مواجهات بين الشرطة ومحتجين غاضبين من الجالية الكردية تبتر هدوء مظاهرة منددة بهجوم أسفر قبل يوم عن مقتل 3 أشخاص وسط العاصمة الفرنسية. وبحسب إعلام محلى، تجمع العشرات من أفراد الجالية الكردية فى ساحة الجمهورية بباريس، تنديدا بحادثة إطلاق النار التى وقعت، الجمعة، أمام مركز ثقافى كردى بالدائرة العاشرة لباريس. وبدأت المظاهرة فى أجواء مسالمة قبل أن يرشق محتجون غاضبون عناصر من الشرطة ممن ردوا بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. من جانبهم، حاول ممثلون عن المجلس الديمقراطى الكردى فى فرنسا ومتظاهرون آخرون احتواء الأفراد الذين يسعون لمواجهة الشرطة واستهداف الممتلكات العامة، لا سيما من خلال تشكيل سلسلة بشرية. وفى وقت سابق أعلنت النيابة العامة الفرنسية تمديد توقيف الرجل البالغ 69 عامًا المشتبه فى قتله ثلاثة أكراد بمسدس وإصابة ثلاثة آخرين فى باريس وأشارت إلى أن التحقيق اعتمد أيضًا البحث فى الدافع العنصرى. ودعا الحكومة الفرنسية إلى الإسراع بالقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة، مشددًا على أهمية مكافحة العنصرية فى فرنسا منعًا لتكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة. وقد أعادت إلى الأذهان نشأة تلك الجالية حيث إن المهاجرين الكرد وصلوا لأول مرة لفرنسا قادمين من تركيا فى النصف الثانى من ستينيات القرن الماضى، فى حين لحقهم آلاف آخرون خلال سبعينيات القرن العشرين وما بعدها. كما وصل قسم آخر منهم قادماً من العراق وإيران خلال الثمانينيات والتسعينيات، ومن سوريا معظمهم بعد الصراع الدامى الذى بدأ عام 2011. وانخرط هؤلاء فى المجتمع الفرنسى إلى حد كبير، حتى بدا حالهم كحال أى لاجئين آخرين، ويمارسون حقوقهم بشكل طبيعي. ففى أكتوبر من عام 2014، نظم الكرد فى فرنسا وبلدان أوروبية أخرى تظاهرة احتجاجاً على هجوم تنظيم داعش الإرهابى على مدينة كوبانى فى سوريا، وفى 25 يوليو 2015، قام مناصرو حزب العمال الكردستانى فى فرنسا بمسيرة فى باريس للاحتجاج على ضربات الجيش التركى على معاقل الحزب. كما خصصت الحكومة الفرنسية عام 2020، لأول مرة فى تاريخها، درساً فى المناهج الفرنسية للحديث عن الأكراد، فى حادثة اعتبرت سابقة من نوعها آنذاك.