع لم تدل بأى معلومات عن القرى الواقعة جنوب منطقة دونيتسك وتلك المجاورة لزابوريجيا، حيث أكدت موسكو أنها صدت الجنود الأوكرانيين. قُرب الانتصار ومن جهته، أشاد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بمكاسب ميدانية حققتها قواته قرب مدينة باخموت فى شرق أوكرانيا، وسخر من رد الفعل «الهستيري» لموسكو التى أعلنت صد هجمات واسعة النطاق. وجاء فى رسالة وجّهها بالفيديو: «نرى إلى أى حد ترد روسيا بشكل هستيرى على كل المكاسب التى نحققها فى هذا القطاع، وعلى كل المواقع التى نسيطر عليها». وأضاف زيلينسكى «العدو يدرك أن أوكرانيا ستنتصر».