طواقى وعلب وشنط هدايا، براويز بمقاسات وأحجام مختلفة، بلوك نوت، كروت مطبوعة أو مرسومة، أظرف برسوم وألوان وسادة، وحدات إضاءة، وورق بمقاسات متنوعة تصل إلى مترين فى مترين، كل هذه المنتجات معروضة فى جناح مؤسسة النافذة فى معرض ديارنا، الذى تنظمه وزارة التضامن الاجتماعى، ضمن أنشطة مؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «27-COP» بشرم الشيخ، المستمر حتى 18 من نوفمبر الجارى. ما يميز هذه المنتجات أنها كلها مصنوعة يدويًا من مخلفات زراعية طبيعية مائة بالمائة، خاصة من قش الأرز، الذى عادة ما يتخلص منه المزارعون بالحرق، مما ينتج عنه تلوث فى الهواء وزيادة فى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، الذى يؤثر سلبًا على التغير المناخى. الفنانة التشكيلية إيناس خميس، مسئولة التدريب فى مركز النافذة، عادة ما تحضر معها فى معارض ديارنا وعاء به ألياف قش الأرز المطبوخة، ومصفاة وشاسية لينزل منه الورق الطرى، قبل أن يجف ويصبح ورقًا يصلح للرسم أو الكتابة أو التشكيل، ليراه الزائرون ويمكنهم أن يصنعوا الورقة بأيديهم، وبالحجم الذى يريدونه، قبل أن يشتروا منتجات الورق التى تملأ الجناح. «مؤسسة النافذة» مقرها فى قرية الفخارين، التى افتتحها الرئيس السيسى بمنطقة مصر القديمة بعد تطويرها، وبها مركز تدريب مهتم بإنتاج الورق اليدوى، من المخلفات الزراعية، حماية للبيئة ودفعًا لعجلة الاقتصاد، وللتمكين الاقتصادى للفئات الأولى بالرعاية، خاصة من ذوى الإعاقة الذين لا يجدون فرص عمل بسهولة. «مؤسسة النافذة» تم إشهارها فى 2007، للتدريب على صناعة الورق اليدوى، من المخلفات الزراعية، فكل المخلفات الزراعية تصلح لأن تتحول إلى ورق يدوى، وخبرتنا تشمل تصنيع الورق اليدوى من مخلفات شجر الموز، وورد النيل، ولحاء الأشجار، وسعف النخيل، وقصب السكر ومخلفات زراعة القطن، ونبات البردى، لكن جاء تركيزنا على استخدام قش الأرز وتحويله إلى ورق يدوى حتى لا يلجأ المزارعون لحرقه، وحماية للبيئة، وتشغيلًا لأيد عاملة وتعليمهم لحرفة جديدة، لإنتاج منتج مفيد وجميل معًا». تعتبر إيناس أن أى مخلف زراعى هو كنز، لايجب أن يهدر بالحرق الذى يؤذى البيئة ويزيد من تلوث الهواء، ويؤثر على تغيير المناخ، «كل مخلف زراعى ينتج نوعية مختلفة من الورق، وأغلى أنواع الورق هو الورق المنتج من مخلفات القطن، والنافذة هى المكان الوحيد الذى ينتج الورق اليدوى المصرى من المخلفات الزراعية، وليس من إعادة تدوير الورق». مراحل التصنيع اليدوى يستغرق تدوير قش الأرز إلى ورق يدوى، إلى خطوات ومراحل كثيرة، بالمقارنة بإعادة تدوير الورق، وتمر بعدة مراحل، تبدأ بنقع القش فى الماء، لمدة من يومين إلى 10 أيام، فكلما زادت مدة النقع يكون أفضل، ثم طبخه على النار 3 أو 4 ساعات مع التقليب حتى يتم تسويته، ثم غسله مرات كثيرة لتصفية الأتربة الكثيرة التى تكون موجودة فى المخلف، ثم يطحن الخليط ليصبح ناعمًا. فى المرحلة الخامسة، يصب الخليط المطحون فى سكرينات أو شاسيهات سلك بإطار خشبى، بمقاسات مختلفة، ليصفى ثم يعلق على الحائط أو على مسطح ليجف، وتمرر عليه إسفنجة بطريقة الضغط، ويترك من يوم إلى يومين حتى يجف، وإذا أردنا تلوينه، توضع الألوان على الخليط بعد طحنه ويقلب. وينتج مركز تدريب النافذة كل أحجام الورق، من الورق الصغير للنوت الصغيرة، وحتى الورقة الكبيرة المتر فى مترين، بالإضافة إلى أكثر من 150 منتجًا من الورق، منها وحدات الإضاءة والبوك مارك، «فاصل الكتاب»، والشنط الورق، وفوانيس رمضان، والنوت بأحجامها وأشكالها، وبعضها مصبوغ بألوان متعددة. شنطة الهدايا المصنوعة يدويًا من ورق قش الأرز ب25 جنيهًا، والعلبة الكرتون المغلفة بالورق ب50 جنيهًا، وعلبة الإكسسوار الصغيرة ب40 جنيهًا، يمكن أن يوضع فيها خاتم هدية مثلًا، ويمكن أن يصنع من الكرتون المغلف بالورق اليدوى شابوه للإضاءة. لا تكف إيناس والمتدربون بالمركز عن تجريب عمل أشكال جديدة من الورق، فى المعرض طلبت منى إحدى العارضات التى تصنع الصابون اليدوى أن أصنع لها علبة خاصة لحفظ الصابونة، لتباع الصابونة داخل علبة، العلبة ب40 جنيهًا، والصابونة ب80 جنيهًا. «مهم إننا نعمل ورقًا يدويًا من إعادة تدوير المخلفات الزراعية، لحماية البيئة من التلوث الناتج عن حرق هذه المخلفات أو التخلص منها بطرق غير آمنة، ومهم أيضًا إننا نفكر طول الوقت هنعمل إيه بالورق، ونجرب أكثر من مرة لغاية ما نوصل لمنتج ممكن تسويقه». فرص عمل لذوى الإعاقة دربت مؤسسة نافذة مجموعة من الأشخاص ذوى الإعاقة السمعية، للعمل فى تصنيع الورق اليدوى من المخلفات الزراعية، حيث تسعى المؤسسة التى لا تهدف للربح إلى تشغيل الفئات الأولى بالرعاية، وتمكينهم اقتصاديًا. «ما يضمن استمرار عمل مؤسسة النافذة هو أن تنجح فى تشغيل العديد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى عمل، خاصة ذوى الإعاقة، لإنتاج منتج يدوى، له قيمة بيئية وحرفية وجمالية، لايدخل فى تصنيعه أى نوع من أنواع الماكينات، الورق اليدوى يحمل روح الفنان والحرفى، وله جمال خاص يظهر فى الرسم عليه أو الطباعة عليه، وتشكيله لأشكال وظيفية مختلفة». تشترى «مؤسسة نافذة» قش الأرز، من أجل تصنيعه، وهى أيضًا تصنّع الورق اليدوى من ورد النيل، الذى يستهلك الكثير من مياه النيل، وأيضًا يتم التخلص منه بالحرق، والأمر نفسه بالنسبة لمصاصة القصب الناتجة من محلات عصير القصب. وتدعو الفنانة التشكيلية إيناس خميس كل من يريد مساعدة المؤسسة فى رسالتها، إلى أن يجلب لها هذه المخلفات، ليعاد تدويرها فى إنتاج الورق اليدوى، ومنها ورق الموز الذى يتم التخلص منه أيضًا بالحرق فى الكثير من مزارع الموز المنتشرة فى عدد من المحافظات المصرية.