الرئيس يزور أكاديمية الشرطة فجرًا ويهنئ الطلاب الجدد لنيل شرف الانضمام إلى الداخلية

حراس أمن الوطن

أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، فجر أمس، زيارة تفقدية لمقر أكاديمية الشرطة، حيث كان فى استقباله محمود توفيق وزير الداخلية، وقيادات أكاديمية الشرطة.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية ، إن زيارة الرئيس لأكاديمية الشرطة تأتى فى إطار حرصه على متابعة منظومة إعداد وتدريب أبنائه من طلبة كلية الشرطة، حيث استهل الزيارة بمشاهدة اصطفاف الطلبة والطالبات الجدد بأرض العروض بالكلية، وألقى كلمة لتهنئة الطلبة على الالتحاق بالكلية ونيل شرف الانضمام إلى هيئة الشرطة التى يسهر رجالها على حماية أمن الوطن والمواطن.
واطلع الرئيس على المنظومة الإلكترونية لتقييم الطلبة فى شتى المجالات، والتى يتم من خلالها المتابعة الدورية والتقييم المستمر لمستوى طلبة الكلية، ثم توجه لتفقد ميدان التحدى والقوة البدنية ومشاهدة الطلبة والطالبات أثناء أدائهم لتدريبات اللياقة البدنية المتنوعة واجتياز بعض الموانع، والتى أظهر الطلبة والطالبات خلالها المستوى المتميز الذى وصلوا إليه بدنياً ومهارياً.
وقام الرئيس أيضاً بتفقد حمام السباحة الأوليمبى بالكلية وشاهد الطلبة أثناء أداء قفزة الثقة، ثم توجه إلى مجمع ميادين التدريب القتالى حيث يتم تدريب طلبة وطالبات الكلية على أعمال الاقتحام والقتال التكتيكي، وشاهد من داخل مركز التحكم والسيطرة عرضاً تقدمياً عن الميادين التدريبية المختلفة بالمجمع، فضلاً عن عدد من البيانات التدريبية المختلفة بالمجمع مثل الرماية بالمحاكاة.
واختتم الرئيس جولته بالمجمع بمشاهدة بيان تدريب عملى للرماية، وتلى ذلك زيارة لنادى الفروسية واستمع إلى شرح تفصيلى لأنواع الخيول العربية الأصيلة التابعة لخيالة الأكاديمية.
ودار حوار مفتوح بين الرئيس والطلبة حول أبرز القضايا والمستجدات على الساحة الداخلية وجهود الدولة على مستوى الجمهورية، من خلال سلسلة المشروعات القومية الكبرى، وكذلك آخر المستجدات والأزمات على المستوى الدولى وتداعياتها على الاقتصاد المصري، وجهود الدولة لاحتواء تلك التداعيات.
وفى ختام الزيارة التفقدية توجه الرئيس إلى مقر زيارة أولياء أمور الطلبة والطالبات الجدد، وألقى كلمة بهذه المناسبة متقدماً بالتهنئة والشكر لهم على تقديم أبنائهم للالتحاق بهيئة الشرطة، حيث يتم إعدادهم وتأهيلهم ليكونوا حماة أمن مصر فى المستقبل القريب مع زملائهم من رجال القوات المسلحة البواسل.
وخلال الزيارة، طمأن الرئيس، المصريين بشأن الوضع فى ظل الأزمة الحالية التى يمر بها العالم، خاصة أن الدولة تسعى إلى تقليص تداعيات تلك الأزمة إلى أدنى مستوى، رغم تأثيراتها الكبيرة على العالم، مضيفًا: «لا توجد لدينا أى مشكلة فيما يخص السلع الأساسية، واحتياجات المواطنين مستقرة وآمنة لشهور طويلة».
وأبدى السيسى أمله فى سرعة انتهاء تلك الأزمة العالمية، التى تحمل تأثيرات كبيرة على الطاقة وسلاسل الإمداد وحالة الاستقرار فى الأسواق والأسعار، ليس فى مصر فقط، لكن العالم كله، حتى تستطيع الدولة الخروج من الأعباء التى عانت منها خلال فترة جائحة كورونا، التى استمرت عامين، وأثرت أيضا على اقتصاد العالم وليس على الاقتصاديات الناشئة فقط. وأكد فى حديثه إلى طلاب أكاديمية الشرطة، أهمية معانى التضحية والالتزام والواجب تجاه الوطن والشعب وحماية الأمن القومى وسلامة الدولة من كل شر يحيط بها، مضيفا أن أى مهمة لابد أن تكون محفوفة بالمخاطر، لكن الوطن يستحق كل ذلك.
وأشار إلى أن كل أسرة تقدم أبناءها وبناتها للوطن، تدرك أن هذه تضحية كبيرة من أجل الوطن والدولة والاستقرار، معتبرا أن كل طلاب أكاديمية الشرطة يمثلون أبناء أسر مصرية عادية، والدولة مستمرة فى تعليمهم وتدريبهم لتأهيلهم للخروج إلى الحياة العامة والتعامل معها بكفاءة.
وأوضح، أن الدولة ليس لديها أية مشكلات تخص السلع الأساسية، مشددا على أن احتياجات المواطنين «مستقرة وآمنة لشهور طويلة»، داعيا المصريين بالتعامل مع هذه الأمور «بجدية واحترام والتزام متبادلين»، مشيرا إلى أن الانضباط شكل من أشكال الاحترام والقناعة بأهمية الالتزام والانضباط لتحقيق المهام والأهداف؛ وليس أبدا شكلا من أشكال القهر .
وحث الرئيس، طلاب أكاديمية الشرطة بالالتزام - دائما - بأعلى درجات الكفاءة والجدية والفهم والتعلم، لأنه لن يتحقق شىء إلا بالأخذ بناصية التعليم والتدريب والاستمرار على ذلك، متابعًا: «لا يمكن أن تكون كفاءتنا داخل الكلية جيدة جدا فقط، لكن من الضرورى أن نستمر على هذا المستوى بعد التخرج».
وهنأ الرئيس، الطلاب الخريجين لأكاديمية الشرطة، معربًا عن تمنيه بخالص التوفيق لجميع الطلاب الجدد والخريجين.
وقال: «إنه أمر عظيم جدًا أنه يحدث تغيير فى حياة الطلاب الجدد خلال 3 أشهر»، مؤكدا أنه بالتركيز والانضباط والالتزام نستطيع تحقيق تقدم فى مدة زمنية قليلة.
وقدم الرئيس السيسي، التهانى للطلبة ولكل المصريين، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، قائلا «رمضان كريم علينا جميعا».
وأجرى الرئيس حوارًا مفتوحا مع طلبة أكاديمية الشرطة، تناول أبرز القضايا والمستجدات على الساحة الداخلية وجهود الدولة على مستوى الجمهورية، من خلال سلسلة المشروعات القومية الكبرى، وكذلك آخر المستجدات والأزمات على المستوى الدولى وتداعياتها على الاقتصاد المصري، وجهود الدولة لاحتواء تلك التداعيات.
وأوضح الرئيس- ردًا على حديث إحدى الطالبات عن الكثافة السكانية العالية والازدحام المروري، وعدم وجود تحويلات مرورية بمدينة المنصورة فى محافظة الدقهلية - أن المصريين يعيشون على مساحة أرض ضئيلة جدا بالنسبة لعدد السكان من محافظة أسوان إلى محافظة الإسكندرية، والمصريون يعيشون على كتلة عرضها لا يزيد على 10 إلى 15 كيلومتر بطول الألف كيلو وبالتالى يشعرون بضيق المساحة.
ولفت الرئيس السيسي، إلى أنه من المفترض أن نتمدد وننمو ونعيش على كامل المليون كيلو متر، لكننا نعيش على 50 أو 60 ألف كيلو متر مربع فقط.
ونوه الرئيس بمبادرة «حياة كريمة» التى تستهدف تحسين الأوضاع المعيشية لنحو 60 مليون مواطن، داخل المحافظات والقرى والمراكز، كما أنها تعمل على رفع الكفاءة وتبطين الترع والصرف الصحى ثم تتجه إلى تطوير الكهرباء والغاز، بالإضافة إلى رصف الطرق الداخلية، لافتا إلى أن حجم النمو السكاني، خلال ال 50 عاما الماضية، كان أكبر من طاقة وكتلة مساحة الأرض المتاحة.
وشدد الرئيس على ضرورة إخراج الكتلة السكانية الكبيرة من أماكن الازدحام فى مختلف المحافظات، إلى المدن الجديدة، لافتا إلى أن مساحة الأراضى الزراعية قلت بسبب كثرة البناء غير المخطط، معتبرا أن حديثه لا يستهدف الدفاع عن الدولة المصرية، بل يصف حالة الفهم الموجودة لدى الناس، حيث إنهم يحرصون على العيش بجوار أهلهم داخل المحافظات.
وساق الرئيس السيسى مثالا عن الوضع فى محافظة المنوفية، قائلا إن تلك المحافظة تشهد ارتفاعا فى أسعار الأراضى والمساكن، نتيجة الزيادة الكبيرة فى الطلب مقارنة بالعرض، وهو ما يدفع المواطنين إلى البناء على الأراضى الزراعية، مشيرا إلى أن هذه الحالة تنطبق أيضا على محافظات كثيرة.
ولفت إلى أن محافظة القاهرة كانت مصممة لاستيعاب 4 ملايين مواطن، لكن يعيش عليها الآن أكثر من ذلك بكثير، مطالبا المصريين بالتخلى عن فكرة التمسك بمكان واحد للعيش فيه داخل محافظاتهم مع أهلهم، والانتقال إلى المدن الجديدة.
واستعرض الرئيس السيسى قضية الباعة الجائلين فى مصر، وقال إنهم أكثر من مليونى بائع، وهم عبارة عن بطالة وفقر ويحتاجون إلى فرص عمل، وهى قضية واكبت ارتفاع الكثافة السكانية.
ودعا الرئيس، طلبة أكاديمية الشرطة إلى مواصلة التعلم بشكل جيد وإعادة صياغة أفكاركم؛ لنشر الأفكار الجديدة والمستحدثة بينهم وأسرهم، وإيجاد النموذج المرجو الذى يتسم بكونه منظما ومرتبا ومنضبطا.